انتفاضة العراق: إصابات بصدامات في ساحة اعتصام كربلاء

انتفاضة العراق: إصابات بصدامات في ساحة اعتصام كربلاء

06 فبراير 2020
اضطرابات بعد محاولة أتباع التيار الصدري دخول الساحة(فرانس برس)
+ الخط -
شهدت مدينة كربلاء توترا، مساء الخميس، بعد دخول "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح العسكري للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، إلى ساحة التربية، وسط المدينة، التي يعتصم فيها المتظاهرون منذ أشهر، ما تسبب بصدامات بين الجانبين استدعت تدخل القوات الأمنية وأسفرت عن إصابة 8 أشخاص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن أصحاب "القبعات الزرق" حاولوا دخول الساحة وقابلهم المتظاهرون بهتافات منددة بقتل متظاهري النجف من قبل جماعات يشتبه بارتباطها بالتيار الصدري، ما أدى لاشتباكهم (القبعات الزرق) مع المحتجين من خلال استخدام الهراوات والعصي الغليظة والسكاكين، موضحة أن مسلحين أطلقوا رصاصا حيا باتجاه المتظاهرين الذين استمروا في ترديد هتافات رافضة لاقتحام ساحة الاعتصام بالقوة.

ودخلت قوات الأمن القريبة إلى الساحة بعد انسحاب "القبعات الزرق"، وفرضت طوقا أمنيا حولها.

وقالت قيادة الشرطة في كربلاء إنها نشرت عناصرها من أجل حماية المتظاهرين في ساحة التربية، موضحة في بيان، أن قوات الأمن وصلت مبكرا إلى الساحة بهدف حمايتها من أي اعتداء.

ولا يزال الهدوء الحذر يخيم على ساحة اعتصام الصدرين في النجف التي تشهد انتشارا لعناصر "القبعات الزرق"، وبحسب ناشطين، فإن الداخلين إلى الساحة عليهم أن يتعرضوا للتفتيش مرتين، الأولى من قبل القوات الأمنية، والثانية من قبل أنصار الصدر الذين لا يكتفون بالتفتيش بل يمنعون الوافدين إلى الساحة من التصوير.

وفي ذي قار، واصل المتظاهرون توافدهم إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية وسط ترديد هتافات رافضة لعمليات القتل المتواصلة التي تطاول المتظاهرين السلميين، بيمنا اعتقلت قوات الأمن 5 أشخاص بتهمة تحريض الطلبة على عدم استئناف الدوام في المدارس والجامعات.

وشهدت ساحة التحرير في بغداد مسيرة حاشدة حدادا على قتلى التظاهرات في النجف وباقي المحافظات.
ونظم متظاهرو الكوت (مركز محافظة واسط)، تظاهرات رافضة لتكليف محمد توفيق علاوي برئاسة الحكومة الجديدة، ومنددة بقتل متظاهري النجف من قبل عصابات خارجة على القانون.

وشاركت أعداد كبيرة من الطلبة في احتجاجات بمدينة البصرة لاستنكار مقتل المتظاهرين بالنجف على يد مسلحين أمام أنظار القوات الأمنية، مؤكدين أن القمع لا يمكن أن ينهي التظاهرات بل سيزيد من قوتها وتماسكها.

وفي السياق، قال رئيس ائتلاف "الوطنية" إنه بعث رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل محاسبة المتورطين بسفك دماء الأبرياء في العراق، مؤكدا في تغريدة على "تويتر"، أنه أرسل رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ووزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، من أجل بيان حقيقة ما يجري في العراق، وضرورة محاسبة المتورطين بسفك دماء المتظاهرين الأبرياء وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ورفضت السفارة الأميركية في بغداد، وسفير الاتحاد الأوروبي في العراق، أعمال القتل التي طاولت متظاهري النجف.

ورد نائب رئيس البرلمان العراقي حسن الكعبي، وهو من قيادات التيار الصدري، على موقف السفارة الأميركية بالقول في بيان مقتضب: "دعوا الشأن العراقي للعراقيين وباشروا بإجلاء قواتكم".

وفي وقت سابق، الخميس، دانت السفارة الأميركية ببغداد ما وصفته بـ"الاعتداء الوحشي" على المتظاهرين السلميين في النجف الأشرف، موضحة في بيان، أن "هذا الاعتداء أدى إلى مقتل وجرح عدد من المتظاهرين السلميين".

وتابعت: "من المؤسف أنه لا يزال يسمح للجماعات المسلحة بانتهاك سيادة القانون بالعراق مع الإفلات من العقاب ضد المواطنين السلميين الذي يمارسون حقهم الديمقراطي في حرية التعبير، بما في ذلك مطالبهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي"، مضيفة "يقع على عاتق الحكومة العراقية وقواتها الأمنية وضع حد لهذه البلطجة التي تشمل خطف واغتيال الناشطين المدنيين والصحافيين، وكذلك الضرب واستخدام الذخيرة الحية وحرق الخيام في التظاهرات السلمية".