فصائل ليبية تتنافس على "اللواء السابع"... من يكون؟

فصائل ليبية تتنافس على "اللواء السابع" في طرابلس.. من يكون؟

01 سبتمبر 2018
اللواء السابع سيطر على مواقع مهمة بطرابلس(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
رغم إعلان وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني الليبية، عبد السلام عاشور، في وقت متأخر ليل البارحة الجمعة، بدء سريان وقف إطلاق النار بين الفصائل المتناحرة، جنوب شرق العاصمة طرابلس، إلا أن اللواء السابع، من مدينة ترهونة، لا يزال على موقفه من مواصلة القتال، مبررًا موقفه هذا بالسعي لـ"تطهير طرابلس من دواعش المال العام"، حسب زعمه.

ولا يزال غموض وحذر شديد يشوب الأوضاع، وسط جهود يبذلها الهلال الأحمر، وفرق طبية تابعة لوزارة الصحة، لإنقاذ العالقين والجرحى وسط مناطق الاشتباك المسلح، في حين أكدت وزارة الصحة بحكومة الوفاق أنها لا تزال مستمرة حتى صباح اليوم السبت، مبينة أن حصيلة قتلى وجرحى المعارك، طيلة الأيام الماضية، ارتفعت لتصل إلى 39 قتيلًا و119 مصابًا، معظمهم من المدنيين.

وفي الأثناء، أعلنت إدارة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة الدولي بطرابلس وقف حركة الملاحة، منذ مساء أمس الجمعة، وتحويل الرحلات القادمة من خارج البلاد إلى مطار مصراته، بعد سقوط قذائف عدة في محطيه يوم أمس.


على ضوء ذلك، برزت على السطح، منذ مساء الأربعاء الماضي، تساؤلات بشأن هوية اللواء السابع وتبعيته، ومن يدعمه بالسلاح والمقاتلين، بعد أن فاجأ الجميع بقواته التي تمكنت خلال ساعات من اقتحام العاصمة طرابلس، والوصول إلى مناطق قريبة من قلبها، قبل أن تتأخر لتتمركز في جنوب شرقها، مسيطرة بذلك على مواقع عسكرية مهمة، بينما لم تتمكّن كل قوات حكومة الوفاق مجتمعة من ردها خارج المدينة.

"فجر ليبيا" يؤيّد "اللواء السابع"

وبدأت التساؤلات تحديدًا منذ ظهور قائد عملية "فجر ليبيا"، صلاح بادي، في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، معلنًا فيه تأييده لأعمال اللواء السابع، ووصول قواته إلى طرابلس ومشاركتها في الحرب تحت الشعار ذاته الذي رفعه اللواء السابع، وهو "تطهير طرابلس من دواعش المال العام"، لتتوارد أنباء عن تبعية قوات ترهونة لحكومة الإنقاذ السابقة، التابعة للؤتمر الوطني السابق، التي يواليها بادي، لا سيما أن كلمته المرئية جاءت بعد ساعات فقط من خروج مفتي البلاد المقرب هو الآخر من المؤتمر الوطني، الصادق الغرياني، في كلمة متلفزة، يؤيد فيها القتال "من أجل رفع الظلم عن أهالي طرابلس".



لكن تلك الأنباء تقاطعت معها أنباء أخرى، مساء الخميس، عبر لقاءات تلفزيونية، من شرق البلاد، إذ أكد النائب بمجلس النواب في طبرق، علي التكبالي، المعروف بولائه للواء المتقاعد خليفة حفتر، بأن اللواء السابع تابع لـ"الجيش الوطني"، في إشارة إلى قوات حفتر.


أنصار القذافي يتبنون "اللواء السابع"

وحتى ساعات أمس الجمعة، ظلّ اللواء السابع صامتًا أمام كل تلك الأنباء، قبل أن يظهر "أحمد قذاف الدم"، أبرز مساعدي الرئيس الراحل معمر القذافي، ومنسق العلاقات الليبية المصرية السابق، ليل الجمعة، ليعلن أن أنصار القذافي يؤيدون اللواء السابع وأنهم وراءه، وهو ما أجبر قوات ترهونة على الخروج ببيان رسمي ينفي كل تلك الأنباء.

بيان اللواء يعيد حالة الغموض

وأكد اللواء السابع، في بيانه الذي صدر في ساعة متأخرة ليل الجمعة ــ السبت، عدم تبعيته لـ"لقوات الكرامة وفجر ليبيا"، وعن هويته قال: "نحن جيش نظامي ينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية، ويتبع الحكومة التي يتفق عليها الليبيون"، ليعيد حالة الغموض حول هويته وتبعيته لدائرة الصفر مجددًا.

ويؤكد اللواء السابع على أنه "مكون من ضباط وضباط صف وجنود نظاميين يخوضون حربًا لتطهير العاصمة طرابلس من دواعش المال العام، وممن رهن مصير البلاد للخارج".

من يكون؟

تكون اللواء السابع بقرار رسمي من وزارة دفاع حكومة الوفاق، وحل أيضًا بقرار آخر، في إبريل/ نيسان الماضي من الجهة ذاتها، وكان يعرف قبل ذلك بـ"مليشيا الكانيات"، ويضم عددًا من الفصائل القبلية المسلحة التي تكونت بسبب خلافات داخلية انتهت إلى اقتتال راح ضحيته العشرات خلال السنتين الماضيتين، لكن مجموعة "الكانيات" تمكنت من السيطرة على باقي أسلحة الفصائل الأخرى، لا سيما "كتيبة الأوفياء"، التي كانت تسيطر على المدينة، بسبب قربها من أبرز مسؤولي المؤتمر الوطني العام، عبد العليم الساعدي، مقرر المؤتمر، الذي دفعها للمشاركة في حروب "فجر ليبيا" عام 2014.

ونفّذ اللواء السابع عمليات قتالية عدة خارج المدينة، لا سيما في القربولي المحاذية لها، التي تمثل المدخل الرئيسي الشرقي للعاصمة، كما تمثل أهمية كبيرة أيضًا بالنسبة لتجار ومهربي البشر، لتتمكن من السيطرة عليها منذ مطلع العام الحالي، واصطدمت مرات عدة مع قوة ثوار طرابلس التي يقودها الملازم هيثم التاجوري، التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، في جنوب شرق العاصمة.

القادة العسكريون للواء

ويتزعم اللواء السابع محمد الكاني، وهو رجل عسكري ينتمي للتيار المدخلي السلفي، ويتولى رئاسة المجلس العسكري للمدينة.

كذلك يتولى إخوة محمد الكاني قيادة محاور القتال حاليًا، فمحسن (33 عامًا)، وهو أبرزهم، يقود محورًا تمكن من خلاله من السيطرة على معسكر اليرموك الاستراتيجي، المقر السابق لوزارة الدفاع بحكومة الوفاق، ومقرات عسكرية أخرى.

كما أن أخويه عبد الرحيم (37 عامًا) وعبد العظيم (17 عامًا) يقودان محاور أخرى في القتال الحالي بطرابلس، بينما يتولى إخوته الباقون مناصب بالمدينة، مثل الأخ الأكبر عبد الخالق، الذي يعتبر من أبرز وجاهات المدينة القبلية، ومعمر (40 عامًا) الذي يشغل منصبًا مسؤولًا بوزارة المالية في حكومة الوفاق، كما يعود إليه البت في قرارات المصارف والبلدية بالمدينة.

تشكيلاته العسكرية

تكشف تصريحات العضو المستقيل من مجلس النواب عن ترهونة، محمد العباني، جزءًا من غموض مكونات وتبعية هذه القوة، إذ يؤكد أن اللواء السابع تكون بقرار رسمي من وزير دفاع حكومة الوفاق السابق، المهدي البرغثي، قبل أن يحل اللواء من قبل حكومة الوفاق في إبريل/نيسان الماضي.

وقال إن "قوام اللواء السابع 5000 عسكري، منهم 1000 عسكري من اللواء 22، وهو من ألوية النظام السابق، بما في ذلك آمر اللواء العميد الصيد الجدي".

وأكد العباني التحاق العسكريين القدامى من اللواء 32 المعزز و"كتيبة امحمد"، وهما من أبرز كتائب القذافي، باللواء. وعن تبعات حل اللواء بقرار من حكومة الوفاق، أكد أن القرار لم ينطبق على اللواء 22 لأنه "تابع للقيادة العامة للقوات المسلحة بقيادة القائد العام المشير خليفة حفتر"، في إشارة إلى القوات التي يقودها حفتر شرق البلاد.

وبيّن العياني، كذلك، أن ترهونة، المدينة التي ينتمي إليها اللواء المذكور، "تغذي الجيش الليبي (قوات حفتر) بما يزيد عن 33.4% من مجمل قواته". ​

المساهمون