"لوفيغارو": الوَعْد بـ"قطع" أيدي حزب الله أسهلُ من تنفيذه

"لوفيغارو": الوَعْد بـ"قطع" أيدي حزب الله أسهلُ من تنفيذه

20 نوفمبر 2017
لوفيغارو: التدخل الفرنسي جذب السعودية لوضع سيئ (مصطفى يالسين/الأناضول)
+ الخط -
رأت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اليوم الاثنين، أن إعلان رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، عن استقالته فجّر التوازن الهش في لبنان، الذي كان يميل قليلا لمحور إيران - حزب الله، ودفع بالبلد إلى التجاذب، بالوكالة، بين إيران والسعودية في المنطقة، وأن الوَعْد بـ"قطع" أيدي حزب الله أسهلُ من تنفيذه.

وتساءلت الصحيفة: "هل سيصرّ سعد الحريري على استقالته؟"، قبل أن توضح أن "التدخل الفرنسي جذب المملكة العربية السعودية إلى وضعية سيئة، حيث توجّب عليها أن تكذّب الاتهامات بخصوص احتجاز الحريري، كما اتهمها بذلك حزب الله ورئيس الجمهورية، ميشال عون، والتي كانت ستدفع السلطات اللبنانية لعرض القضية أمام أنظار مجلس الأمن الدولي". 

وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه "لا أحد متأكدا مما إذا كان الحريري، الذي سيسافر إلى لبنان الأربعاء، يوم عيد الاستقلال، سيتشبث باستقالته، أم سيدخل في مفاوضات من أجل العدول عن هذه الاستقالة، كما أوحى بذلك؟". 

وشددت على أن "المحفزات الدقيقة، والتي لا تزال لغزا، للقرار السعودي تعقّد تحليل السيناريوهات الممكنة"، إضافة إلى أن "وقع الاستقالة المفاجئة كانت له تأثيرات متناقضة"، موضحة أنه "من جهة تسيء الإهانة التي تعرض لها زعيم تيار المستقبل، وبشكل مستدام، إلى صورته، لدرجة أن البعض يتنبأون بنهاية مساره السياسي. ومن جهة ثانية، فإن عودة شعبية الحريري، والتي يشجعها حزب الله، الذي لعب على وَتَر الشعور الوطني المهان للبنانيين، هي ورقة رابحة، محتملة، لصالحه". 

وذكرت "لوفيغارو" أنه "من الممكن أن يَقبل رئيس الجمهورية باستقالة الحريري ثم يكلفه، على الفور، بتشكيل حكومة جديدة، إذا حصل الحريري على ضوء أخضر من السعودية، وإلّا فيجب أن تنبثق شخصية سنية قادرة على تحمل الوظيفة المخصصة لهذه الطائفة".

وتستشهد الصحيفة بتصريح سابق لوزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، يقول فيه: "لسنا غنما"، في رده على فرضية استبدال سعد بأخيه الأكبر بهاء، الذي يبدو أن الرياض كانت تدفع به.

ولكن هامش الاستقلالية عن الرياض، كما تقول الصحيفة الفرنسية، "محدودٌ جدا، بل وغير موجود، بالنسبة لأي شخص يريد أن يدّعي زعامته للسُنّة في لبنان، كما أن السعودية أوضحت أنها ليست مستعدة لترك المجال مفتوحا أمام حزب الله في لبنان".

وترى الصحيفة أن "الوَعْد بـ(قطع أيدي حزب الله) أسهلُ من تنفيذه، دون تهديد مجموع البلد. ومن هنا القلق الذي انتاب اللبنانيين من الكلمات القاسية التي تلفظ بها الحريري أثناء تقديم استقالته، وخصوصا أن حدتها تتوافق مع حدة المواقف الأميركية تجاه إيران، والمتوافقة مع موقف إسرائيل، التي لم تعد تخفي عرضها بالتعاون مع دول الخليج العربي من أجل مواجهة صعود القوة الإيرانية، العدو المشترك".

وتتساءل الصحيفة: "هل يمكن للعربية السعودية أن تلعب ورقة السلاح الاقتصادي؟"، قبل أن تجيب "لا يمكن إغفال أهمية العمالة اللبنانية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، التي تراوح ما بين 300 و400 ألف لبناني، وهذا الشتات (دياسبورا)، الذي يضاف إليه الحضور اللبناني في قارات العالم الخمس، يعتبر الرئة المالية الأساسية للبنان".

وتبرز الصحيفة الفرنسية أن "التهديد بإغلاق هذا الصنبور هو في حد ذاته إشارة سلبية للنموذج اللبناني، الذي تصفه المنظمات الدولية بأنه في وضعية صعبة".  

وبعيدا عن الجوانب الاقتصادية، فإن هذه الأزمة تكشف، أيضا، عن هشاشة الدولة اللبنانية نفسها، وهو ما يشير إليه بيتر هارلينغ، المختص في شؤون الشرق الأوسط، حين يقارن لبنان بـ"طائرة بدون ربان". 

وهنا تنقل الصحيفة عن ناشط لبناني أثناء اجتماع ضم مجموعات احتجاجية، ولدت من أزمة القمامة في لبنان في صيف 2015، تنتقد السياسات اللبنانية القائمة على الزبونية واستثمار التوترات الجيو - سياسية لتأبيد سيطرتها على المؤسسات الدولتية، (تنقل) قوله: "يجب علينا أن نكسّر السلاسل التي تربط ما بين العرّاب الخارجي والزعيم اللبناني، ونكسّر روابط هذا الأخير بأفراد طائفته، من أجل إرساء قواعد مُواطَنَة حقيقية".           

 

 

المساهمون