جهود البحث عن بديل مستمرة رغم عودة حفتر

جهود البحث عن بديل مستمرة رغم عودة حفتر

28 ابريل 2018
حفتر سعى لوقف جهود إيجاد بديل عنه(عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال جهود البحث عن بديل للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، قائمة على الرغم من عودته  التي لا تنفي حقيقة وضعه الصحي المتهاوي، والتي رأت فيها مصادر أنها من صنع مخابرات دول داعمة له، بهدف تجنب الفوضى في صفوفه.

وكشف مصدر محلي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عودة حفتر بهذا الشكل المفاجئ رغم غموض وضعه الصحي، كانت من نسج مخابرات دول تدعمه، بهدف وأد أي فوضى محتملة كانت مؤشراتها تطفو بشكل واضح على السطح، وهو ما حققته بالفعل عودته ولو بشكل مؤقت".

واعتبر المصدر أن "المسألة أكبر من بقاء حفتر أو ذهابه فهناك لقاءات من أجل دمج قوات ليبيا في الغرب مع قوات الشرق والجنوب ومسألة رفضه قائداً للجيش مستمرة من قبل خصومه"، مبيناً أن "كل المؤشرات تكشف ضرورة وجود من يحل محله دفعاً للفوضى، واستمراراً لجهود توحيد قوات الجيش".

كما رأى أن "عودة حفتر، لم تخرج عن إطار ردة الفعل، إذ كان يريد توجيه رسالة مفادها أنه لا يزال الأقوى"، مستدركاً بالقول "لكن آليات عديدة لا تزال مطروحة على رأسها تعيين نائبه لتولي صلاحياته مع استمرار وجوده الشكلي على رأس قواته".

إلى ذلك، أكدت مصادر برلمانية من طبرق، لـ "العربي الجديد"، أنّ "شكل استقبال حفتر لا يزيد ولا ينقص من حقيقة أن نهايته بدأت، ما يستوجب الاستعداد لإيجاد بديل له"، موضحةً أن "مرض حفتر لم يعد يحتاج لتأكيد، إذ إن وزير الخارجية محمد سيالة أعلن ذلك على الملأ، ومن السخف القول إن عودته من مرضه ستقنع حلفاءه الدوليين والإقلميين بجدوى استمراره".

ورجّح مصدر آخر إمكانية "عودة المرض الغامض إلى حفتر في أي وقت، لا سيما لرجل في سنه"، كاشفاً أنه حاول وقف جهود إيجاد بديل عنه.

واعتبر المصدر أنه "لا يمكن لدولة تدفع كل ثقلها في ليبيا أن تعلق آمالها على رجل تتهاوى صحته في أي وقت".



إخفاء مرض حفتر


بدوره، تساءل الخبير الأمني الليبي، محيي الدين زكي، عن سبب إصرار حفتر وأنصاره في الشرق على إخفاء مسألة مرضه بعد ثبوتها؟ ورأى أن "السبب مرتبط بسيكولوجية حفتر، كما هو الحال مع أي دكتاتور عسكري يرفض أن يقال إنه ضعف أو شارف على السقوط"، معتبراً أن "عودته واحتفالات استقباله كانت أشبه بمسرحية هزلية لم تزد عن حد تأكيد تهاويه".

وفي حين لفت إلى الفوضى التي عاشتها قواته وضباطه خلال فترة غيابه، قال إنّ "حفتر ومن في دائرته الضيقة كانوا شديدي التحفظ والتكتم حول وضعه الصحي". وبيّن في هذا السياق، أن "تحركات عبد الرزاق الناظوري، الطامح العسكري لخلافة حفتر، ورئيس مجلس الدولة عقيلة صالح، كانت تشير إلى غموض وضعه الصحي حتى بالنسبة لهم أيضاً".

كما أكد زكي أنّ "عودة حفتر والاحتفالات التي نسجت من حوله لا تنفي حقيقة وضعه المتهاوي وضرورة إيجاد بديل له، ستكشفها الأيام المقبلة".

وذكر أن "الأنباء كانت تتوالى عن زيادة الحشد العسكري حول درنة، وتنفيذ ضربات جوية بالقرب من مصراتة، وكلها كانت رسائل تهديد لمعارضي حفتر الداخليين، في صفوف قواته، آخرها كانت أوامر وهمية قيل إنها صدرت منه لتحرك خمسة آلاف جندي في مهمة استراتيجية"، موضحاً أنّ هذه التحركات لا تشير إلا لوجود تمرد، أو على الأقل تململ داخل قوات حفتر وقتها".



في المقابل، اعتبر المحلل السياسي الليبي، جمعة بوسعدة، أنّ "عودة حفتر للمشهد لن توقف الجهود الدولية لوأد هوة الانقسام السياسي، التي لم تتوقف عن الاتساع في البلاد"، لافتاً إلى أن "لقاء الرباط، أخيراً، كان مؤشراً على تحول في رؤية دول كبرى للمشكلة الليبية".

واعتبر بوسعدة أن "عودة حفتر كانت ضرورة لحلحلة مشاكل داخلية نتجت عن عدم التوافق على بديل أو نائب له، وبالتالي فإن عودته حدت بشكل كبير أي فوضى أو صراعات".

من جهة أخرى، لفت المحلل السياسي إلى أنه "لم نر تعليقاً من الأطراف السياسية الأخرى إبان غياب حفتر، إذ إن مجلس الدولة والمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لم يكونا مكترثين". وذكر أن "التعليق الوحيد لحكومة الوفاق كان استنكاراً لمحاولة اغتيال الناظوري، التي حدثت الأسبوع الماضي في بنغازي".

وتابع "لنا أن نتساءل لماذا تقدم واشنطن على توقيع اتفاقيتين أمنيتين مع حكومة الوفاق، مساء أمس الجمعة؟ هو أمر لا شك يتعارض مع أنباء قرب تغيير حكومة الوفاق، واستبدالها بأخرى ويعكس جهودا تدور في كواليس الأزمة الليبية تتجاوز وجود أو غياب حفتر".

ورأى بوسعدة أنّ "ما يحدث الآن في البلاد نتاج صدمة عمل على توجيهها حفتر من خلال ظهوره المفاجئ بهذا الشكل، لا سيما أنّه كان يهذي بتهديدات تسير عكس التيار، كوعده بتحقيق الديمقراطية بقوة السلاح وأن آلته الحربية هي من ستجلب السلام والأمن لليبيين".

وتساءل "هل ستوقف هذه التهديدات أو الخروج من وضعه الغامض بهذا الشكل المفاجئ، معارضة خصومه أو جهود المجتمع الدولي لإجبار الأطراف السياسية على التقارب".