التمويل الأميركي يهدد بعثة المينورسو إلى الصحراء

التمويل الأميركي يهدد بعثة المينورسو إلى الصحراء

14 فبراير 2018
التقليص لن يوقف عمل البعثة الأممية (فاضل سينا/فرانس برس)
+ الخط -
أفاد موقع المونيتور الأميركي، الذي يعنى بأخبار الشرق الأوسط، بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب قررت بمناسبة الموازنة المالية للعام المقبل خفض مساهمة واشنطن في تمويل البعثة الأممية إلى الصحراء "المينورسو" بـ10 ملايين دولار، حيث تقلص مبلغ المساهمة الأميركية من 18.4 مليون دولار إلى 8.4 ملايين دولار، أي بنسبة تتجاوز النصف.

ويأتي قرار خفض نفقات المساهمة في بعثة المينورسو بالصحراء في سياق تقليص دعم الولايات المتحدة لبعثات أممية في عدد من مناطق العالم، مثل لبنان الذي ستتراجع المساهمة الأميركية للقوات الأممية هناك بـ 62 مليون دولار، من 146 مليونا إلى 84 مليون دولار، وهو التخفيض الذي طاول أيضا البعثة الأممية في الجولان، ضمن 14 بلدا شملهم القرار الأميركي.

ومن المرتقب أن يفضي تقليص مساهمة الولايات المتحدة الأميركية في سداد نفقات بعثة المينورسو إلى الصحراء، إلى التخفيض من الموظفين المدنيين للبعثة الأممية، في الوقت الذي يعمل فيه المبعوث الأممي الجديد هورست كولر على إعادة الدينامية للمينورسو، والاستمرار في تطبيق وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو.

وتواصل البعثة الأممية في شقها العسكري عملية الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار منذ سنة 1991 بين طرفي نزاع الصحراء، فيما ظهرت مؤخرا خلافات بين المغرب والبوليساريو في منطقة الكركرات الحدودية كادت تجهض الاتفاق، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى مطالبة الطرفين باحترام الاتفاق، وشدد على البوليساريو خصوصا للانسحاب من المنطقة.

وحول تأثيرات قرار ترامب بخصوص تقليص مساهمة واشنطن في المينورسو، أكد الخبير في العلاقات الدولية الدكتور سعيد الصديقي أن "ذلك لن يؤثر على المسار الأممي لحل قضية الصحراء"، مضيفا أنه "إذا واجهت منظمة الأمم المتحدة صعوبات في التمويل، فقد تضطر إلى تخفيض عدد موظفي البعثة، لكنها لن توقف عملها إطلاقا".



وتابع الصديقي شارحاً في تصريحات لـ"العربي الجديد": "إذا كانت منطقة الصحراء لا تشكل أهمية إستراتيجية للإدارة الأميركية في عهد ترامب، فإن أي وقف لمسلسل التسوية السلمية والإخلال بالوضع القائم ستكون له آثار أمنية واجتماعية واقتصادية كبيرة على أوروبا".

وخلص المحلل ذاته إلى أن "دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما فرنسا وإسبانيا، لن تتخلى عن هذا المسار السلمي لحل نزاع الصحراء"، مكملا بأنه "رغم أنها لا تتوقع نجاحه، إلا أنها ترى أن الحفاظ على الوضع الراهن في الصحراء والمنطقة المغاربية عموما أسلم الخيارات الممكنة".

وفيما دعا المبعوث الأممي الجديد إلى مفاوضات ثنائية تجرى في برلين بين المغرب وجبهة البوليساريو المطالبة بتقرير مصير من تسميه "الشعب الصحراوي"، بخلاف الرباط التي تدعو إلى حل الحكم الذاتي الموسع للصحراويين، فإن المملكة تصر إلى حدود اليوم على أن المفاوضات ليست مباشرة مع البوليساريو.