المبعوث الأميركي يشكر قطر بعد تقدم المحادثات مع "طالبان"

المبعوث الأميركي يشكر دور قطر البنّاء في تقدّم المحادثات مع "طالبان"

26 يناير 2019
خليل زاد أكد حدوث تقدم في المفاوضات (Getty)
+ الخط -
شكر المبعوث الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، دولة قطر على "دورها البنّاء، وتسهيلها جولة المحادثات" مع حركة "طالبان" في الدوحة، والتي أسفرت في نهاية المطاف عن إحراز "تقدم كبير" في المفاوضات.

وكتب خليل زاد على "تويتر"، بعد ستة أيام من المحادثات مع "طالبان" في الدوحة: "الاجتماعات التي جرت هنا كانت مثمرة أكثر مما كانت في السابق. لقد أحرزنا تقدماً كبيراً بشأن قضايا حيوية"، مضيفاً أنه متوجه إلى كابول للتشاور.

وقال خليل زاد إن الطرفين "سيبنيان على الزخم، ويواصلان المشاورات بعد فترة قصيرة"، مؤكدًا أن ثمّة عددًا من القضايا لا يزال بحاجة إلى البحث، قائلًا: "لا شيء متفق عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء، وكل شيء يجب أن يتضمن حوارًا أفغانيًا داخليًا ووقفًا شاملًا لإطلاق النار".


من جانبها، نفت "طالبان" حدوث أي اتفاق مع الجانب الأميركي، مشددة على أن الحركة لا تزال قائمة على مطالبتها الأساسية، وهي خروج القوات الأجنبية من أفغانستان.

وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان له، إن "تقدمًا قد أحرز فيما يتعلق باجتماعات الدوحة، ولكن الأمور كبيرة وشاقة وبعضها يحتاج إلى المزيد من المباحثات، والطرفان يستشيران بشأنها".

وذكر مجاهد أن موقف "طالبان" هو "أنه في حال عدم إحراز تقدم بشأن خروج القوات الأجنبية من أفغانستان، فلا يمكن التقدم حيال أي أمر آخر"، كما شكر مجاهد دولة قطر على الاستضافة وتقديم تسهيلات لازمة للاجتماعات.

وكانت مصادر في "طالبان" قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، حدوث التقدم واتفاق الطرفين على خروج القوات الأميركية من أفغانستان، ولكنها نفت حصول أي نوع من الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين وملفات أخرى، مشيرة إلى أن الحديث سيستمر بشأنه.

كذلك أكد المصدر أن من بين بنود الاتفاقية أن لا تستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي دولة أخرى، علاوة على "قطع طالبان علاقاتها مع جميع التنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيما (القاعدة) و(داعش)".

وذكرت المصادر، أيضًا، أن من بين الأمور التي تم التباحث بشأنها خلال تلك الاجتماعات، دون التوصل إلى اتفاق: القائمة السوداء لقادة "طالبان"، وتبادل الأسرى.



فيما قال أكبر أغا، القيادي المهم السابق في طالبان لـ"العربي الجديد" إن الأميركيين رضوا بالخروج وإن طالبان اتفقت على ألا تستخدم أراضي أفغانستان مقابل أي دولة أخرى، وأن تقطع علاقاتها مع جميع الجماعات الإرهابية، وأن عملية الحوار ستستمر.

ولكن المشكلة الأساسية، كما يقول مصدر في الاستخبارات لـ"العربي الجديد"، وقد مثّلت عقبة كبيرة خلال اجتماعات الدوحة، هي أن "طالبان" تريد الاتفاق على خروج القوات الأميركية والأجنبية، وترى أن الحديث المباشر مع الحكومة شأن داخلي وتقرر بخصوصه في المستقبل.

وأضاف المصدر أن "طالبان" طرحت في الاجتماعات أنها إن تفاوضت مع الحكومة الأفغانية فإنها لن تتفاوض بصفتها حكومة لأنها لا تعترف بها، وأنها تفضل الحوار عبر وجهاء القبائل والسياسيين وعلماء الدين.

ولعل خليل زاد قد أشار إلى ذلك في تغريدة له قائلًا "ليست هناك اتفاقية ما لم نتفق على جميع النقاط، ومنها الحوار بين الأطراف الأفغانية، ووقف إطلاق نار شامل".

وفي المقابل، قال مصدر في شورى الأمن القومي، لـ"العربي الجديد"، إنه لن تكون هناك أي اتفاقية والحكومة الأفغانية غائبة عنها، مستغربًا ما أوردته بعض وسائل الإعلام.

وبخصوص خروج جميع القوات الأميركية من أفغانستان، أشار مصدر في "طالبان" إلى مشكلة تتمثل في أن بين أفغانستان وأميركا اتفاقية أمنية، وتبقى بموجبها القوات الأميركية في البلاد، والقرار حيالها يرجع إلى الحكومة الأفغانية، وهذا ما ذكره أكثر من مرة خليل زاد في اجتماعات الدوحة. وهناك أيضًا اتفاقية أمنية بين أفغانستان وحلف شمال الأطلسي، وعند الاتفاق على خروج قواته لا بد من العودة إلى الحكومة الأفغانية.

ثمة معضلة أخرى أيضًا، وهي أن "طالبان" لا تعترف بالحكومة الأفغانية، وستناقش لاحقًا بعد الاتفاق خروج القوات الأميركية ووقف إطلاق النار لتشكيل حكومة انتقالية، وهذا ما رفضه أكثر من مرة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، وقد أكد الأسبوع الماضي، عند ترشحه للانتخابات الرئاسية، أنه "يريد الصلح ولكن ليس على حساب الحكومة والنظام الديمقراطي".

من هنا يقول قيادي مهم في "طالبان"، لـ"العربي الجديد"، إن "جهود المصالحة الأفغانية في منعطف خطير، وأمامها عقبات أبرزها مطالبة الجانب الأميركي بإبقاء بعض القوات بذريعة حراسة المراكز الدبلوماسية، ومصالح دول الجوار والمنطقة، بالإضافة إلى موقف الحكومة الأفغانية، وهي عقبة أساسية، لأن طالبان لن ترضى ببقائها، ولكن في الوقت الراهن التركيز على خروج القوات الأميركية، ثم التباحث بشأن الملفات الداخلية، ومنها الحكومة وغيرها".

وثمة أيضًا خشية لدى الأفغان من أن أميركا قد تضحي بالحكومة الأفغانية من أجل الخروج من المأزق، وهناك ستنفجر معضلة جديدة. وفي هذا الصدد تقول سميرا بشر، الناشطة الأفغانية: "لا أدري ماذا سيكون مستقبل جهود المصالحة ولكنني أخشى أن يضحي الأميركيون بكل ما أنجزناه خلال عقدين ماضيين من أجل الخروج من المأزق".