بعد مقتل البغدادي... عودة مقاتلي "داعش" تقلق السلطات الألمانية

بعد مقتل البغدادي.. تجدد القلق في ألمانيا حول عودة مقاتلي "داعش"

02 نوفمبر 2019
زادت الهواجس والانتقادات السياسية للحكومة الألمانية (فرانس برس)
+ الخط -
جاءت تصريحات رئيس الاستخبارات الخارجية الألمانية برونو كال، خلال جلسة استماع عقدت، أخيراً، داخل البوندستاغ (البرلمان)، والتي أشار فيها إلى تزايد مخاطر التهديد الإرهابي في حال عودة مقاتلي "داعش" الألمان، لتزيد الطين بلة على النقاش الدائر أساساً في البلاد، حول ضرورة استعادتهم مع أقاربهم بطريقة منظمة قبل محاكمتهم.


يأتي ذلك على وقع تهديدات أطلقها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اليوم السبت، والذي اعتبر أنّ بلاده ليست فندقاً لعناصر التنظيم الإرهابي من الأجانب.

وإزاء هذا الوضع المستجد، وبعد مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، زادت الهواجس والانتقادات السياسية للحكومة الألمانية، وسط مخاوف، كذلك، من الرغبة بالانتقام بين مؤيدي "داعش"، بعد أن حذر الأخير في رسالة صوتية، الخميس الماضي، من أنه "سيواصل مهامه".

وطالب السياسي عن الحزب "الليبرالي الحر" شتيفان توما، بضرورة "اتخاذ اجراءات والتأهب لعودة سرية وغير منظمة لهؤلاء المقاتلين، مع تراجع الحراسة المشددة على مراكز احتجازهم من قبل الأكراد المنشغلين في مواجهة عسكرية مع الأتراك" في سورية. مع العلم أنّ السلطات الأمنية الألمانية صنفت، في سبتمبر/ أيلول الماضي، 688 إسلامياً أنّهم "جناة مزعومون في مجال الجريمة ذات الدوافع السياسية، وقد يتسببون بهجمات إرهابية خطيرة".

إلى ذلك تشير تقارير إلى خطر بعض النساء في تنظيم "داعش"، لأنّ أعداداً منهن تمكنت من الفرار بعد دفع رشوة، الأمر الذي سيشكل خطراً أمنياً على ألمانيا، وفق معلومات تتوارد إلى وزارة الداخلية الاتحادية، بحسب ما ذكرته صحيفة "برلينر مورغن بوست" أخيراً، إلا أنّ كال قال إنّه "حتى الآن ليس هناك تأكيدات حول فرار مقاتلين شاركوا أو شهدوا معارك وفظائع مع التنظيم".

في المقابل، تحدث مراسل مجلة "دير شبيغل" في الشرق الأوسط كريستوف رويتر، في حديث مع "دويتشه فيله" عن أنّ "البروباغندا الأميركية والكردية تفعل فعلها لتغذي الخشية من خطورة فرار المقاتلين من المعتقلات، وهذا غير صحيح"، بحسب قوله، مشيراً إلى أنّ "من فر، فقط، عدد قليل من النساء وتم إلقاء القبض عليهن لاحقاً، ونقلت أخريات إلى سجون أخرى بفعل قرب المواجهات العسكرية بين الجانب التركي وقوات حماية الشعب الكردية من مراكز احتجازهن"، كما قال.


وبخصوص رفض السلطات الألمانية استرداد مقاتلي "داعش" ومحاكمتهم، لفت رويتر إلى أنّ المخابرات الألمانية استجوبت سابقاً بعضاً من المقاتلين الألمان في تلك المعتقلات، واستنتج قائلاً إنّ "الأمر يعود لغياب الإرداة السياسية لنقل هؤلاء المواطنين الألمان ليمثلوا أمام القضاء الألماني"، مشيراً إلى أنّ حجة عدم وجود تمثيل قنصلي في سورية "هي حجة واهية".


وأضاف أنّ هناك "واجباً أخلاقياً على الأقل بأن تسترد السلطات الألمانية الأطفال الذين يعيشون في تلك المعسكرات مع أشخاص يتبنون الفكر الداعشي"، واصفاً ما يحصل بـ"الفضيحة السياسية"، حيث لم يتم استقبال سوى 3 أو 4 أطفال من أصل 120 متواجدين هناك مع 111 من أهاليهم، والذين ينتمون إلى "داعش"، ويأتي ذلك من منطلق أنّ هناك التزام تجاه حاملي الجنسية الألمانية.