ظريف: واشنطن هددتني وترامب يبحث عن صورة تذكارية

وزير خارجية إيران: واشنطن هددتني وترامب يبحث عن صورة تذكارية

05 اغسطس 2019
ظريف يصعّد لهجته (فطيمه بهرامي/ الأناضول)
+ الخط -
كشف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مساء اليوم الإثنين، أنه تعرض لتهديد من الإدارة الأميركية، أثناء زيارته نيويورك، الشهر الماضي، مؤكدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، "لا يريد التفاوض أبدا، وإنما يبحث عن فرصة لالتقاط صور تذكارية فحسب".

وفي تغريدة عبر "تويتر"، قال ظريف إن الإدارة الأميركية هددته أخيرا بفرض عقوبات عليه في حال رفض اللقاء مع ترامب، مشيرا إلى أن "أحد التكتيكات الأميركية هو تهديد شخص بأنه ستُفرض عليك عقوبات إلا إذا قبلت بدعوة للتفاوض في مكتب الرئيس الأميركي في البيت الأبيض".
وفي تصريحات أخرى له ظهر اليوم، قال ظريف إن الإدارة الأميركية قد عرضت عليه من خلال السيناتور الجمهوري راند بول، الذي التقاه في نيويورك، التوجه إلى البيت الأبيض للقاء ترامب، وإلا ستفرض عليه عقوبات خلال أسبوعين. وهو ما حدث بالفعل، إذ فرضت وزارة الخزانة الأميركية الخميس الماضي عقوبات عليه، هي الأولى من نوعها ضد وزير خارجية دولة.


ورأى ظريف أن "دونالد ترامب يسعى إلى التقاط صور تذكارية، وأميركا ليست لديها رغبة في التفاوض مع إيران"، لافتا إلى أنها "تريد إخضاع إيران، لكن شيء كهذا لن يحدث أبدا".
وفي تغريدة أخرى، قال ظريف إن "التصريحات المتكررة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه على إيران أن تغير سياساتها ليحصل شعبها على الطعام، دليل واضح على الإرهاب الاقتصادي الأميركي".


وأضاف ظريف أن "الهدف من ربط الخبز والدواء بالسياسة هو تجويع وقتل الناس"، مؤكدا أن "الإيرانيين لن يستسلموا".
ويتضح من تصريحات وزير الخارجية الإيراني، بعد عودته من زيارة لنيويورك في الخامس عشر من يونيو/تموز، أن لقاءه مع السيناتور المقرب من ترامب لم يحرز أي اختراق في الأزمة المتصاعدة بين البلدين، وعلى العكس من ذلك، أن الطرفين أصبحا بعيدين أكثر من قبل عن أي مسار تفاوضي، لخفض التوترات في المنطقة، كبديل عن سياسة الضغوط والضغوط المضادة، التي يمارسها الجانبان.
وقال ظريف، في مؤتمر صحافي في طهران، إن فرض العقوبات عليه "يعني فشل التفاوض والدبلوماسية" وأن الإدارة الأميركية ترفض الحوار، مضيفا أن ترامب فرض عقوبات على المرشد الإيراني، علي خامنئي، قبل فرض العقوبات ضده، "وهذا يعني أنهم يرفضون التفاوض".
واعتبر ظريف حديث ترامب وإدارته عن التفاوض بأنه "مجرد ادعاء وكذبة كبرى"، متسائلا "مع من سيتفاوضون وهم يفرضون عقوبات على القائد ووزير الخارجية" الإيرانيين.
ومضى قائلا إن "موضوع التفاوض بيدنا اليوم وليس بيد الإدارة الأميركية"، ليؤكد أن بلاده "لن تقبل أبدا بأي تفاوض قبل أن توقف أميركا إرهابها الاقتصادي".

تهديد بزيادة مدى الصواريخ

وفيما يخبو صوت الدبلوماسية، يعلو الصوت العسكري، ليقول قائد العمليات في أركان القوات المسلحة الإيرانية، مهدي رباني، اليوم الاثنين، إن بلاده تزيد "يوما بعد يوم من مدى الصواريخ"، مشيرا إلى أن القدرة الصاروخية الإيرانية "تلعب دورا رادعا أمام أي اعتداء إقليمي أو دولي".

وتقليلا من القدرات العسكرية لمن تصفهم طهران بـ"أعدائها"، قال رباني إن "أيا من الدول في المنطقة أو خارجها لن تقدر على مواجهة إيران في أي معركة برية"، مشيرا إلى أن "من إنجازاتنا الكبرى هو عمق تأثيرنا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف أن الجبهة الإيرانية تمتد اليوم إلى "حدود الكيان الصهيوني بواسطة محور المقاومة"، حسب تعبيره.

حرب ذكية

وبدوره، قال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء علي فدوي، اليوم الإثنين، إن القوات البحرية للحرس تخوض مواجهات مع القوات الأميركية في الخليج منذ أربعين عاما، معتبرا أن هذه القوات "أصبحت عاجزة وخاسرة أمام قوات الحرس الثوري البحرية".
وأضاف فدوي أن بلاده اليوم تواجه "حربا إعلامية ناعمة مكملة للحرب الاقتصادية للعدو الأميركي"، واصفا هذه المرحلة بأنها "حرب ذكية".
من جهته، اتهم المساعد السياسي للحرس الثوري، يدالله جواني، كلا من الولايات المتحدة وإسرائيل بشن حرب نفسية "لإظهار أنهم قادرون على شن حرب على إيران للحصول على تنازلات منها".
وقال إن "الدول الغربية وخصوصا الأميركيين والصهاينة يسعون منذ سنوات إلى فرض إرادتهم على الشعب الإيراني من خلال لغة التهديد"، مؤكدا في الوقت نفسه "أنهم لا يملكون القدرة على تنفيذ تهديداتهم".
وأشار إلى أن "أي اعتداء عسكري أميركي أو صهيوني على إيران سيقابل برد سريع وحازم وأن المعتدين هم من سيخسرون".

واستدرك قائلا إن "أميركا لا تملك القدرة على شن حرب على إيران وإشعال حرب جديدة في المنطقة"، معتبرا أن "الكيان الصهيوني اليوم في موقف ضعف وأنه ليس قادرا على مواجهة المقاومة ناهيك عن الخوض في حرب مع الجمهورية الإسلامية".