موجة انتقادات دولية لقرار ترامب حظر دخول مسلمين لأميركا

موجة انتقادات دولية لقرار ترامب حظر دخول مسلمين لأميركا

29 يناير 2017
احتجاجات بمطار دالاس فورت وورث على قرار ترامب(مورتي أورتيغا/Getty)
+ الخط -
أثار الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لمنع المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة موجة غضب وردود أفعال دولية.

وفي هذا السياق، حذر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، مساء السبت، نظيره الأميركي من "الانطواء على الذات"، ودعاه إلى "احترام" مبدأ استقبال اللاجئين.

واعتبر رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم، السبت أيضا، أن أزمة اللاجئين لن تحل "عبر إقامة الجدران"، وذلك ردا على القيود في مجال الهجرة التي فرضها ترامب الجمعة.

وفي تعليقها على القرار، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها لا تتفق مع "هذا النوع من النهج".

وتعرضت ماي لانتقادات من مشرعين في حزبها لعدم إدانتها لقرار ترامب.

وقالت متحدثة باسم ماي: "سياسة الهجرة في الولايات المتحدة أمر يرجع لحكومة الولايات المتحدة، تماما مثل سياسة الهجرة لهذا البلد ينبغي أن تضعها حكومتنا". وأضافت: "لكننا لا نتفق مع هذا النوع من النهج، وليس هو ما ننتهجه. ندرس هذا الأمر التنفيذي الجديد لنرى ما يعنيه وما الآثار القانونية، لا سيما العواقب على مواطني المملكة المتحدة".

وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن "الكنديين سيرحبون بالفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب"، وذلك غداة توقيع ترامب على القرار.

وكتب ترودو على حسابه على "تويتر" قائلا: "إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب.. الكنديون سيرحبون بكم بغض النظر عن عقيدتكم. قوتنا في تنوعنا.. مرحبا بكم في كندا". 

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي، اليوم، أن إندونيسيا، التي تقطنها أغلبية مسلمة، تأسف بشدة لخطط الرئيس ترامب بـ"التدقيق الشديد" في الناس القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة ويرغبون في دخول الولايات المتحدة، تماشيا مع الأمر التنفيذي الجديد المتعلق بالهجرة. 


إلى ذلك، قال عضو في البرلمان العراقي، اليوم، إن نوابا عراقيين طالبوا البرلمان بمناقشة قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة.

وذكر ريناس جانو، عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي، أنه تقدم بالطلب مع عدد من النواب الآخرين، مضيفا لـ"رويترز" أنهم يريدون أن يأتي مسؤولون من وزارة الخارجية العراقية إلى البرلمان لشرح القرار الأميركي ومناقشة الأمر.

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأحد، أن قرار الرئيس الأميركي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية، هي العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن، إلى الولايات المتحدة "هدية كبيرة للمتطرفين"، وأن "ما حصل يبرهن أن الادعاءات الأميركية واهية، وأن العداوة مع طهران مستمرة".

وكتب ظريف، في تغريدة على موقع "تويتر"، أن مرسوم ترامب "سيعتبر في التاريخ هدية كبيرة إلى المتطرفين وحُماتهم".

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت، السبت، أن طهران قررت تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بعد قرار الرئيس الأميركي، وبرر ظريف القرار بالقول: "هذا يرمي لحفظ عزة الإيرانيين"، لكنه أشار إلى أن "إيران لن تطرد أي أميركي حصل بالفعل على تأشيرة لزيارة إيران، بل سترحب به، على عكس ما تفعل حكومة الولايات المتحدة".

من جهته، صرح رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، خلال كلمته الافتتاحية لجلسة البرلمان الإيراني التي عقدت اليوم الأحد، بأن قرار ترامب يعكس "حمق رؤية وسلوك" الإدارة الأميركية.

وقال إن "هذا يدل على أنهم خائفون من ظلهم، وكذلك على طابعهم العنصري والعنيف الذي يختبئ وراء ظاهر مخادع كمدافعين عن الديموقراطية وحقوق الإنسان".

وقد وجدت العديد من الدول نفسها في قلب الزوبعة التي أحدثها قرار ترامب، بينها السويد، حيث جرى توقيف عراقي (33 سنة) في مطار نيويورك قادم من استوكهولم على متن الخطوط النرويجية "نرويجيان"، ضمن برنامج سنوي لزيارة زوجته التي كانت تعمل مترجمة للأميركيين في العراق.

ونقلت الصحف السويدية، فجر اليوم الأحد، عن رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي، تريتا بارسي، لبرنامج إذاعي سويدي: "إذا كنت سويديا ومن خلفية إيرانية من الأفضل ألا تغادر إلى أميركا الآن".

ودفعت حالة التخبط في المطارات وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إلى رفض خطوات ترامب حول سياسة الهجرة التي ينتهجها، وكتبت على صفحتها الرسمية على "تويتر" معبرة عن "القلق" بعدم السماح لأناس من دول معينة بدخول البلد، معتبرة أن ذلك "يخلق عدم ثقة بين البشر". 

وفي الدنمارك، ذهب وزير الخارجية (عن تحالف الليبراليين من يمين الوسط)، أندرس صموئيلسين، إلى اعتبار خطوة ترامب "غير ذكية"، وكتب صباح اليوم على صفحتيه الرسميتين على وسائل التواصل أنه "لا يجب أن نحكم على بعضنا سوى فرديا".

وكتب صموئيلسين: "قرار ترامب بشأن مجموعات بشرية، بمنعها جماعيا من بلدان معينة، لا يحمل أي حكمة. فالحكم على الناس يجب أن يظل فرديا".

وقال وزير خارجية الدنمارك للقناة الثانية الإخبارية: "أستغرب خطوة ترامب التي أعتبرها قاسية جدا، وتصنع نوعا من الفتنة، وتحمل عواقب وخيمة، كخطوة ذات دلالات سياسية تحمل طابع ردود أفعال مضخمة من ترامب". 

ومن ناحيته، انتقد نائب رئيس "حزب الشعب" ومسؤول لجنة السياسات الخارجية في برلمان الدنمارك، سورن اسبرسن، تصريحات وزير خارجية بلده باعتبارها "تخريبا للعلاقات مع واشنطن"، وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء الدنماركية "ريتزاو"

يذكر أن حزب "الشعب" الدنماركي لديه موقف شبيه بموقف ترامب، إذ يدعو إلى منع دخول المسلمين إلى الدنمارك لـ6 أعوام، وهو معروف بتصريحاته العنصرية التي تثير الكثير من الجدل، ويقدم أعضاء فيه إلى محاكمات ويتم تغريمهم بسبب تصريحاتهم العنصرية، ورغم ذلك تعطيه الاستطلاعات تقدما كبيرا في الشعبية، ويعتبر ثاني أكبر الأحزاب البرلمانية، ويتزعم عددا من اللجان، وترأس مؤسسته المجلس النيابي بـ"تصريحات غير محايدة"، وفق ما يرى مراقبون دنماركيون.

(العربي الجديد)