"ذا غارديان": تصريحات ترامب تمهّد لتدخّل روسي أوسع بليبيا

"ذا غارديان": تصريحات ترامب تمهّد لتدخّل روسي أوسع بليبيا

22 ابريل 2017
التعليق العلني الأول لترامب بخصوص ليبيا (كيريس ماي/Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، في تقرير أعدّه مراسلها في روما، أمس الجمعة، إن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عدم وجود دور لبلاده في ليبيا يثير شكوكًا حيال إمكانية التوصّل إلى تسوية سياسيّة هناك بمساعدة أميركية؛ وهو ما قد يفتح الباب أمام تدخّل روسي أكبر في ذلك البلد الغني بالنفط.

وفي حديثه خلال المؤتمر الصحافي، الذي جمعه برئيس الوزراء الأيطالي، باولو جينتلوني، ردّ ترامب "التماس" ضيفه الإيطالي أن تواصل الولايات المتّحدة "دورها الحاسم" في ليبيا، والمساهمة في بناء توافق سياسي حول حكومة الوفاق التي تدعمها الأمم المتّحدة في طرابلس، والتي تعتبر إيطاليا أنّها تمثّل أملاً لتحقيق الاستقرار، بحسب الصحيفة.

وأوضح ترامب، صراحة، أن المصلحة الأميركية تتمثّل في التركيز على "جهود مكافحة الإرهاب لاستهداف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)"، قائلًا خلال المؤتمر: "لا أرى (لنا) أي دور في ليبيا. أعتقد أن الولايات المتحدة لديها الآن ما يكفي من الأدوار. ثمّة دور لنا في كلّ مكان".

وتعدّ هذه التصريحات أول تعليق علني لترامب على الوضع في ليبيا منذ تنصيبه رئيسًا للولايات المتّحدة في يناير/كانون الثاني الماضي. وتعليقاً على هذه التصريحات، قال دبلوماسيّون ومحلّلون، للصحيفة، إن من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات ترامب تمثّل إشارة واضحة إلى القطيعة مع الدعم القوي الذي تقدّمه واشنطن للحكومة التي يترأسها فائز السراج في طرابلس؛ أم أنّها تجسّد موقفًا أميركياً بعدم التدخل عسكرياً في ليبيا.

كما نقلت "ذا غارديان" عن عضو المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، ماتيا توالدو، قوله: "إن تصريح ترامب سيجعل روسيا ومصر والجزائر تضطلع بدور في ترتيب تسوية في ليبيا، علمًا أن موسكو والقاهرة تدعمان خليفة حفتر، الذي يقود جيشاً في شرق البلاد مناوئًا للحكومة المعترف بها دوليًّا.

وأضاف توالدو: "نحن أمام وضع تتراجع فيه الولايات المتّحدة من العملية السياسية، بينما تبدو الأمم المتّحدة ضعيفة، في حين ينشغل الفرنسيون والبريطانيون بانتخاباتهما، أما الإيطاليّون فقد تمّت تنحيتهم جانبًا، فمن تبقّى؟ مصر وروسيا والجزائر".

وتتابع مصادر دبلوماسية إيطالية، لم تحدّدها الصحيفة، التغوّل الروسي في ليبيا بقلق، على أساس أن وجود روسيا في ليبيا سيعزّز نفوذ فلاديمير بوتين في المنطقة.

في المقابل، رأى مصدر دبلوماسي آخر يتبع لإحدى الحكومات الداعمة لمجلس طرابلس، أنّ من المبكّر جدًّا القول: "إن إدارة ترامب انسحبت تماماً من الملف الليبي، لافتاً في هذا السياق إلى التصريحات الأخيرة لمندوبة الولايات الأميركية لدى الأمم المتّحدة، نيكي هيلي، والتي قالت، إنها "تؤيد حلًّا سياسيًّا بمشاركة جميع الأطراف".

من جانبه، رجّح السفير البريطاني في ليبيا، بيتر ميليت، مناقشة الوضع في ليبيا مع نظرائه الأميركيين، لكنه رفض تقديم تفاصيل إضافية.

والأهم من ذلك، وفق تقرير الصحيفة، أن تصريحات ترامب قوبلت بترحيب من المسؤول الذي يمثّل عقيلة صالح، رئيس البرلمان المنعقد في طبرق، آري بن ميناش، قائلًا: "إن حديث الرئيس الأميركي يجعل الأمر واضحًا؛ وهو أن "الولايات المتّحدة تتجنّب، بشكل فعّال، التدخّل بالنيابة عن السراج".

يذكر، أن بن ميناش مستشار أمني إسرائيلي مقيم في كندا ويملك عقدًا بقيمة 6 ملايين دولار للضغط لصالح حفتر، وقد حاول في وقت سابق إقناع إدارة ترامب بالتراجع عن دعمها السراج.


(العربي الجديد)



المساهمون