هذا ما تبقّى من أراضٍ عراقية تحت سيطرة "داعش"

بعد الحويجة: هذا ما تبقّى من أراضٍ عراقية تحت يد "داعش"

05 أكتوبر 2017
خطط للتحرك لتحرير ما تبقى (أحمد الربيع/فرانس برس)
+ الخط -

مع إعلان السلطات العراقية، الخميس، تحرير مدينة الحويجة، المعقل الشمالي الأخير لتنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، تكون مساحة سيطرة التنظيم قد انحسرت إلى 1.8 بالمائة من المساحة الكلية للعراق، بعد ثلاث سنوات ونصف على اجتياحه العراق قادما من الأراضي السورية، وسيطرته على مدن شمال وغرب البلاد، وأجزاء من وسط العراق قرب بغداد.

وفقد التنظيم اليوم، بانكساره في الحويجة، مقر قيادته الرئيسي في العراق، فضلا عن مكتبه الإعلامي والشرعي، بحسب مسؤولين عراقيين أكدوا لـ"العربي الجديد"، في لقاءات جرت في بغداد، إيعاز الحكومة بالتحرك لتحرير ما تبقى من بقع يسيطر عليها "داعش".

41 شهرا من القتال المتواصل للقوات العراقية، مدعومة من سلاح الجو لأربع دول غربية، هي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأستراليا، فضلا عن دول أخرى، تتكلل اليوم بالنجاح في استعادة أكثر من 98 بالمائة من المدن العراقية، التي تحوّلت بفعل المعارك إلى دمار، وأخرى لم يسعف أهلها الحظ للاحتفال بهذا اليوم، إذ قتل كثيرون منهم جراء المعارك، أو بعمليات إرهابية انتقامية لتنظيم "داعش". 

وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مدينتي القائم وراوة فقط بقيتا تحت سيطرة "داعش" الآن، فضلا عن ناحية الرياض القريبة من كركوك، مع مساحات من صحراء الأنبار"، مبينا أن مجموع تلك المناطق لا يتجاوز 1.8 بالمائة من مساحة العراق الإجمالية، مؤكدا أن آخر منطقة سيتم تحريرها هي الشريط الحدودي بين العراق وسورية، ووفقا للبرنامج المعد مسبقا سيكون ذلك قبل احتفالات رأس السنة الجديدة.

وأشار المسؤول ذاته إلى أنّ "تنظيم "داعش" سينتهي ميدانيا قريبا من العراق، لكن سيكون الدور للجهات الاستخبارية للعمل على كشف بقايا التنظيم التي قد يكون أفرادها اندمجوا داخل المجتمع".

من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة عمليات الأنبار العسكرية التابعة للجيش العراقي، العقيد محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات المشتركة باشرت بالاستعداد للهجوم على مدينتي راوة والقائم"، وإنه "يمكن الإعلان الآن أن العام الحالي هو عام القضاء على "داعش" في العراق واستعادة السيطرة على كل مدن البلاد". 

وتكبد العراق، خلال ثلاث سنوات من اجتياح التنظيم، خسائر كبيرة بشرية ومادية، إذ تشير الأرقام إلى مقتل وإصابة أكثر من 150 ألف عراقي، وتشريد نحو 6 ملايين مدني، واختفاء قرابة 30 ألفا آخرين لا يُعرف مصيرهم، فضلا عن خسائر مادية تقدّر بأكثر من 100 مليار دولار، ودمار شبه كامل لحق بحواضر تاريخية إسلامية ومسيحية و18 مدينة عراقية كبيرة، فضلا عن ولادة مليشيات طائفية باتت تسيطر على أجزاء واسعة من البلاد، وتفقد الحكومة العراقية القدرة في السيطرة على كثير منها. 

من جهته، أكد ضابط في قيادة العمليات المشتركة أنّ "رئيس الحكومة، حيدر العبادي، عقد، خلال الأيام القليلة الماضية، اجتماعا أمنيا لمناقشة تحرير ما تبقى من الأراضي العراقية التي ما زال تنظيم "داعش" يسيطر عليها". 

وأوضح الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "العبادي وجّه بوضع خطة متكاملة لتحرير ما تبقى من مناطقنا، وفقا لرؤية عسكرية متكاملة، على أن يتم التركيز على المناطق الأكثر ضررا والأهم وفقا للمنظور العسكري"، مبينا أنّ "قيادة العمليات تبنت وضع الخطة، وهي حاليا تدرس كافة المعطيات الميدانية، وتؤشر الخطوات الأهم في رسم هذه الخطة".

وأكد أنّ "القادة العسكريين أكدوا للعبادي قدرة القوات العراقية على التحرك العسكري في عموم الجبهات المحتلة من قبل "داعش" في وقت واحد، وأنّ هذا الرأي مطروح للمناقشة كرؤية خلال الخطة العسكرية".

يشار إلى أنّ تنظيم "داعش" الإرهابي كان قد اجتاح الموصل في يونيو/حزيران من العام 2014، وسيطر عليها وعلى محافظتي الأنبار وصلاح الدين، وأجزاء من كركوك وديالى وحزام بغداد، قبل أن تبدأ القوات العراقية، بالتنسيق مع التحالف الدولي، بعمليات استعادة تلك المناطق الشاسعة. 






المساهمون