جدل بين المعارضة السورية بعد تسليم جثة الطيار الروسي

جثة الطيار الروسي في موسكو والمعارضة السورية تنفي صلتها بتسليمها

07 فبراير 2018
أعلنت موسكو تسلم جثة الطيار (فديم سافيتسكي/Getty)
+ الخط -

أثارت الأنباء عن تسليم جثة الطيار الروسي، الذي أسقطت طائرته قبل أيام في سماء محافظة إدلب السورية، للسلطات الروسية، جدلاً بين فصائل المعارضة، وفي الساحة السورية، إذ نفت معظم الفصائل مسؤوليتها عن العملية، التي لاقت استهجاناً ورفضاً في أوساط المعارضة، خصوصا في ظل آمال عقدت على مبادلة كانت من الممكن أن تحصل يُفرج بموجبها عن المعتقلين في سجون النظام.

وقال قائد جيش "العزة"، التابع للمعارضة السورية، الرائد جميل الصالح، إن "من حق جميع السوريين معرفة سبب تسليم جثة الطيار الروسي"، معتبراً أن "هذا أمر يتعلق بالجميع، الشهداء من أبناء هذا الشعب ويحق لهم معرفة مصير القاتل، الشعب هو وليّ الدم".

وشدد الصالح على أنه "إذا صح خبر التسليم فعلى القائمين عليه إعلان التفاصيل".

بدوره، دعا الداعية والمعارض السوري، عبدالرزاق المهدي، إلى ضرورة التحقق والتثبت من قضية تسليم الطيار الروسي القتيل في إدلب إلى بلاده عبر تركيا.

وقال المهدي، وهو شرعي سابق في "هيئة تحرير الشام"، في تدوينة على حسابه بـ"تلغرام"، إنّ "كل من ساهم أو شارك في تسليم جثة الطيار، عليه أن يفصح عن نفسه بكل وضوح، مع ذكر السبب الذي دعاه إلى تسليم الجثة، وأن يذكر المستند الشرعي الذي دعاه إلى ذلك، وأن لا يؤدي الخلاف في هذه القضية إلى نزاع وقتال".




وكانت السلطات الروسية أعلنت، أمس الثلاثاء، تسلّمها جثة الطيار الروسي الذي أُسقطت طائرته في ريف إدلب الشرقي قبل أيام.

من جهتها، اتهمت "هيئة تحرير الشام" التي تبنت إسقاط الطائرة، "فصيلاً ثورياً"، لم تسمه، بتسليم الجثة، متعهدة بمعاقبة الفاعلين.

وقالت الهيئة، في بيانٍ لها نشرته عبر قناتها الرسمية على "تليغرام"، إنّ "الطيار سقط سقوطًا حراً قبل اصطدامه بالأرض ومقتله على الفور، وعند توجهنا إلى مكان سقوط الطيار لاستعادة جثته، كانت الجثة قد اختفت من المكان تماماً، ولم نجد بالأرض إلا بعض مقتنيات الطيار".

وتابع البيان "علمنا بعد ذلك أن أفراد أحد الفصائل الثورية هم من حصلوا على جثة الطيار، فوجهنا لهم طلباً رسميّاً لتسليمنا جثته، والذي يعتبر من حقنا الشرعي والعرفي، لاستخدامها في تحقيق مكاسب مثل إخراج المعتقلين وتبادل الأسرى، لكن الفصيل لم يستجب لطلبنا، لنفاجأ اليوم بوصول جثة الطيار الروسي إلى موسكو من دون أي مقابل، ليخيب أمل مئات بل آلاف الأسر التي استبشرت بما قد تحققه عملية تبادل كتلك"، بحسب البيان.

واختتمت "الهيئة"، بيانها، بالتأكيد على أنها ما زالت تحتفظ بجثث خمسة طيارين روس سقطت طائرتهم في أغسطس/آب 2016، وما زال ملف التفاوض عليه قائماً، وأنها لن تسلم أي جثة للمحتلين الغزاة إلا مقابل تحرير أكبر عدد ممكن من الأسرى".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، أمس، استعادة جثمان الطيار الروسي، عبر عملية استخباراتية بالتنسيق مع تركيا، من دون أن تفصح عن الجهة التي سلمتها الجثمان.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً بين روادها، بسبب تسليم جثمان الطيار الروسي المقتول في إدلب لبلاده.

ورأى سياسيون وناشطون سوريون، أن تسليم جثمان الطيار الروسي، ضيّع فرصة كبرى للتفاوض من أجل إخراج مئات المعتقلين والأسرى من سجون النظام السوري.



المساهمون