هنية والأحمد: الانقسام الفلسطيني في ساعاته الأخيرة

هنية والأحمد: الانقسام الفلسطيني في ساعاته الأخيرة

22 ابريل 2014
وفد السلطة في منزل هنية بغزة مساء الثلاثاء (GETTY)
+ الخط -

أعرب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، استعداد حركته لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع حركة "فتح" في القاهرة والدوحة، مؤكداً أن المرحلة الحالية هي مرحلة تنفيذ وتطبيق ما تم الاتفاق عليه وليس فتح حوارات جديدة.

وقال هنية، خلال حفل استقبال موسع لوفد منظمة التحرير، في منزله في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مساء الثلاثاء، "نحن نعيش الساعات الأخيرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتحقيق مصالحة شاملة".

ودعا هنية إلى اتخاذ "قرارات حاسمة وواضحة لا لبس ولا غموض فيها، لتنفيذ فوري لكل ما اتفق عليه، بما يشمل كل التفاهمات والملفات"، مؤكداً تمسك حركته "بالرعاية المصرية للمصالحة"، ومشدداً في الوقت نفسه، على ضرورة توفير "شبكة أمان عربية للمصالحة".

وأشار هنية، أمام وفد السلطة الذي وصل إلى غزة، مساء الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون/إيرز، بعد إعاقته لنحو ساعة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى أنه سيبحث مع قيادة "حماس" والفصائل الأخرى سبل تطبيق المصالحة، قائلاً "أيادينا ممدودة للوحدة والمصالحة والاتفاق على آليات تنفيذ المصالحة، وجدولتها زمنياً بما يشمل ملفات الحكومة، والانتخابات، ومنظمة التحرير، والمصالحة المجتمعية، والأمن، والحريات العامة". وشدد على أن "حماس على قلب رجل واحد، في السعي إلى تحقيق المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام المؤسف"، لافتاً إلى أن الطرفين لن يكتفيا "بالصورة والمصافحة والابتسامة، ولا باللقاءات المقرر عقدها، لكننا سنلتزم بالمضي قدماً".

بدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، أن لحظة الصفر بدأت لإنهاء الانقسام الفلسطيني البغيض، مشدداً على وجوب امتلاك الإرادة الوطنية من أجل طي صفحة الانقسام، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه من تفاهمات في القاهرة والدوحة.

ولفت في كلمته إلى أن "الورقة المصرية للمصالحة شملت كل تفاصيل إنهاء الانقسام، بسلطة واحدة وقانون واحد ينظم حياة شعب واحد تمثله مؤسسات واحدة وموحدة"، ليخلص إلى القول "لسنا بحاجة إلى حوارات جديدة".

وأشار إلى أنهم "يتمسكون بالرعاية المصرية التي كلفتها قمة دمشق العربية بتولي الملف، وبالغطاء العربي الكامل"، لافتاً إلى أن "الكرة في ملعب الفلسطينيين جميعاً، ولا يجب ان نخذل شعبنا ونضيع آماله وطموحاته وعلينا إنجاز المصالحة فوراً".

وشدد الأحمد على أن الوفد سيناقش مع "حماس" مهمة "تشكيل حكومة التوافق، وتحديد موعد الانتخابات، وتفعيل منظمة التحرير والإطار القيادي المؤقت"، مشيراً إلى أنه عقب تشكيل الحكومة التوافقية "سيتغير المزاج الفلسطيني كله باتجاه الشراكة والوحدة الحقيقية".

وحذّر من أن الإدارة الأميركية أفشلت سابقاً اتمام المصالحة، وضغطت على الرئيس محمود عباس لعدم التوقيع على ملف المصالحة، وهددته باللجوء إلى قطع المساعدات عن السلطة، "لكن الرئيس عباس رفض كل التهديدات والإغراءات من أجل المصالحة".

وكان الأحمد قد قال، قبل وصوله إلى غزة، إنه سيتم "الاتفاق على موعد الانتخابات، بكافة أشكالها، إما بإقرار إعلان موعد الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة، أو تخويل الرئيس للتشاور مع الفصائل والفعاليات الفلسطينية ليحدد موعدها لاحقاً، على ألا يكون ذلك قبل ستة أشهر من تشكيل الحكومة". وفيما يتعلق بمسألة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، أوضح الأحمد أنه سيطرح على هنية وجوب أن "تستأنف اللجنة أعمالها لتنفيذ المهام الموكلة لها وفق إعلان القاهرة 2005، ومهمتها الأساسية معروفة، وهي تشكيل المجلس الوطني بالانتخاب حيثما أمكن وبالتوافق إذا لم نتمكن من ذلك، بهدف التمهيد لانضمام حركة حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير". وأكد المسؤول عن ملف المصالحة في "فتح" على أن "كل القضايا الأخرى تفصيلية، وهي ضمن مهام حكومة التوافق الوطني، التي ستبدأ بتنفيذها على الفور، وفق ما وردت في الورقة المصرية سواء حول الحريات العامة والمعتقلين والمصالحة المجتمعية، أو حول وحدة المؤسسات وقضية الموظفين". وقال الأحمد: "نطمئن الجميع أننا لسنا ذاهبين بسبب مأزق المفاوضات إطلاقاً، وموقف القيادة الفلسطينية واضح؛ نحن بحاجة إلى إنهاء الانقسام بمفاوضات ومن دون مفاوضات، من أجل بناء غزة والضفة وإنهاء الاحتلال". واعتبر الأحمد أن الانقسام الفلسطيني ـ الفلسطيني بات ورقة يتسلح بها اليمين الإسرائيلي، مضيفاً ان "علينا أن نسحب هذه الورقة منهم، وليس للمفاوضات علاقة بالمصالحة وإن كانت النتائج مترابطة مع بعضها بعضاً".