معارك الحديدة تحاصر الحوثيين... وتحطم طائرة سعودية في المهرة

معارك الحديدة تحاصر الحوثيين... وتحطم طائرة سعودية في المهرة

14 سبتمبر 2018
لا يريد الحوثيون خسارة ورقة الحديدة (Getty)
+ الخط -
تشتد المواجهات في الحديدة غرب اليمن، التي وُصفت، اليوم الجمعة، بـ"الأعنف"، بين قوات الشرعية المدعومة من "التحالف" الإماراتي - السعودي من جهة، والحوثيين الذين اشتد الحصار عليهم من جهة أخرى، حيث يسعى كل طرف إلى إحراز تقدم، قبل محاولة المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، التقدم في مسألة المفاوضات التي فشلت في جولتها السابقة.

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر في جبهة الساحل الغربي، اليوم الجمعة، إلى أن المعارك في الحديدة امتدت، لتصل إلى أحياء ومناطق في جنوب وشرق المدينة، وأن قوات الشرعية اقتربت من الميناء والكورنيش بشكل قريب من توغلها في كيلو 7 القريب منهما، فضلاً عن الدخول إلى شارع صدام ودواري السفينة والمكان، والسيطرة على الخط الرابط بين الحديدة وتعز، ما يزيد من حصار الحوثيين في تعز والحديدة، فضلاً عن التوغل في شارع الخمسين.

إلى جانب ذلك، ذكرت المصادر أن الحوثيين تراجعوا إلى بعض أحياء المدينة، على خلفية المواجهات العسكرية مع ألوية العمالقة، التي تخوض معارك شديدة بدعم طائرات "التحالف"، التي شنت غارات كثيفة ومركزة على مواقع وجود الحوثيين، الذين اضطروا إلى التراجع بفعل الضربات والمواجهات الجارية، التي وُصفت بالأعنف.

ووفق المصادر الميدانية، فإن الحوثيين استخدموا مكبرات الصوت في بعض أحياء مدينة الحديدة، بما فيها استخدام مكبرات الصوت في المساجد، لحشد مقاتلين ودعم مقاتليهم.

وتشتد المواجهات، يوما بعد يوم، ويسعى كل طرف إلى إحراز تقدم، قبل محاولة المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، التقدم في مسألة المفاوضات، بعد فشل الجولة السابقة. 

ولهذا السبب، تدفع قوات الشرعية بغطاء طائرات "التحالف" إلى تحقيق تقدم كبير في الحديدة وسحب ورقة الحديدة التفاوضية من يد الحوثيين، فيما يحاول هؤلاء الدفع بأكبر قدر من مقاتليهم والصمود، كي لا تخرج ورقة الحديدة من يدهم، وفي الوقت ذاته، خسارة واحدة من أهم المناطق التي تدرّ عليهم الإيرادات، وتمكنهم من تهريب الأسلحة.


إلى ذلك، أعلنت مصادر تابعة للحوثيين، الجمعة، مقتل ثمانية أشخاص بغارة جوية للتحالف في محافظة الحديدة، غربي البلاد، بالتزامن مع إعلان التحالف تحطم طائرة عمودية تابعة للقوات السعودية ومقتل قائدها ومساعده في محافظة المهرة شرقي اليمن. 

وذكرت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين أن قتلى مدنيين، قضوا بغارة جوية للتحالف في منطقة "كيلو 16"، المشتعلة بالمواجهات بين قوات الشرعية ومسلحي الجماعة، جنوب مدينة الحديدة.

ولم يتسن على الفور الحصول على تفاصيل من مصادر مستقلة، كما لم يصدر تعليق فوري من التحالف. 

وكانت القوات اليمنية المدعومة من التحالف دشنت، منذ أيام، موجة من العمليات هدفت من خلالها للوصول إلى منطقة "كيلو 16"، على الطريق الواصل بين صنعاء وبين وسط مدينة الحديدة، وتتواصل المواجهات والغارات الجوية بمحيط المنطقة منذ أيام. 

في غضون ذلك، أعلن متحدث التحالف، العقيد تركي المالكي، عن تحطم طائرة عمودية تابعة للقوات السعودية في محافظة المهرة شرقي البلاد. 

وأوضح المالكي، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الطائرة العمودية تحطمت في الثامنة و20 دقيقة، صباح الجمعة، وقال إنها تابعة للقوات البرية الملكية السعودية، وتعرضت لخلل فني، تسبب في سقوطها، ومقتل الطيار ومساعده، وذلك "أثناء قيامهما بمهامهما في مكافحة الإرهاب والتهريب في محافظة المهرة في اليمن"، بحسب قوله. 

اجتماع أمني في عدن

في غضون ذلك، عُقد في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للشرعية، اجتماع أمني وعسكري ضم محافظ الحديدة، رئيس اللجنة الأمنية، الدكتور الحسن علي الطاهر، وقادة الأمن وبعض قادة الألوية، لمتابعة التطورات العسكرية في مدينة الحديدة، والبدء في الاستعدادات لما بعد تحرير المدينة من يد مليشيات الحوثيين.

وأقر الاجتماع خطة أمنية شاملة لتأمين الحديدة بعد انتهاء المعارك فيها، من خلال دعوة رجال الأمن السابقين إلى الانضمام إلى المعسكرات، للاستعداد لتأمين المدينة وبسط الأمن، فضلاً عن تأهيل وتدريب قوات الأمن واستكمال ترقيم وتسجيل المستجدين من أبناء المحافظة، ودمج ثلاثة آلاف من عناصر مقاومة تهامة الموالية للشرعية إلى قوات الأمن، وفق توجيهات الرئيس اليمني.

ومن ضمن الخطة، إنشاء عمليات مشتركة والتنسيق بين الأجهزة كافة، فضلاً عن إعادة ترتيب وضع أقسام ومراكز الشرطة في الحديدة، وإعطاء تصور كامل وشامل عن كل متطلبات وحاجات هذه الخطة، والاستعداد لتنفيذها مع التطورات العسكرية في المدينة، وتمكن قوات الشرعية من تضييق الخناق على الحوثيين داخل المدينة، وفقاً للمجتمعين.

المساهمون