صحافة اليمين الفرنسي تحتفي بـ"مفاجأة" فيون: انحياز لـ"اليميني الصلب"

صحافة اليمين الفرنسي تحتفي بـ"مفاجأة" فيون: انحياز لـ"اليميني الصلب"

21 نوفمبر 2016
فيون حصد 44% من الأصوات في الدورة الأولى (Getty)
+ الخط -
تمخضت الانتخابات الفرعية لليمين والوسط الفرنسي، يوم الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني، عن "مفاجأة" حقيقية لم يحسب لها كثيرون أي حساب، تمثّلت باقتراب المرشح، فرانسوا فيون، من خطف الفوز، من الدورة الأولى، بنسبة 44 في المائة من الأصوات.


ولكن الأمر لم يفاجئ فقط المواطن الفرنسي، أو الناخب اليميني، فحسب؛ بل وسائل الإعلام نفسها. ولعلّ عناوين الصحف الفرنسية تدل على هذا الذهول، ومنها "لوفيغارو"، التي يبدو أنها انحازت، من الآن فصاعداً، للمرشح، فرانسوا فيون، وقد عنونت على رأس صفحتها الأولى: "تدفق فيون".


وتقول افتتاحية "لوفيغارو"، التي وقَّعها أليكسي بريزيت، بعنوان: "اليمين الهادئ"، إن "موجة معاداة نيكولا ساركوزي تواصلت، وإن الضربات التي طاولت ألان جوبيه عن طريق مهاجمة فرانسوا بايرو، استفاد منها فرانسوا فيون". ورأى بريزيت أن "ضعف جوبيه تمثَّل في "عجزه عن تحويل التعاطف الذي كان يحظى به إلى انتماء لأفكاره""، وشرحت الافتتاحية أن فرانسوا فيون "الذي انطلق في حملته الانتخابية من الثيمات الاقتصادية الليبرالية"، عرف كيف يرتكز أيضاً على الثيمات "المُحافِظة"، التي تعرف رواجاً لدى اليمين وغير اليمين.



ورأى بريزيت في افتتاحيته أنّ كتاب فيون ضد "الشمولية الإسلامية" ولفتاته في اتجاه "التظاهرة من أجل الجميع"، وتجاه الناخبين المسيحيين الذين خاطبهم بعبارات "لا تخافوا" (كلمات جان بول الثاني) هي "علامات حذرة، ولكن لا لُبس فيها، التقطها ناخبو اليمين العميق". وانتهت الافتتاحية بهذه الخلاصة: "إن فرانسوا فيون، الذي يُجسّد "يميناً هادئاً"، يجسّد "توليفاً" أكثر صرامة من جوبيه، وأكثر هدوءاً من ساركوزي".



في المقابل، اختارت صحيفة "ليبراسيون" غلافاً لافتاً عن "سقوط" ساركوزي و"تحليق" فيون. واعترفت الصحيفة اليسارية، أن فيون حقّق "معجزة"، في حين أن "ساركوزي حصل على تقاعده في سن الثانية والستين من عمره".


صحيفة "لاكَروا" تحدثت عن فوز فيون، باعتباره مفاجأة حقيقية، وكرست ملفاً حول "النجاح الهادئ في انتخابات اليمين الفرعية"، نقرأ فيه مواضيع عن "انتخابات اليمين التي لا يمكن الفوز بها بالارتكاز في الوسط"، و"دورة ثانية صعبة بالنسبة لجوبيه".


صحيفة "لوموند" تحدثت عن الوضع الصعب الذي يتواجد فيه كل من ألان جوبيه، الذي "تأهّل بمذاق مر"، وأيضاً فرانسوا هولاند، لأنّ "إقصاء ساركوزي حَرَم الرئيس هولاند من أفضل خصومه".


موقع "ميديا بارت" الإخباري وصف نتائج أمس بـهذا العنوان: "فيون في المقدمة، وساركوزي انهزم بشكل واضح"، في حين أن ألان جوبيه، كما يكتب الموقع، "ينطلق في "مهمة مستحيلة"، وكرّس الموقع مقالاً لاذعاً عن ساركوزي بعنوان: "ساركوزي المُسرَّح.. انتقام الناخبين"، نقرأ فيه: "يتعلق الأمر بهزيمة وإهانة. لقد تخلى عنه حتى جمهوره. كان يتحصّن في بلدة بوتمكين. في هذا الامتحان غير المشهود للديمقراطية. يأخذ اليمين الصلب، الذي يُجسّده فرانسوا فيون، المشعلَ من جديد".


أما صحيفة "لوباريزيان"، فتحدثت عن انتخابات الأمس من خلال تصريح كارلا بروني ساركوزي حول هزيمة زوجها: "يحدُثُ أحياناً أن يخسر الأفضلون"، في حين أن ساركوزي اكتشف أنه "حان الوقت ليستعيد زوجته وأبناءه". وتطرقت الصحيفة اليمينية، للتحالفات اليمينية الجديدة التي يصبّ معظمها لصالح فيون: "إدوارد بالادير وفوكييز (حليفا نيكولا ساركوزي) سيصوتان لفرانسوا فيون في الدورة الثانية".