جدل بشأن ترشيح قائد "حراك الريف" بالمغرب لجائزة ساخاروف

المغرب: جدل متواصل بشأن ترشيح قائد "حراك الريف" لجائزة ساخاروف لحرية الفكر

17 سبتمبر 2018
الزفزافي ما زال يقبع بالسجن (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

يثير ترشيح الناشط المغربي ناصر الزفزافي، المعتقل في سجن الدار البيضاء على ذمة أحداث الريف، والمحكوم عليه بـ20 عاماً سجناً، لجائزة ساخاروف لحرية الفكر، سجالاً متواصلاً في البلاد، بين من يعتبره ناشطاً يستحق بجدارة هذه الجائزة لكونه لعب دوراً رئيسياً في "حراك الريف"، وبين من نفى أحقيته بالتتويج بها باعتبار أن لا صفة سياسية له.


وبلغ الزفزافي المرحلة النهائية في الترشح لنيل جائزة ساخاروف العالمية، بعد أن استطاع أن يكسب الأدوار الأولية، واجتاز اسمه جميع تلك المراحل الابتدائية، بفضل دعم نواب برلمانيين أوروبيين، خصوصاً النواب الهولنديين الذين قدموا مساندة قوية لملف ترشيح الزفزافي.

وصرحت البرلمانية الهولندية، كاتي بيري، أنها بمعية نواب أوروبيين آخرين، قدموا الحشد الكافي لاجتيازه المراحل الإقصائية، ليصل إلى المراحل النهائية، حيث سيقدم ملف تشريحه للتتويج بالجائزة أمام اللجنة الأوروبية للعلاقات الدولية، ولجنة التنمية.

وعزت البرلمانية الهولندية دعم زملائها لاسم الناشط المغربي لنيل الجائزة إلى كونهم يؤيدون المحتجين السلميين ومطالبهم، وبأن هذا الحشد رسالة إلى الحكومة المغربية بأن تعيد النظر في تعاطيها مع ملف "معتقلي الريف"، وبأنهم يستمرون في تحركاتهم إلى حين إطلاق سراح المعتقلين.

ويرى أحمد الزفزافي، والد الناشط المعتقل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن ترشح ابنه لجائزة ساخاروف لحرية الفكر هو تشريف لناصر أولاً ولأسرته ولجميع المغاربة الذين يتوقون إلى الحرية والكرامة، مضيفاً أن "الزفزافي ليس سوى واحد من نشطاء الريف الذين قدموا حياتهم وحريتهم مقابل تلبية مطالبهم الاجتماعية المشروعة".

وفي الوقت الذي يتم فيه منح جائزة ساخاروف من طرف الاتحاد الأوروبي لأبرز النشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان، وعلى رأسهم المناضل الشهير الراحل نيلسون مانديلا، فإن أصواتاً ظهرت في المغرب تنتقد ترشيح الزفزافي، باعتبار أن لا صفة سياسية له، وأن محاكمته ما تزال طور التقاضي بسبب أحداث الريف.

ويؤكد مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان، عبد الإله الخضري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "جائزة ساخاروف لحرية الفكر هي جائزة تمنح تكريماً لأشخاص أو مؤسسات كرسوا حياتهم للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الفكر، وبالتالي لم يقل أحد باقتصارها على من لديهم صفة سياسية".

وتابع الضخري بأن "الزفزافي أهل للجائزة عن جدارة واستحقاق، فهو مناضل فذ ومقدام، وذو شعبية جارفة، وقد نتفق مع خطه النضالي أو قد نختلف، لكن لن نختلف في كونه ذاق مرارة التضييق والتهديد والوعيد، قبل أن يتعرض للاعتقال والتعنيف"، وفق تعبيره.
واسترسل الناشط بأن "الزفزافي بعدما نذر نفسه للدفاع عن حقوق ساكنة منطقته في الكرامة والتنمية العادلة وفي تحقيق فرص العيش، قاد احتجاجات عارمة بالحسيمة، على إثر وفاة بائع السمك محسن فكري داخل حاوية القمامة".



وزاد الخضري بأن "الاحتجاجات التي قادها (الزفزافي) لمدة شهور ظلت مصدر قلق وإزعاج للسلطات"، مضيفاً أن "الجميع كانوا يتمنّون فتح حوار بناء مع نشطاء حراك الحسيمة وتقديم وعود بمحاسبة ناهبي المال العام، وحل معضلة التشغيل والتنمية بدل استهدافهم والزج بهم في السجن".