هكذا يحتج الكوسوفيون على السياسيين في زمن كورونا

هكذا يحتج الكوسوفيون على السياسيين في زمن كورونا

21 مارس 2020
اعتاد الكوسوفيون على التوترات السياسية (Getty)
+ الخط -

بينما يحيّي الأوروبيون العاملين في قطاع الصحة لديهم من شرفات المنازل كل مساء، اختار الكوسوفيون هذه الطريقة للاحتجاج على الطبقة السياسية في خضم أزمة قد تسقط الحكومة وسط تفشّي وباء كورونا.

وفي ظل عدم قدرتهم على الاحتشاد في الشوارع، لجأ أهالي العاصمة بريشتينا للطرق على الأواني المنزلية من الشرفات للتعبير عن استيائهم من السياسيين المتّهمين باستغلال حال الطوارئ الصحية لتحقيق مكاسب شخصية.

وقالت أزرا مارمولاكو التي تعمل في مجال الاقتصاد وانضمت للحركة الاحتجاجية "لم أكن لأتوقع هذا الأمر المؤسف في أسوأ كوابيسي". وأضافت بحسرة "موارد كوسوفو متواضعة جدا حيال وباء أدى إلى ركوع قوى دولية على ركبتيها".

 وأشارت إلى أنه "بدلا من حشد كافة الإمكانيات في صراع البقاء، فإننا نضيع وقتنا وطاقتنا من أجل السلطة. إنه عار!".

وعبر العالم، جنّدت الحكومات طاقاتها لحماية مواطنيها من انتشار الفيروس الذي حصد أرواح أكثر من 11 ألف شخص. لكن في كوسوفو، الجمهورية الأوروبية الديمقراطية الفتية وغير المستقرة، فإن التحالف الحاكم المشكّل حديثا على حافة الانهيار حيث يبدو غارقا في الخلافات مع تهديد الشريك الأصغر بالانسحاب.

وفي حين تم الكشف عن 22 إصابة بوباء كورونا المستجد في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، فإن عمليات الفحص الطبي لا تزال محدودة بينما يخشى كثيرون من أن وباء على نطاق واسع قد يقوّض نظام كوسوفو الصحي المتهالك أساسا.

"الأفعى"

واستلمت الحكومة مهامها منذ نحو شهرين فحسب، لكن التحالف بين رئيس الوزراء وزعيم حزب "فيتيفيندوسي" (تقرير المصير) اليساري ألبين كورتي وشريكه حزب "إل دي كي" (رابطة كوسوفو الديمقراطية) المحسوب على تيار يمين الوسط نشأ على أسس مهزوزة.

وطرد كورتي وزيرا من شريكه في الائتلاف لمخالفته التراتبية السياسية إثر دعمه الدعوات إلى إعلان حال الطوارئ بسبب فيروس كورونا المستجد بعد أسابيع من التوتر السياسي.

ووصف "إل دي كي" الخطوة بأنها "القشة الأخيرة" وأودع طلبا بالتصويت على حجب الثقة في البرلمان.

ويقول المحللون إن الأزمة تأتي في صالح الرئيس هاشم تاتشي، زعيم المتمردين السابق الملقب بـ"الأفعى" إبان التمرد والذي هيمن على المشهد السياسي في كوسوفو لأكثر من عقد. ويتهمه منتقدوه بإغراق كوسوفو في وحل الفساد والفقر، بينما أكد رئيس الوزراء الجديد بشكل لا لبس فيه أنه يرفض إعادة انتخاب تاتشي في انتخابات 2021 الرئاسية.

لكن يبدو أن فيروس كورونا المستجد قدم خدمة لتاتشي، بحسب ما يشير المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بريشتينا بيلول بيكاج. ويقول المحلل السياسي إن تاتشي يحاول استعادة النفوذ عبر زرع الانقسامات في صفوف الائتلاف الحاكم والدفع نحو إعلان الطوارئ، وهي الخطوة التي ستجعله الآمر الناهي.

 ويضيف بيكاج أن تاتشي "يحاول استغلال الوضع الصحي الصعب لاستعادة الهيمنة على المشهد السياسي"، منبها إلى أن "المبادرة إلى وجوب إعلان حالة الطوارئ دليل واضح على ذلك".

واعتاد الكوسوفيون على التوترات السياسية حيث لم تكمل أي حكومة فترتها الدستورية منذ الاستقلال. لكن العديد منهم أبدوا غضباً شديداً لرؤية هذه التجاذبات في وقت تبدو حياتهم في خطر.

ويقول الصيدلي أغيم بهرامي البالغ من العمر 42 عاما والذي انضم إلى حركة احتجاج القرع على الأدوات المنزلية "لا نملك ترف إهدار إمكانياتنا المتواضعة على هذا الصراع السياسي بينما يقترب فيروس كورونا من كوسوفو".

 ويضيف "لا نستطيع التظاهر في الشارع، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكاننا من خلالها التعبير عن خيبة أملنا الكبيرة".

(فرانس برس)

 

دلالات

المساهمون