الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من عائلة منفذ عملية "بركان"

انتقام الاحتلال من منفذ عملية "بركان": هجمة مسعورة وعقاب جماعي

18 أكتوبر 2018
الاحتلال الإسرائيلي ينكل بأهالي طولكرم(عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -
تقبع في مراكز تحقيق مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، والدة الشاب أشرف نعالوة المتهم بتنفيذ عملية بركان، بالإضافة إلى شقيقته المحاضرة في جامعة النجاح فيروز نعالوة، وشقيقه أمجد، حيث تحقق معهم حول مكان المطارد أشرف الذي نفذ عملية "بركان" قبل عشرة أيام وقتل فيها مستوطنين وجرح آخر.

العملية الفدائية، نُفذت في السابع من الشهر الجاري، عند مستعمرة "بركان" المقامة على أراضي مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة، وأدت إلى مقتل مستوطنين وإصابة آخر، بينما استطاع المنفذ أن يلوذ بالفرار سالما.

أكثر من عشرة أيام من البحث المتواصل تجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي بوحدات خاصة وكتائب إضافية انتشرت في قرى وبلدات مدينة طولكرم شمال الضفة المحتلة، حيث إن عائلة نعالوة تعيش في ضاحية شويكة شمال المدينة.



هجمة مسعورة على عائلة نعالوة

منذ اليوم الأول للعملية، وعائلة المطارد أشرف، تعيش ظروفاً حياتية صعبة جداً، نظراً للاقتحامات المتكررة للمنزل، فلا موعد محددا للهجوم، في الليل والنهار تداهم قوات الاحتلال منزل العائلة وتفتشه في كل مرة، وهذا من أحد أساليب الضغط على العائلة من أجل الإدلاء باعتراف عن مكان ابنها إذا ما كانت تعرف، وهو ما تنفيه العائلة.

يقول وليد نعالوة، والد أشرف لـ"العربي الجديد": "إن قوات الاحتلال تداهم المنزل في كل ليلة، وتسألنا في كل مرة عن أشرف، وتطالبنا بتسليمه لها، ونحن لا نعرف أي معلومة عنه".

ضباط المخابرات، طلبوا من والد الشهيد أن يبحث عن ابنه، وأن يسلمه لهم، وطلبوا منه أن يخرج إلى وديان طولكرم، للبحث عن ابنه واحضاره، وكذلك طلبوا منه خلال اقتحاماتهم للمنزل في الأيام الماضية، أن يخرج بمركبة عليها مكبرات صوت، وأن ينادي على ابنه ويقنعه بتسليم نفسه لجيش الاحتلال، لكنه رفض كونه لا يعلم أية معلومة حول مكان تواجده.

اعتقالات لجميع أفراد العائلة

قوات الاحتلال تعتقل باستمرار عائلة أشرف، والد ووالدة وشقيق وشقيقات أشرف اعتقلوا، منهم من اعتقل لساعات مرة ومرتين، ومنهم من اعتقل ولا يزال في السجن، مع الإشارة إلى أن كل واحد منهم اعتقل 4 – 6 مرات، وأجري التحقيق معه لساعات ومن ثم يطلق سراحه.

أمجد الشقيق الأكبر، وهو متزوج ويعيش في البناية ذاتها التي تسكن فيها عائلته، اعتقله الاحتلال يوم العملية في السابع من الشهر الجاري، ولا يزال معتقلاً. كذلك شقيقاته أماني وسندس وفيروز اعتقلن أكثر من مرة وأجري معهن تحقيق ميداني ومن ثم أفرج عنهن، لكن الاحتلال اعتقل، الخميس الماضي، فيروز وهي محاضرة في جامعة النجاح ومتزوجة بمدينة نابلس، وحولها للتحقيق، ومدد اعتقالها 12 يوماَ على ذمة التحقيق، ولا تهمة واضحة سوى أنها شقيقة أشرف.

أيضا والد ووالدة أشرف، اعتقلا مراراً خلال الأيام الماضية، وكان جيش الاحتلال ينكل بهما أثناء الاعتقال ويجبرهما على السير لمسافات طويلة، حتى يصلا إلى مكان ضابط المخابرات، ليحقق معهما عن مكان أشرف ومن ثم يطلق سراحمها. لكن الاحتلال اعتقل فجر أمس الأربعاء والدة أشرف، وفاء مهداوي (54 عاما) وحولها لتحقيق الجلمة، وغداً ستعرض على المحكمة، وعلى الأغلب أنه سيتم تمديد الاعتقال، وذلك وفق ما قاله غسان مهداوي شقيق وفاء مهداوي لـ"العربي الجديد".

ويشير مهداوي إلى أن ظروفاً حياتية صعبة جداً تعيشها عائلة أشرف، وأقاربها، حيث إن العائلة لا تنام بشكل طبيعي خوفاً من الاقتحامات المتواصلة وغير المتوقعة في أي وقت، لافتًا إلى أن هناك أطفالا وفتيات في المنازل والخوف والتوتر والقلق واضح جداً عليهم بسبب إجراءات جنود الاحتلال.



عقاب جماعي متواصل على ضاحية شويكة وطولكرم

أكثر من خمسة خمسين فلسطينيا اعتقلوا منذ السابع من الشهر الجاري، في مدينة طولكرم وحدها، وفقاً لإحصائية نادي الأسير الفلسطيني، وذلك على خلفية عملية "بركان"، إذ إن قوات الاحتلال تعتقل بشكل عشوائي ومقصود علها تصل لمعلومة تدلها على مكان أشرف.

عدا عن ذلك، فإن قوات الاحتلال تقتحم وتداهم قرى وبلدات طولكرم وتجري مداهمات ليلية للمنازل وتفتشها وتخربها، كل هذا في إطار البحث عن منفذ عملية بركان. كما أنها تنشر حواجزها العسكرية المفاجئة عند مداخل المدينة، ومداخل القرى والبلدات التي تشتبه بوجود أشرف فيها، وهو الأمر الذي يعيق بشكل واضح تحرك الأهالي وانتقالهم من مكان إلى آخر.

تهديد الأهالي وتحذيرهم من مساعدة أشرف

جيش الاحتلال ألصق فجر اليوم الخميس، في مناطق متفرقة بضاحية شويكة وطولكرم، ملصقات عليها صور المطارد أشرف، وحذر الأهالي فيها من تقديم المساعدة كالطعام والشراب والسكن والمواصلات، حيث هدد كل من يساعد المطلوب بالتعرض للمساءلة القانونية والتي تشمل السجن لمدة طويلة، وهدم المنزل وسحب كافة تصاريح عمل العائلة، وذلك وفق ما جاء في المنشور الذي ألصفه جنود الاحتلال.

طائرات ومناطيد مراقبة في سماء طولكرم

مرافقة لعمليات البحث التي تجريها قوات خاصة ووحدات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنها تطلق عدداً من مناطيد المراقبة التي تعمل على تصوير تحركات الناس في المناطق التي تشتبه فيها، كذلك فإن طائرات مراقبة تحوم بشكل متواصل في سماء طولكرم ونابلس وقلقيلية، إذ يُسمع صوتها بشكل جيد خاصة أثناء الليل، وهي ضمن عمليات البحث والمحاولة في الوصول إلى معلومة تقودهم إلى المطارد أشرف.

دلالات

المساهمون