توماس فريدمان: حملات بن سلمان فشلت بقطر ولبنان واليمن

توماس فريدمان: حملات بن سلمان فشلت بقطر ولبنان واليمن

07 مارس 2018
سياسات بن سلمان المتهورة قد تقود لنتائج عكسية (Getty)
+ الخط -
قبيل الزيارة التي يجريها في الأيام القادمة، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نشر الكاتب الصحافي الأميركي المعروف، توماس فريدمان، مقال رأي نشرته صحيفة: نيويورك تايمز وجه فيه مجموعة من النصائح للرئيس الأميركي وضيفه، على ارتباط بما يجري في السعودية وخارجها، ويرى فريدمان أن سياسات بن سلمان فشلت في اليمن وقطر ولبنان.


ورغم إبداء فريدمان بعض الحماسة لـ"البعد الإصلاحي الديني والاجتماعي في حركة بن سلمان" بحسب ما يرى، كحديثه عن الإسلام المعتدل وحملته على الفساد، إلا أنه توقع نتائج كارثية جراء سياسته الخارجية في اليمن وقطر ولبنان. وسبق لفريدمان أن أجرى لقاء صحافيا مع بن سلمان في الرياض، اعتبر بمثابة محاولة لتلميع صورة الأخير خارجياً.

واعتبر فريدمان أن تحقيق الإصلاحات بالسعودية يتطلب قيادة استثنائية من محمد بن سلمان، وكذا وجود "فريق استثنائي يسانده"، مبديا أسفه على كون ولي العهد السعودي لديه بعض المشاكل هنا. وأضاف أن فريق محمد بن سلمان "صغير جدا ويضم عددا من الوزراء المقربين منه، والذين يبدو أنهم ما دون مناصبهم وهم متنمرون، ويعملون على إبراز أسوأ ما فيه، ويقدمون له مشورة سيئة، أدت بعضها إلى "حملاته الفاشلة باليمن ولبنان وقطر".

كما أوضح أن تسليم الملك سلمان مقاليد الحكم إلى نجله ليس سوى مجرد مسألة وقت، معتبراً أن الأمير هو الحاكم الفعلي، وأنه "ليس ديمقراطياً، ولا مهتما بنشر الديمقراطية. إنه متسلط يسعى للتجديد" على حد تعبيره. 

وعن شخصية ولي العهد السعودي، أوضح فريدمان أنه بكل تأكيد "شخص جريء. لا يحضر ببالي أي شخص داخل العائلة الحاكمة في وسعه أن يبلور الإصلاحات الاجتماعية والدينية والاقتصادية العميقة التي تجرأ على القيام بها، وكل ذلك في دفعة واحدة. ولا يحضر ببالي أيضا أي شخص داخل العائلة نفسها في وسعه خوض مبادرات السياسة الخارجية الاستقوائية، وإظهار القوة بالداخل، والإقبال على القيام بمشتريات خاصة بشكل مبالغ فيه، وكل ذلك في دفعة واحدة. إنهما الوجهان لـ"ام بي اس" نفسه. مهمتنا: المساعدة في الحد من اندفاعاته السيئة والعمل على العناية بالجيدة".

أما بالنسبة للحملة على الفساد، فكتب فريدمان بأنه يتعين على ولي العهد السعودي أن يخلي سبيل 56 ثريا سعوديا ما زالوا تحت الإقامة الجبرية، من خلال إغلاق هذا الجانب كليا، وإنشاء محكمة دائمة وشفافة لمحاربة الفساد تتولى النظر في كل القضايا، لوضع حد نهائي لهذا الملف.

وأضاف أنه لن يكون في وسعه تحقيق إصلاحاته الاقتصادية من دون المستثمرين الدوليين، واليوم هنالك الكثيرون من المستثمرين الأجانب (والسعوديين) الذين يطرحون السؤال التالي: "إذا قررت وضع أموالي بالمملكة العربية السعودية، أو الدخول في شراكة مع سعودي، فهل يمكن مصادرة تلك الثروة بدون سابق إنذار بفندق ريتز كارلتون؟".



وتابع أن "لديه بعض المشاكل هنا. بداية، هو قادم من الجناح الأفقر داخل العائلة الحاكمة. كنتيجة لذلك، كبر وفي قلبه استياء كبير وازدراء لباقي أبناء عائلته، الذين راكموا ثروات فاحشة، رفقة التجار الكبار المقربين منهم. كانت حملته على الفساد تهدف إلى القضاء على موجة الكسب غير المشروع، لكنها كانت تحمل أيضا جوانب من الانتقام والتسلط والاستيلاء على الأموال".