الجيش المصري يتعرض لأعنف هجوم منذ بدء عملية سيناء

الجيش المصري يتعرض لأعنف هجوم منذ بدء عملية سيناء...مقتل وإصابة 26 عسكرياً

14 ابريل 2018
قوات الجيش فرضت طوقا عسكريا واسعا في المنطقة(فرانس برس)
+ الخط -

تعرض الجيش المصري، اليوم السبت، لأعنف هجوم منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في محافظة شمال سيناء، بتعرض أحد الارتكازات العسكرية لهجوم مسلح وسط سيناء، مما أدى لمقتل وإصابة 26 عسكريا.

وتأتي العملية بالتزامن مع أول أيام إعلان المد الرابع بقرار رئاسي لحالة الطوارئ بالبلاد، والتي أعلنت في أبريل / نيسان 2017 إثر تفجيرين كبيرين شمالي البلاد، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات وتبناهما تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي تفاصيل الهجوم، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن هجوما مسلحا تخلله تفجير سيارة مفخخة تعرض له أحد الارتكازات الأمنية التابعة لقوات الجيش في منطقة نخل وسط سيناء، مما أدى لمقتل وإصابة جميع من كان في المكان، مضيفةً أن سيارات الإسعاف بقيت

تنقل الجثث والجرحى حتى ساعات الظهر، فيما أشارت إلى أن قوات الجيش فرضت طوقا عسكريا واسعا في المنطقة، ومنعت الشاحنات والسيارات من التحرك في الطرق المؤدية إلى مكان الهجوم.

وفي السياق، أفادت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى بلغ 19 عسكريا بينهم ضباط برتب رفيعة، وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة، موضحة أنه جرى التعرف على بعض القتلى وهم: الرائد أحمد حمدي الخولي والنقيب أشرف جابر، والملازم أول وليد عاطف صديق والملازم أول محمود دغش والملازم أول محمد عادل، والمجندون محمود عماد وخالد محمد سليمان ومحمود كمال الدين ومحمد فؤاد سطع.

وفي المقابل، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية العقيد تامر رفاعي إن القوات المسلحة تمكنت اليوم من إحباط عملية إرهابية كبرى، حيث حاولت مجموعة من العناصر الإرهابية مكونة من (14) فردا منهم (4) أفراد يرتدون الأحزمة الناسفة ومسلحين جميعاً بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط وRBJ اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء.

وأضاف: "إلا أنه نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة فقد تمكنوا من منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة، مما أدى إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية وعددهم (14) فردا"، وتابع: "حيث أسرعت العناصر التي ترتدي الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسها بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك استشهاد (8) أفراد من القوات المسلحة، وإصابة (15) فردا آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا".

وجاء هذا الهجوم العنيف الأول من نوعه منذ بداية العملية العسكرية على وقع الإعلان عن تجديد حالة الطوارئ ودخولها عامها الثاني، مما يشكل دليلا يواجه به النظام المصري منْ يعارض تجديد حالة الطوارئ، سواء داخل مصر او خارجها، بادعاء تعرضه لإرهاب كبير في سيناء، وأنه ما زال في حالة تستدعي فرض الطوارئ في كافة أرجاء البلاد.

وقبيل إعلان الجيش عن الهجوم العنيف، كان قد أعلن عن مقتل 27 مسلحا، وتوقيف 114 شخصا، في اليوم الخامس والستين للعملية العسكرية الشاملة بأنحاء البلاد، جاء ذلك في بيان عسكري (رقم 19) متلفز، تضمن نتائج مبدئية لخطة "المجابهة الشاملة"، التي انطلقت 9 فبراير/ شباط الماضي تحت عنوان "سيناء 2018".

وأعلن البيان الذي نقله المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي أن العمليات أسفرت خلال الأيام الماضية عن نتائج منها مقتل 27 "تكفيريا" في 3 وقائع، أحدها استهداف لوكر أسفر عن مقتل 9 والثاني أدى لمقتل 9 والثالث بمدينة العريش وأسفر عن مقتل 12 خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة، دون تفاصيل أكثر.

وأوضح البيان أنه تم "القبض على 114 شخصا آخرين من المشتبه بهم ومنهم 21 مطلوبين جنائيًا بشمال ووسط سيناء"، واستنادًا إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 194 مسلحا، بخلاف 24 عسكريًا، وعدد الموقوفين إلى 4056 شخصا منذ بدء العملية الشاملة.

ويأتي هذا الهجوم بعد 24 ساعة من نشر التنظيم إحصائيةً لعملياته العسكرية ضد قوات الجيش منذ بدئه العملية العسكرية في 9 فبراير الماضي، وبحسب «الإنفوغرافيك» الذي نشره التنظيم فإنه تم تفجير 72 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى تنفيذ 35 عملية قنص، في مناطق الشيخ زويد ورفح والعريش وبئر العبد.

وبحسب البيان، تمت خلال شهرين 19 عملية اشتباك، و3 سيارات مفخخة، وتم إطلاق 3 قذائف وعمل كمينين لقوات الشرطة في سيناء، ونتج عنها بحسب التنظيم مقتل وإصابة 164 من الجيش، وتدمير 70 آلية؛ منها 14 دبابة، و17 جرافة، 9 مجنزات، 8 همر، 7 كوجار، 15 آلية متنوعة.

وكانت مصادر مطلعة قد كشفت لـ "العربي الجديد"، أن "الجيش المصري أوقف الحملات العسكرية التي كانت تستهدف قرى وأحياء مدينتي رفح والشيخ زويد منذ عشرة أيام على الأقل، في ظل المخاوف المتنامية من هجوم مباغت لتنظيم ولاية سيناء، وعلى إثر الخسائر البشرية والمادية التي تعرض لها الجيش المصري منذ بداية شهر مارس الماضي.

وفي التعقيب على ذلك، قال باحث في شؤون سيناء لـ"العربي الجديد" إن تزامن الهجوم العنيف مع تمديد الطوارئ ليس وليد الصدفة، بل من المؤكد أن كلا الطرفين له مصلحة في استغلال التوقيت في تنفيذ الهجوم والتصدي له، فقام التنظيم الإرهابي بتنفيذ الهجوم في هذا التوقيت ليرسل رسالة مفادها أن حالة الطوارئ لن تفيد في حل الأزمة الأمنية، وأنه سيواصل الهجمات رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة في سيناء وبقية محافظات مصر.

ويضيف أن النظام المصري استغل توقيت الهجوم ليعلن عنه من بين عشرات الهجمات التي تعرض لها على مدار الشهرين الماضيين خلال العمليات العسكرية، إذ لم يفرد المتحدث العسكري إعلانا عسكريا لأي هجوم عسكري تعرض له كما جرى في الهجوم الأخير، بأن جرى التعميم بوقوع الهجوم، والتركيز على وجود قتلى في صفوف الجيش بأعداد كبيرة، وأنهم قتلوا بواسطة تفجير أحزمة ناسفة، فهي رسالة واضحة لكل العالم أن النظام المصري يواجه إرهابا لا يختلف عما تواجهه التحالفات الدولية في العراق وسورية.

وفي الناحية الميدانية، أضاف الباحث أن التنظيم هاجم الجيش في مناطق وسط سيناء كعنصر مفاجأة، بحيث وقع في مناطق جديدة لم تجرِ العادة باستهداف قوات الأمن فيها كما يجري في مدن العريش ورفح والشيخ زويد، مشيرا إلى أن التنظيم سينشر كعادته مقطعا مصورا لتوثيق الهجوم، والذي سيظهر شيئا مغايرا لرواية الجيش.