انتفاضة العراق تتغلّب على محاولات فضها: لا تراجع

انتفاضة العراق تتغلّب على محاولات فضها: لا تراجع حتى تحقيق المطالب

04 فبراير 2020
يرفض المتظاهرون تكليف محمد علاوي برئاسة الحكومة(أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -
لليوم الثاني على التوالي، تواصل ساحات وميادين التظاهرات في العراق، إحباط محاولات تضييق الخناق عليها، وإضعاف تأثيرها، بعد دخول أتباع رجل الدين مقتدى الصدر، "فريق القبعات الزرق"، على خط القمع، خصوصاً في مدن جنوب البلاد، والتي شهدت، أمس الإثنين، مقتل فتى، وجرح آخرين في صفوف المتظاهرين.
ويواجه المتظاهرون أتباع الصدر في الشوارع، والجسور المغلقة، وبوابات الجامعات المضربة عن الدوام، إذ يسعى أتباع الصدر لفتحها بالقوة، ومواصلة عمليات التضييق على الساحات وميادين التظاهرات، خصوصاً تلك التي ترفع شعارات رافضة لتكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة.
وشهدت ساحات التظاهر احتجاجات ليلية حاشدة، استمرّت حتى ساعات الفجر، وصلت أعداد المحتجين فيها إلى الآلاف، أقدموا على قطع عدد من الشوارع والجسور، مجددين رفضهم لأجندات الأحزاب والجهات التي تحاول فرض إرادتها على البلاد وعلى ساحات التظاهر.
وتزايدت أعداد المتظاهرين، قبل منتصف الليل، إذ توافد المئات نحو ساحات التظاهر، حاملين أعلام العراق، ما أعطى زخماً معنوياً للساحات. وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد، تظاهرات كبيرة، استمرّت حتى فجر اليوم الثلاثاء، وردّد مئات المتظاهرين الذين تجمعوا من كلّ مناطق بغداد، شعارات أكدت إصرارهم على مواصلة التظاهرات، وعدم التراجع عن الطريق الذي خطوه لإصلاح البلد، مؤكدين رفضهم لمحاولات أي جهة فض التظاهرات الشعبية بالقوة، كما جددوا رفضهم تكليف محمد علاوي برئاسة الوزراء.
وتصاعدت حدة الغضب الشعبي، وتزايدت أعداد المحتجين في ساحات المحافظات الجنوبية، التي شهدت، أمس الإثنين، صدامات مع فريق "القبعات الزرق"، أدت إلى مقتل متظاهر وإصابة آخرين.

وشهدت محافظة بابل تظاهرات غاضبة، عبّر فيها المئات من المتظاهرين عن غضبهم من محاولات فريق "القبعات الزرق" فض التظاهرات بالقوة، لأجل تحقيق مكاسب معينة، وتوافد المئات نحو ساحة التظاهر وسط مدينة الحلة (مركز المحافظة)، ونصبوا عدداً من الخيام الجديدة لتستوعب أعداد المتظاهرين الذين استمروا بهتافاتهم حتى الفجر.
وتزايدت حدّة الغضب الشعبي في ذي قار، فجراً، إذ قطع المتظاهرون جسر الحضارات في مركز المحافظة، والذي شهد في ساعة متأخرة من ليل أمس انفجار عبوة صوتية، تسببت بإصابة ثلاثة أشخاص. وعبّر أهالي المحافظة عن رفضهم لأي جهات تحاول اختراق التظاهرات أو إنهاءها.
كما شهدت ساحات التظاهر في بلدة الرفاعي تظاهرات حاشدة، أكد فيها المتظاهرون استعدادهم لمواجهة الموت، وعدم الانسحاب من ساحات الاعتصام، وتعاهدوا على الاستمرار بالتظاهرات حتى تحقيق المطالب.
من جهته، أكد الناشط المدني سعد اللامي، أنّ "التظاهرات الشعبية تغلبت على محاولات فضها، وقد تزايدت أعداد المتظاهرين بشكل كبير"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، أنّ "المتظاهرين تعاهدوا على عدم التراجع حتى تحقيق المطالب المشروعة. نعلم أنّ الطريق صعب، لكن الهدف السامي يحتم علينا الاستمرار به حتى تحقيق المطالب".
وتجددت التظاهرات أيضاً، في ساعة متأخرة من الليل، بمحافظة النجف، والتي شهدت نهار أمس الإثنين صدامات مع فريق "القبعات الزرق"، وقطع المتظاهرون شارع نفق ميسان وسط المحافظة، وأحرقوا الإطارات فيه، كما أعادوا نصب خيام إضافية في ساحة الصدرين وسط المدينة.

مقابل ذلك، أعلن محافظ النجف لؤي الياسري، عن اتفاق لانسحاب فريق "القبعات الزرق" من شوارع المحافظة.
وقال الياسري، في بيان: "تم الاتفاق مع قيادات التيار الصدري على انسحاب أصحاب "القبعات الزرق" من الشوارع، على أن يكون عملها الإسناد لحفظ الأمن والنظام للمدارس ودوائر الدولة، ومنع أي عملية تخريب للنظام العام والمصالح العامة والخاصة، وبإشراف القوات الأمنية في المحافظة"، مضيفاً: "وجهنا وخولنا ضباط ومنتسبي قيادة الشرطة بعدم السماح لأي شخص بقطع الطرق والشوارع العامة كونها ملك الجميع والزائرين الكرام".
ودعا المتظاهرين إلى أن "تكون تظاهراتهم وفعالياتهم داخل المنطقة المخصصة للتظاهر فقط، وهي مؤمنة من قبل الأجهزة الأمنية".