إيران: ترامب يخيّرنا بين الحرب أو العقوبات

إيران: ترامب يخيّرنا بين الحرب أو العقوبات

19 مايو 2019
ترفض طهران التفاوض في ظل العقوبات (Getty)
+ الخط -
رأى مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية، حسام الدين آشنا، مساء اليوم الأحد، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخير بلاده بين الحرب أو العقوبات، مؤكداً أن الشعب الإيراني يواجه هذه السياسة بعزم.

وكتب آشنا، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "حذار! لا تقعوا في خدعة ترامب، فهو يقرع طبل الحرب الأجوف ذا الصوت العالي بقوة، بائعاً تقليل احتمال الحرب بسعرٍ غال، ليرضينا أن نتحمل العقوبات خوفاً من الحرب".

وأضاف "ليعلم (ترامب) أن الإيرانيين سيقفون بوجه ثنائية الحرب أو العقوبات، وعقدوا عزمهم على كسر جميع العقوبات".

ومنذ انسحابها من الاتفاق النووي في الثامن من أيار/مايو 2018، تتبنى واشنطن سياسة فرض عقوبات "شاملة" و"قاسية"، طاولت جميع مفاصل اقتصاد إيران، بغية جرّها إلى التفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل يلبي الشروط الأميركية الـ12 المتصلة بجميع الملفات المرتبطة بهذا البلد، خصوصاً برنامجه الصاروخي ودوره الإقليمي. لكن طهران ترفض التفاوض تحت ضغوط العقوبات والشروط التي تصفها بـ"التعجيزية".

وأقسى هذه العقوبات طاولت قطاع النفط الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، إذ فرضت الإدارة الأميركية ابتداءً من الثاني من شهر مايو/أيار الحالي حظراً شاملاً على هذا القطاع، قبل أن تفرض عقوبات أخرى على قطاع التعدين والصلب، الذي يشكل ثاني مصدر لعوائد البلاد من العملة الصعبة في التاسع من الشهر ذاته.

ورداً على الضغوط الأميركية ومماطلات الشركاء الخمسة المتبقين في الاتفاق النووي، أي الترويكا الأوروبية والصين وروسيا، في تنفيذ التزاماتهم بموجب الاتفاق، بحسب طهران، أعلنت الأخيرة في الثامن من الشهر الحالي بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للانسحاب الأميركي من الاتفاق، عن قرارات "مرحلية" لتعليق تنفيذ بعض تعهداتها النووية، مهددة بالانتقال خلال 60 يوما إلى تنفيذ المرحلة الثانية من قراراتها التي تشمل رفع مستوى تخصيب اليورانيوم وتفعيل مفاعل آراك، في خطوة، إن نفذت، ستمثل انسحاباً غير معلن من الاتفاق.


من جهتها، حاولت الإدارة الأميركية إعطاء نكهة عسكرية لعقوباتها لتسريع مفاعيلها مع الذكرى السنوية الأولى من انسحابها من الاتفاق النووي، لتعلن إرسال حاملة طائرات وقطعات بحرية حربية إلى الشرق الأوسط، وسط التلويح باللجوء إلى الخيار العسكري في مواجهة طهران، الأمر الذي رفع حظوظ مواجهة عسكرية بين الجانبين، إلا أن نذر وقوع هذه المواجهة تراجعت خلال الأيام الأخيرة، بعد تأكيدات الطرفين عدم رغبتهما في الحرب.

إلا أن طهران لا تزال تحذر من أن أطرافاً ثالثة تسعى إلى إشعال فتيل حرب بينها وبين واشنطن. ويأتي وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في مقدمة المحذرين، متهماً في هذا الصدد من سمّاهم مجموعة "ب"، في إشارة إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووليّ عهد السعودية والإمارات، محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

في موازاة ذلك، تتهم الإدارة الأميركية إيران بتحريك حلفائها في المنطقة لضرب مصالحها، وتطلب من العاملين "غير الأساسيين" في سفارتها في العاصمة العراقية بغداد وقنصليتها في أربيل شمالي العراق مغادرة البلاد فورا.

كما أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية، تحذيراً للخطوط الجوية التجارية في الولايات المتحدة تنصح فيه بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان.

وقالت الإدارة في التحذير الذي نشرته في وقت متأخر من مساء الجمعة، إن الخطوة تأتي وسط "تزايد في الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية في المنطقة مما يشكل خطراً متزايداً على عمليات الطيران المدني الأميركية بسبب احتمالات إساءة التقدير أو اللبس في تمييز هوية الطائرات".

المساهمون