البرلمان البريطاني يعود للتصويت مجدداً على خيارات "بريكست" بديلة

البرلمان البريطاني يعود للتصويت مجدداً على خيارات "بريكست" بديلة

01 ابريل 2019
8 خيارات بديلة مطروحة أمام البرلمان (Getty)
+ الخط -
يعود البرلمان البريطاني للتصويت، مساء اليوم الإثنين، في مسعى للوصول إلى حل بديل لخطة "بريكست" الخاصة برئيسة الوزراء، تيريزا ماي، وذلك بعد أن رفض البرلمان جميع الخيارات التي طرحت أمامه الأسبوع الماضي.

ومع بقاء نحو عشرة أيام على المهلة التي وضعها الاتحاد الأوروبي أمام بريطانيا للتقدم ببديل لاتفاق "بريكست" الحالي، تسود التوقعات بأن يتجه المشرعون البريطانيون لدعم شكل من أشكال "بريكست" مخفف، يقوم على اتحاد جمركي مع أوروبا.

وتقدم البرلمانيون بثمانية مقترحات للتصويت، مساء اليوم، ينتظر أن يختار المتحدث باسم البرلمان، جون بيركو، بعضاً منها. وتشمل هذه المقترحات تصويتاً على القبول باتحاد جمركي أو السوق المشتركة أو كليهما.

وكانت عضوية الاتحاد الجمركي قد حصدت أعلى نتيجة من بين النتائج السلبية في جلسة الأربعاء الماضي، حيث هزمت بفارق ستة أصوات، وينتظر أن تنال دعماً أكبر اليوم لتخرج كبديل لخطة ماي التي رفضها البرلمان للمرة الثالثة يوم الجمعة.

كما يوجد مقترحان آخران يتعلقان بعضوية مؤقتة أو دائمة في السوق الأوروبية المشتركة. ويمتلك الاتحاد الجمركي حظوظاً أكبر لأنه ينال دعم أحد الحزبين الرئيسيين، بينما لا يوجد دعم لعضوية السوق المشتركة، والتي تسمح بحرية حركة الأفراد بين الدول الأعضاء.

كما يوجد مقترحان لصيغتين مختلفتين للاستفتاء الثاني؛ أولهما يدعو لطرح خيار "بريكست" من دون اتفاق على البريطانيين، في مسعى لنفيه نهائياً، وذلك بعد تزايد الضغوط من قبل متشددي "بريكست" على رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد بأي ثمن؛ والمقترح الثاني يطلب أن تطرح أية صفقة لـ"بريكست" على تصويت شعبي قبل أن يتم تصديقها من قبل البرلمان. وكان الأخير قد نال ثاني أفضل نتيجة الأربعاء الماضي، حيث هزم بفارق 27 صوتا.

بينما يوجد مقترح آخر يطالب بالسيادة البرلمانية، يقوم النواب من خلاله بطلب تمديد "بريكست"، وإن لم يتم، يكون خيارهم بين الخروج من دون اتفاق أو سحب طلب الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، على أن تتبع ذلك لجنة تقصي لبحث طبيعة العلاقة الأفضل مع بروكسل في المستقبل.

في المقابل، طرح متشددو "بريكست" مقترحين يدعو أولهما للخروج من الاتحاد من دون اتفاق بحلول 12 إبريل/ نيسان في حال عدم وجود خطة بديلة، أما الآخر فيطلب أن تصادق بريطانيا على خطة ماي وأن تنسحب في 22 مايو/ أيار، ولكن بتعديل يسمح لها بالانسحاب الأحادي من ترتيبات خطة المساندة.

وتواجه حكومة ماي خطر الانهيار، لانقسام أعضائها حول الخطوات التالية لرفض البرلمان اتفاقها مجدداً يوم الجمعة. فقد خرج وزير العدل ديفيد غوك يوم الأحد بتصريحات يقول فيها إن على رئيسة الوزراء القبول باحتمال دعم اتحاد جمركي إذا دعمه البرلمان.

إلا أن متشددي "بريكست" في الحكومة هددوا ماي بالاستقالة في حال قبلت بالاتحاد الجمركي، أو طلبت تأجيل "بريكست" لفترة أبعد من 22 مايو/ أيار، ومنهم وزيرة التنمية الدولية بيني موردونت، ووزير المواصلات كريس غريلنغ.

وتأمل ماي أن يؤدي الضغط المستمر على نواب حزبها إلى دعمهم خطتها لـ"بريكست" وطرحها للتصويت للمرة الرابعة هذا الأسبوع، وخاصة أن الهزائم الثلاث الماضية شهدت ارتفاعاً متزايداً في عدد المؤيدين لها.

ولكنها قد تجد نفسها عملياً بعد تصويت اليوم أمام أحد خيارين، أولهما تبني الخيار الذي يحظى بدعم البرلمان، والذي قد يكون الاتحاد الجمركي، أو التوجه إلى انتخابات عامة.

وكان نائب مدير حزب المحافظين، جيمس كليفرلي، قد قال لـ"سكاي نيوز" إن ماي قد تتجه فعلاً نحو انتخابات عامة مفاجئة. ولكنه أكد أن الحزب ليس مستعداً لخوض هذه الانتخابات وقد تواجه معارضة شديدة داخل حزبها.

أما حزب العمال، فقد لمح إلى احتمال طلب التصويت على سحب الثقة من حكومة ماي، وخاصة بعد الهزيمة الثالثة لخطتها نهاية الأسبوع الماضي. بينما أشار نائب زعيم الحزب، توم واطسون، إلى ضرورة دعم حزبه خيار الاستفتاء الثاني، إن كان يرغب حقاً في الفوز بالانتخابات العامة.

بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي أن بريطانيا تستطيع الخروج من مؤسساته بحلول الموعد المقرر في مايو/ أيار إذا دعم النواب خيار الاتحاد الجمركي، حيث لا يتطلب الأمر أكثر من إقرار زعماء الاتحاد نيتهم التفاوض على اتحاد جمركي في الاتفاق السياسي المرفق بصفقة ماي، في قمتهم المزمع إجراؤها في 10 إبريل/ نيسان.