"ذا تايمز": ريجيني تعرّض للخيانة من قبل أصدقائه بالقاهرة

"ذا تايمز": ريجيني تعرّض للخيانة من قبل أصدقائه في القاهرة

19 ديسمبر 2019
عثر على ريجيني مقتولاً في القاهرة عام 2016(Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية عن أن جوليو ريجيني، الطالب الإيطالي الذي قُتل تحت التعذيب في مصر، تعرض للخيانة من قبل أصدقائه في جامعة كامبردج البريطانية.
وتقول الصحيفة إن ضباط الأمن المصريين استعانوا بمعلومات وفّرها لهم أحد أصدقاء ريجيني في جامعة كامبردج، والذي تجسّس على الطالب الإيطالي لصالحهم.
وعُثر على ريجيني مقتولاً في أحد شوارع القاهرة في يناير/ كانون الثاني 2016، عندما كان عمره 28 عاماً. ونقلت "ذا تايمز" عن القاضي الإيطالي سيرجيو كولايوتشو قوله إن ريجيني "تعرض للخيانة من قبل أقرب الناس إليه".
وأشار القاضي في جلسة استماع برلمانية إلى اسم إحدى طالبات كامبردج وتدعى نورا وهبي، التي تعرفت على ريجيني خلال سنوات الدراسة، وهي كانت من بين ثلاثة أصدقاء أبلغوا الشرطة المصرية بتحركات الطالب الإيطالي. وأضاف أن ضباط الأمن المصري رسموا شبكة حول ريجيني بعدما انتابهم الشك في ما يتعلق ببحثه الأكاديمي حول العمل النقابي في مصر. وأطلع البرلمان على أن فحوص جثته كشفت عن أن الطالب تعرّض للضرب المبرح، وتوفي جراء كسر في العنق قبل أن يُرمى جسده في شوارع القاهرة.
وكان التعذيب الشديد الذي تعرض له ريجيني قد منع والدته من التعرف عليه في بادئ الأمر إلا "من رأس أنفه".
وبينما تنفي السلطات المصرية اعتقال ريجيني وتعذيبه، إلا أنها أقرت بفرض الرقابة على تحركاته.
وكان القضاة الإيطاليون قد اتهموا السلطات المصرية بمحاولة تضليل التحقيق وحرفه عن مساره. ويشمل التحقيق الإيطالي في مرحلته الحالية خمسة ضباط أمن مصريين للاشتباه بتورطهم في مقتل ريجيني.
وتشير الصحيفة إلى أن شهود عيان أخبروا عائلة ريجيني بأنهم سمعوا مسؤولاً أمنياً مصرياً يتحدث عن القضية أثناء عشاء مع نظرائهم من دولة أفريقية أخرى عام 2017.
وأشار حينها الضابط المصري إلى "الشاب الإيطالي"، وكيف أنه مع زملائه اعتقلوا الطالب معتقدين أنه جاسوس بريطاني، واصفاً كيف تعرض ريجيني للضرب وكيف ساهم شخصياً في لكمه في وجهه.
وتنقل "ذا تايمز" عن مصادرها في التحقيق الإيطالي قولها إن وهبي تعرفت إلى ريجيني عندما كانا يدرسان معا في كامبردج عام 2011، وكانت في استقباله في القاهرة عندما زار مصر عام 2015، وعرّفته إلى أصدقائها.

وتكشف تسجيلات المكالمات التي حصل عليها المحققون الإيطاليون عن أن وهبي كانت على تواصل مع عسكري سابق ووكيل سفريات يدعى رامي، الذي بدوره تواصل مع أحد ضباط الأمن العاملين على التحقيق، واسمه مجدي عبد العال شريف.
وتشير سجلات المكالمات إلى أنه كلما اتصل ريجيني بوهبي، كانت تتصل بدورها فوراً برامي الذي ينقل التفاصيل إلى شريف، أو عكس هذا التسلسل عندما يتصل شريف برامي. ورفضت نورا وهبي التواصل مع المحققين الإيطاليين أو الصحيفة البريطانية.
كما أقرّ أحد أعضاء النقابات ممن كانوا على صلة بريجيني، باطلاع ضباط الأمن على محادثاته معه. وأخبر القاضي الإيطالي البرلمان بأن الشخص الثالث الذي عمل كمخبر للشرطة هو محامٍ كان شريكاً لريجيني في السكن.
واختتم بالقول: "كل من اعتبره ريجيني صديقاً في القاهرة، كان على تواصل مع شريف".