بعد تفجير "الصقر"...حراك برلماني عراقي لاستعادة السيطرة على الأجواء

بعد تفجير "الصقر"... حراك برلماني عراقي لاستعادة السيطرة على الأجواء

15 اغسطس 2019
الأجواء العراقية خارجة عن سيطرة الدولة (Getty)
+ الخط -
كشفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، عن حراك لسيطرة العراق على أجوائه وتحديد حركة الطائرات العسكرية الأجنبية فيها، مؤكدة أن الإجراء يتعلق بالسيادة على أجواء البلاد. بينما قلّل مسؤولون من قدرة الحكومة على ذلك.

ويأتي هذا الحراك عقب انفجار ضخم وقع الأسبوع الماضي، داخل معسكر لمليشيات "الحشد الشعبي" بالعاصمة بغداد، وفي منطقة سكنية، ما تسبب في تطاير صواريخ وشظايا وقذائف طاولت المنازل القريبة، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 29 آخرين. واتهمت أطراف في مليشيات "الحشد"، الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، بالوقوف وراءه، عبر طائرات مسيرة.

وقال رئيس لجنة الأمن البرلمانية، محمد رضا، في تصريح صحافي، اليوم الخميس: "هناك إجراء مهم جداً سيتم إصداره يتعلق بالسيادة الجوية وحركة الطائرات العسكرية في الأجواء العراقية".

وبيّن أنّ "السيطرة على حركة الطيران العسكري ستجعلنا قادرين على تمييز أي حوادث تحصل، كما حصل في معسكر صقر، لأننا لا نعلم هل هو حادث عرضي أم أنه استهداف جوي، وهو الذي نرجحه بشكل أولي، حتى ظهور نتائج التحقيق الرسمي بشكل واضح".



وأكد أن لجنته "تابعت، ومنذ اللحظات الأولى، ما حصل في معسكر الصقر، ودعونا إلى أمرين هامين، أولهما إفراغ المدن من المعسكرات، والثاني ضرورة اتخاذ الحكومة إجراءً سريعاً لمنع الطيران العسكري من التحليق في الأجواء العراقية من دون موافقة عراقية، لاستكمال السيادة على أجوائنا وأراضينا".

وأشار رئيس لجنة الأمن البرلمانية إلى "وجود ضرورة لإفراغ المدن من مخازن الأسلحة، سواء التابعة للحشد أو للقوات الأمنية، خاصة الأسلحة التي لديها مديات بعيدة، كالصواريخ والعتاد الثقيل"، مؤكداً أن "هناك اجتماعات مستمرة بين رئيس الحكومة عادل عبد المهدي والقيادات الأمنية، بغية إيجاد بدائل لنقل المعسكرات التي تحتوي على أسلحة وعتاد ثقيل داخل المدن".

وتعد الأجواء العراقية خارجة عن سيطرة البلاد، في ظل تحرك الطيران الأميركي وطيران التحالف فيها، من دون التنسيق المباشر مع الجانب العراقي، كما أنّ إيران متهمة باستغلال الأجواء العراقية لتقديم الدعم العسكري للنظام السوري، الأمر الذي يعقّد من إمكانية تحديد ذلك أو منعه.

في السياق، أكد مسؤول عراقي رفيع في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ضغوطا متصاعدة من قبل كتل ومليشيات مسلحة على رئيس الوزراء، لتقييد الطيران في الأجواء العراقية، واستيراد منظومة الرادار الروسية بأسرع وقت ممكن".

ولفت المسؤول عينه، إلى أن "هناك اتهامات بأن التفجيرات المتكررة في معسكرات "الحشد" ناجمة عن غارات صهيونية أو أميركية تتم بطائرات من دون طيار".

واعتبر أنّه "في الوقت الحالي لا قدر تقنية للعراق على ضبط أجوائه ومراقبة الطائرات، كما أنه لا غنى له عن الطيران الأميركي العسكري، سواء بالرصد والمراقبة في المناطق الحدودية والصحراوية مع سورية، أو بالضربات الجوية التي يبلغ معدلها ثلاث ضربات في الأسبوع، توجه ضد أهداف إرهابية"، وفقاً لتعبيره.

في المقابل، قال زعيم مليشيا "كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي"، إحدى الفصائل المسلحة المرتبطة بـ"الحرس الثوري" الإيراني، في تغريدة له على موقع تويتر، "بالقرار الجريء الذي اتخذه دولة رئيس الوزراء بمنع الطيران المسير الأميركي في الأجواء العراقية، تكون الدولة العراقية قد خطت خطوات واسعة نحو السيادة الكاملة".

ولم يرد أي تأكيد أو نفي حكومي رسمي أو عسكري على هذا الإعلان، إلا أن مسؤولا في مكتب رئيس الوزراء العراقي قال لـ"العربي الجديد"، برد مقتضب على ذلك، إنه "لم يسمع شيئا عن ذلك حتى آخر 24 ساعة الماضية"، وأن "الموضوع ليس بهذه البساطة".