تدريب عسكري أردني يعكس ارتفاع مستوى التوتر مع إسرائيل

تدريب عسكري أردني يعكس ارتفاع مستوى التوتر مع إسرائيل

03 ديسمبر 2019
طائرات مقاتلة وعمودية تشارك في التمرين العسكري (Getty)
+ الخط -
حظي تدريب عسكري أجرته القوات المسلحة الأردنية، الاثنين، بعنوان "سيوف الكرامة" باهتمام واسع لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، كون التدريب أقيم قرب حدود المملكة الغربية، وظهرت فيه خريطة للحدود الأردنية مع الاحتلال الاسرائيلي، ومنطقة البحر الميت ومنطقة غور الأردن.

ويستمد التدريب، الذي حضره العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وكبار المسؤولين الأردنيين، اسمه من "معركة الكرامة" التي جرت عام 1968 وانتهت بتفوق أردني على جيش الاحتلال. وكان ملك الأردن قد وصف العلاقات مع إسرائيل بأنها "تمر في أسوأ حالاتها حالياً"، كما عبر عن غضبه الشديد من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، منذ إعلان الأخير عن نيته ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى إسرائيل.
واشتمل التمرين على تنفيذ معركة دفاعية لسلاح المدفعية، والطائرات المقاتلة والعمودية، لتدمير مقدمات العدو والجسور التي يمكن أن يستخدمها نقاط عبور، إلى جانب رمايات من الأسلحة المختلفة.
وفي  التمرين الذي حضره عدد من الملحقين العسكريين لدى الأردن، ظهر العاهل الأردني والحضور أمام مجسم يمثل الحدود الأردنية الإسرائيلية، والمناطق التي من المفترض أن يحاكيها التمرين العسكري، وأبرزها منطقة البحر الميت.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني اللواء المتقاعد جلال العبادي، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن "القوات المسلحة الأردنية يجب أن تبقى بشكل دائم على أهبة الاستعداد رغم وجود معاهدات مع إسرائيل"، مشددا على أنّه "لا أمان لإسرائيل، ومن الممكن أن تقوم في أي وقت بعملية عسكرية تخدم مصالحها".

ويرى العبادي "ضرورة أن تبقى القوات المسلحة بمنأى عما يجري في المباحثات السياسية"، مبيناً أنّ "هذا التمرين يحاكي صد عدوان إسرائيلي غير مستبعد من الغرب"، مشيراً إلى أن "الحكومة الإسرائيلية لم تتشكل بعد، ويمكن استغلال أي قرار وتصرف لخدمة الأحزاب المتنافسة ومصالحها".
كما شدد على "ضرورة أن يتم تكثيف التمارين قرب خطوط المواجهة، من أجل التأكيد على أن الأردن مستعد لمواجهة أي موقف وأي ظرف طارئ".


وتمر العلاقات الأردنية الإسرائيلية بفترة توتر، أخيراً، على خلفية الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى والاعتداءات على قطاع غزة، فضلاً عن الظروف الإقليمية بشكل عام، في وقت يُحاكم فيه متسلل إسرائيلي أمام محكمة أمن الدولة الأردنية

وكان العاهل الأردني قد أعلن، الشهر الماضي، انتهاء العمل بملحق خاص في منطقة الغمر، وآخر في منطقة الباقورة (شمالاً)، ضمن اتفاق السلام الموقع بين إسرائيل والأردن عام 1994، وأجرى زيارة للمنطقتين بعد ذلك.
وعزت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التوترات العلنية لأسباب أخرى "داخلية" في الأردن، زاعمة أنّ "الملك عبد الله يواجه ضغوطاً شديدة جراء استضافة أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وسط شحة المساعدات الاقتصادية من السعودية ودول الخليج، وعدم سماح نظام بشار الأسد بتجديد الخطوط التجارية بين الأردن وتركيا عبر أراضيه، علاوة على الاحتجاجات الداخلية ضد رفع الضرائب والمطالبات بزيادة الرواتب".

المساهمون