مواجهات مستمرة بصنعاء وتعز في ظل تقدم الشرعية

مواجهات مستمرة بصنعاء وتعز في ظل تقدم الشرعية

18 يناير 2017
اشتباكات عنيفة في العديد من المناطق (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تواصلت المعارك الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين شرق العاصمة اليمنية صنعاء وغرب محافظة تعز، جنوبي اليمن، في ظل تقدم قوات الجيش والمقاومة الموالية للشرعية، والمسنودة بمقاتلات التحالف العربي، فيما سقطت أعداد من القتلى والجرحى، أغلبهم من مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والموالين لعلي عبدالله صالح، جراء المواجهات والغارات.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابع للشرعية، عن مصدر عسكري، أن "اشتباكات عنيفة" تجري في منطقة ضبوعة بمديرية نِهم، الواقعة شرق صنعاء، بدعم وإسناد من مقاتلات التحالف العربي.

وأفاد المصدر، أن التحالف نفذ تسع غارات جوية على تعزيزات للانقلابيين في نقيل ضبوعة، أسفرت عن تدمير أربعة أطقم مسلحة ومدرعة، ومقتل كل من عليها من عناصر المسلحين.

وكانت المواجهات شرق صنعاء قد تجدّدت، منذ يومين، إذ أعلنت قوات الشرعية خلال الـ72 ساعة الماضية السيطرة على العديد من المواقع والمرتفعات الجبلية خلال معارك سقط فيها العشرات من القتلى والجرحى، أغلبهم من الانقلابيين.

 
إلى ذلك، قالت قيادات عسكرية في قوات الجيش اليمني، إن قوات الجيش، المسنودة بالمقاومة الجنوبية والمدعومة بمقاتلات التحالف العربي، ستنتهي من تحرير الساحل الغربي لمحافظة تعز خلال الأيام القليلة المقبلة، "ما لم تفرض ظروف المعركة واقعاً آخر يعيق التقدم العسكري الذي تحرزه في تلك المناطق".

وأوضح مصدر ميداني في السواحل الغربية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الشرعية اعتمدت استراتيجية عسكرية تمثلت بقيام وحدات من قوات الشرعية بفرض طوق عسكري على معسكر العمري في مديرية ذوباب، والسيطرة على سلسلة المرتفعات الساحلية المحاذية للمعسكر من أجل تأمين الطريق الساحلية اتجاه مناطق سواحل المخا ( 115 كيلومتراً غرب تعز)، حيث سهل ذلك عبور وحدات عسكرية أخرى، مهمتها التقدم اتجاه المخا (غرباً)، وقد تمكنت من التقدم وفق خطة لفرض السيطرة بالكامل على سواحل المخا.

وأشار المصدر إلى أنه، خلال الـ24 الساعة الماضية، شهدت تطورات جديدة تمثلت بالسيطرة على مناطق تستخدمها المليشيات الانقلابية منافذ لتهريب الأسلحة، إذ تمت السيطرة الكاملة على أجزاء كبيرة من منطقة المخا الجديد وواحجة، التابعة لمديرية المخا الساحلية، والتي تبعد عن ميناء المخا الاستراتيجي نحو (10 كيلومترات غرباً).

وأوضح أن السيطرة على المخا ستشكّل انهياراً للمليشيات الانقلابية في بقية جبهات الساحل الغربي.



وأضاف أن "قوّات الجيش تواجه اشتباكات من الانقلابيين في تلك المناطق تمثل عائقاً نوعاً ما، إضافة إلى كثافة الألغام التي يتم التعامل معها، ولكن لم تعرقل التقدم اتجاه المخا"، ولفت إلى أن الغطاء الجوي الذي يوفره الطيران الحربي يسهل من عملية التوغل في سواحل المنطقة، وذكر أن طيران التحالف نفذ ضربات جوية لأهداف المليشيات في جبال مديرية الوازعية، المتصلة بمديريتي ذوباب والمخا، كما استهدفت مواقع المليشيات على امتداد الجبال المطلة على الساحل الغربي حتى مدينة المخا.


وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد ركن منصور الحساني، إن قوات الجيش الوطني في المحور الشمالي الشرقي للمدينة "شنت هجوماً على مواقع المليشيات الانقلابية في عصيفرة والأربعين، وتمكنت بعد معارك عنيفة من فرض السيطرة على عدة مبانٍ".

وقال العقيد عبدالعليم أبو طالب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن وحدات من الجيش الوطني واصلت تقدمها في مديرية الوازعية وشنت هجوماً عنيفاً على جبل الشبكة (السيبارة) الاستراتيجي والمطل على مركز المديرية، وذلك بالتزامن مع غارة جوية لطيران التحالف العربي على الجبل أسفرت عن تدمير مدفع وقتل وجرح عدد من أفراد المليشيات.

وأضاف أبو طالب، أن تقدم الجيش الوطني يكتسب أهميته من الناحية العسكرية كونه يأتي متزامناً مع عملية تحرير الساحل التي يقودها التحالف العربي، وإن ذلك من شأنه التسريع بعملية تحرير ميناء المخا وقطع الطريق الواصل بين مديرية المخا ومدينة تعز.

إلى ذلك، قالت مصادر ميدانية لـ "العربي الجديد" إن مليشيات الحوثي وصالح قصفت قرى عزلة بني عمر، جنوبي تعز، بقذائف "هاون"، وذلك من مواقع تمركزها في الوازعية بعد خسارتها بعض مواقعها العسكرية.

وقال شهود عيان ومصادر طبية، لـ"العربي الجديد" إن "تسعة مواطنين مدنيين قتلوا وأصيب ثمانية آخرين بإحصائية أولية جراء سقوط قذيفتين، مساء الأربعاء، على منطقة مدينة النور غربي مدينة تعز، أطلقتهما المليشيات الانقلابية المتمركزة في شارع الخمسين، شمال غرب المدينة".

وتعرضت الأحياء السكنية الواقعة غرب المدينة لقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من مواقع مليشيا الحوثي والمخلوع في شارعي الخمسين والستين ومنطقة الربيعي شمال وشمال غرب المدينة.


وقال العقيد منصور الحساني، إن هناك حالة انهيار في صفوف الانقلابيين حيث سجل حالات فرار جماعية لعناصر المليشيات نحو مناطق يختل باتجاه سواحل مدينة الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة.

وتجري مواجهات الوازعية بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية لقوات الجيش الموالية للشرعية في الساحل الغربي لتعز، منذ نحو أسبوعين، إذ أعلنت، أمس، السيطرة الكاملة على منطقة الجديد، في حين تواصل التقدم نحو مديرية المخا الساحلية، والمحاذية لمديرية ذوباب قرب باب المندب.

من جانب آخر، قالت مصادر في الوطني بمحافظة تعز، لـ" العربي الجديد" إن 14 عنصراً في صفوف الانقلابيين قتلوا  فيما أصيب 21، حصيلة مواجهات اليوم، ضد قوات الجيش الوطني في جبهات مختلفة، أشدها جبهات الجديد في سواحل المخا والوازعية جنوبي غربي تعز، مقابل ذلك، قتل عنصر وأصيب 17 في صفوف الجيش الوطني؛ خلال مواجهات اليوم مع المليشيات الانقلابية في جبهات الريف والمدينة بتعز.

وفي محافظة صعدة، شمالي البلاد، واصلت مقاتلات التحالف غاراتها ضد أهداف مفترضة للانقلابيين في مديرية باقم الحدودية مع السعودية.

وعلى الحدود أيضاً، أعلن الحوثيون، اليوم، أنهم قصفوا بقذائف مدفعية وصاروخية أهدافاً في منطقتي جيزان ونجران السعوديتين، في مقابل قصف صاروخي ومدفعي من الجانب السعودي ضد أهداف في مديرية منبه بمحافظة صعدة. ولم ترد تفاصيل فورية حول الخسائر في الجانبين.

وتشهد المناطق الحدودية بمحافظة صعدة (المعقل الأول للحوثيين) مواجهات وغارات جوية بوتيرة شبه يومية، وخصوصاً في مديريتي باقم وكتاف، واللتين تقدمت إلى أجزاء منهما قوات يمنية موالية للشرعية من جهة السعودية، في الأشهر الأخيرة، وأعلنت السيطرة على العديد من المناطق القريبة من الحدود، فيما تتواصل المواجهات التي ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر.