الجزائر: الجيش يجدّد رفضه "الشروط المسبقة" لهيئة الحوار

الجيش الجزائري يجدد رفضه "الشروط المسبقة" لهيئة الحوار

06 اغسطس 2019
المعارضة تضع شروطاً للحوار (Getty)
+ الخط -
فيما تتمسك هيئة الحوار في الجزائر بتنفيذ شروط تهدئة، يبدو أن الجيش حسم قراره في هذا الأمر بالرفض القاطع الذي لا عودة عنه، عبر تجديده رفض أي شروط مسبقة للحوار السياسي.

وجدّدت قيادة الجيش، اليوم الثلاثاء، رفضها فكرة الشروط المسبقة و"تدابير التهدئة"، التي تقدمت بها لجنة الحوار والوساطة التي ينسقها كريم يونس وتضم عدداً من الشخصيات الوطنية. كما هاجمت بحدّة كل طرف يدعو إلى تدابير تهدئة والإفراج عن ناشطين موقوفين.

ونشرت مجلة "الجيش"، لسان حال المؤسسة العسكرية، افتتاحية شدّدت فيها على رفض الشروط المسبقة للحوار.

وجاء في الافتتاحية "وبما أن الغاية من الحوار الوطني المرتقب مفادها البحث عن السبل الكفيلة بتنظيم الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال، فإن ذلك يستدعي بالضرورة رفع مستوى النقاش وتحاشي الخوض في المسائل الثانوية والابتعاد عن طرح شروط مسبقة وإملاءات غير قانونية، طالما أن ذلك يتعارض تماماً مع المصلحة العليا للوطن".

وكان كريم يونس قد جدد، اليوم الثلاثاء، في حوار لإذاعة محلية تمسكه بالمطالبة بإجراءات تهدئة، وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الضغوط على الصحافة والإعلام وتخفيف التضييق على التظاهرات وإنهاء غلق العاصمة يوم الجمعة.

ويخمن الجيش أن فكرة تدابير التهدئة جاءت بإيعاز من مجموعات مقرّبة مما يصفها بـ"العصابة"، في إشارة إلى النظام السابق والقيادة السابقة لجهاز المخابرات.

وقالت المجلة إنه يتعين "وضع العصابة التي ظلت تروج لأفكار خبيثة تبنتها جهات تدور في فلكها، تستهدف استقلالية العدالة ومحاولة التأثير في قراراتها، وتتعلق أساساً بالدعوة لإطلاق سراح الموقوفين، من بين الذين تعدوا على رموز ومؤسسات الدولة وأهانوا الراية الوطنية"، معتبرة أن "ذلك في محاولة مفضوحة لمنح فرصة للعصابة وأذنابها من أجل التملص من العقاب والعودة إلى زرع البلبلة والتأثير في مسار الأحداث".

استنكرت مجلة "الجيش" المطالبة بتخفيف الإجراءات الأمنية، متسائلةً "وإلا فكيف يمكن تفسير مطالبة البعض بإعادة النظر في الإجراءات الأمنية المتخذة بمداخل العاصمة والمدن الكبرى؟ مع أن الجميع يدرك يقينا أن تلك الإجراءات الأمنية المحكمة إنما تم وضعها أساساً منذ البداية في إطار التدابير الرامية لمرافقة الشعب وحماية المواطن وسلامته".

وأعطت المجلة الانطباع بوجود مجموعات تستمر في التآمر على الجيش، مؤكدةً أنّ الجيش "سيقف بالمرصاد ضد كل المحاولات الهدامة والنوايا الخبيثة فيما ستبقى الأصوات الناعقة وبقايا عصابات الفساد المالي والسياسي وحتى الأخلاقي تنبش في مستنقعاتها علّها تعثر على قشامات تسترد بها عافيتها ولكن هيهات فحبل الكذب قصير وستكشف للعيان حيثيات مؤامرات محترفي الدسائس وزارعي القلائل مهما طال الزمن أو قصر".

وبالحدّة ذاتها خطاب قائد الجيش، أحمد قايد صالح، اليوم الثلاثاء، الداعين إلى "شروط مسبقة" و"تدابير تهدئة"، واصفاً الدعوة "بالمشبوهة".