الغنوشي يطالب بإشراك تونس في مؤتمر برلين حول ليبيا

الغنوشي يطالب بإشراك تونس في مؤتمر برلين حول ليبيا

26 نوفمبر 2019
الغنوشي يسعى إلى استثمار الدبلوماسية البرلمانية (فيسبوك)
+ الخط -
دعا رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، اليوم الثلاثاء، الحكومة الإيطالية إلى دفع الأطراف الأوروبية الفاعلة في مشاورات الوصول لحل للصراع الليبي، إلى إشراك تونس في مؤتمر برلين المزمع عقده حول الأزمة، الشهر المقبل، "وذلك بالنظر إلى موقع تونس ودورها في تجاوز الأزمة الراهنة".

جاء ذلك في رسالة سلمها الغنوشي للسفير الإيطالي بتونس لورنزو فانارا، لإيصالها إلى بلاده في لقاء جمعهما في قصر البرلمان، اليوم الثلاثاء.
وأكد السفير أنّ موقف رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي "داعم لحضور تونس ومشاركتها في هذا المؤتمر نظراً لأهمية موقع تونس ومكانتها ودورها الإيجابي تجاه أطراف النزاع الليبي".
وشدد فانارا، بحسب بيان صادر عن رئاسة البرلمان التونسي، على "أهمية دور تونس في حل الخلاف في ليبيا"، مشيراً إلى أنّ "الحكومة الإيطالية تعتبر تونس طرفاً رئيسياً في حل المشكلة الليبية وهو ما يستدعي مشاركتها في مؤتمر برلين".
من جهته، أكد الغنوشي أنّ "استقرار ليبيا وسلامة شعبها الشقيق يعدان في صدارة اهتمام تونس"، مشدداً على أهمية مشاركة تونس في مؤتمر برلين. وفيما أكد أنّ تونس "تقف على نفس المسافة من طرفي الخلاف في ليبيا"، شدد على أنّ "الحل في ليبيا يجب أن يكون حلاً سلمياً يقوم على الحوار وتغليب العقل على الحلول العسكرية".


وبخصوص معارك طرابلس، بعد الهجوم الذي شنه اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية، في إبريل/ نيسان الماضي، قال السفير الإيطالي إنها أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 200 شخص وتهجير 18 ألف شخص وإجبارهم على مغادرة منازلهم بحسب الإحصاءات الأممية.
وأشار إلى أن "الجهود الدولية مستمرة لدعم الحل السياسي في ليبيا من خلال تظافر جهود مختلف الأطراف الدولية لحل الأزمة الراهنة من خلال دعوة جميع الفرقاء المختلفين للحوار وتشجيعهم على الحفاظ على سلامة الأراضي الليبية وحماية شعبها".

ورجّح المحلل السياسي عبد المنعم المؤدب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "تشهد الدبلوماسية التونسية نقلة في مستوى بوصلة مواقفها الخارجية بعد ترؤس الغنوشي البرلمان"، مشيراً إلى "شغف الرجل بقيادة الحراك الدبلوماسي من موقعه في رئاسة حزب النهضة سابقاً، والذي سيأخذ منحى رسمياً بقيادته سفينة الدبلوماسية البرلمانية".
واعتبر أنّ "مسعى الغنوشي الدبلوماسي بطرق أبواب غرفة الكبار المجتمعين في برلين حول قضية الجوار الليبي، فيه جرأة تنبئ بمواقف لاحقة لتونس في عام 2020 من خلال فرض موطئ قدم في المؤتمر"، معتبراً أنّ "حضور تونس والجزائر سيزيد من فرص نجاح أعمال المؤتمر" الذي لم يتم تحديد موعده بعد.
ورجّح المؤدب أنّ "موقع تونس من أطراف النزاع ومن مختلف المتدخلين سيعزز حظوظ الغنوشي للحصول على كرسي لفائدة تونس في فعاليات المؤتمر، وسيوظفها للعب أدوار دولية أوسع".