حسين همداني: جنرال المحافظين ورجل الحرس الثوري بسورية

حسين همداني: جنرال المحافظين ورجل الحرس الثوري بسورية

09 أكتوبر 2015
ساهم همداني بتأسيس الحرس الثوري الإيراني (وكالة أنباء فارس)
+ الخط -
ولد مستشار قائد "الحرس الثوري" الإيراني، العميد حسين همداني، عام 1955، وكان من مؤسسي تشكيلات "الحرس الثوري" الأوائل في البلاد، ولاسيما في القسم الغربي منها، قبل أن يلقى مصرعه، أمس الخميس، على جبهات القتال السورية، وفق ما أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية.

كان لهمداني دور رئيس في توجيه الحرب العراقية ــ الإيرانية، وتسلم العمليات العسكرية في منطقة "بازي دراز" الواقعة في الجبهة الغربية، وفق ما جاء في كتابه "هذا واجب يا أخي".

تولى همداني بعد الحرب قيادة فيلق "أنصار الحسين"، المشكل في همدان غربي البلاد، وخدم في عدة مناطق إيرانية، وأصبح قائداً لفيلق "محمد رسول الله" التابع للحرس، وهو تشكيل الحرس المشرف على أمن العاصمة طهران، ويعد هذا المركز من أبرز المناصب العسكرية.

عُرف همداني المحافظ بمعارضته لخطاب الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، حيث وجه له رسالة وقعها مع 27 قائداً آخرين في الحرس، طالبوه فيها بالتوقف عن سياساته المنفتحة على الغرب.

برز اسم همداني حين كان مستشاراً لقائد قوات التعبئة، حسين طائب، كما عُرف أكثر حين كان يتسلم زمام الأمور في العاصمة طهران، إبان اندلاع احتجاجات "الثورة الخضراء"، التي أشعلها مناصرو المرشح الرئاسي الإصلاحي مير حسين موسوي، احتجاجاً على فوز الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

استطاع همداني أن يقود عمليات فض الاحتجاجات، لاسيما التي خرجت تزامناً ويوم إحياء مراسم عاشوراء الدينية، والتي اعتبرها مناصرو الطيف المحافظ هتكاً للحرمات الدينية، فكانت نهاية احتجاجات "الحركة الخضراء".

أُدرج اسم همداني على قائمة العقوبات الدولية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات إيرانية في 14 إبريل/نيسان عام 2011، بسبب قضايا لها علاقة بانتهاكه لحقوق الإنسان حسب مسؤولين غربيين.

لكن مهمة الجنرال الأصعب كانت في سورية، حيث يعتقد أنه مسؤول عن العمليات الإيرانية هناك، وتولى مهمة الحفاظ على بقاء النظام السوري قوياً في العاصمة دمشق، وقالت إيران رسمياً إن همداني هو أحد أبرز مستشاريها العسكريين الذين يقدمون خبراتهم وتجاربهم للجيش النظامي في سورية في حربه ضد "الإرهاب".

همداني نفسه صرح في العام الماضي أن إيران مستعدة لإرسال الآلاف من المقاتلين المنتمين لقوات التعبئة أو الباسيج، وهو تشكيل عسكري يتألف من متطوعين مدنيين، وبالفعل كان للرجل دور بارز في تشكيل جماعات قتالية في سورية لتقاتل إلى جانب النظام.

وقال في تصريحات سابقة، إن إنشاء الباسيج في سورية من أهم الإنجازات، معتبراً أنه بعد تشكيله في سورية ولبنان بدأ بالتشكل بالعراق، وهذا يعني أن همداني تميز بقيادة العمليات العسكرية باستخدام وتجهيز قوات غير عسكرية في عدد من المناطق.

ونظراً لما حققه في سورية، تداولت بعض المواقع أنباءً عن استبدال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، بهمداني في العراق، لكن مصادر أخرى مقربة من "حزب الله" اللبناني صرحت في وقت سابق أن سليماني هو من عين مسؤولاً عسكرياً إيرانياً لقواته جنوبي سورية، فلم يعد هو المسؤول المباشر عنها، ولكنه بات مشرفاً عاماً على تواجد المستشارين والحرس الثوري في البلاد، ورجح آنذاك أن يكون همداني هو ذاك المسؤول، إلا أن مصادر أخرى غير رسمية نقلت في السابق أنه تم تسليم ملف سورية لهمداني بدلاً عن سليماني.

همداني الذي لقي مصرعه، أمس الخميس، بالقرب من حلب شمالي سورية، إثر كمين نصبه له منتمون لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بحسب ما ذكرت المواقع الرسمية الإيرانية، كان واضحاً في توجهه، واعتبر في تصريحات سابقة أن في المنطقة محوران، أحدهما تقوده الولايات المتحدة مع شركاء من الغرب ومن الدول العربية، والثاني تقوده إيران التي تتزعم جبهة الحرب على ما يصفه بـ"الاستكبار والغطرسة العالمية".

اقرأ أيضاً: إيران تؤكد مقتل قائد في الحرس الثوري في سورية