تبون يدعو لاستبعاد ملف الصحراء لتجاوز الخلافات مع المغرب

الرئيس الجزائري يدعو لاستبعاد ملف الصحراء لتجاوز الخلافات مع المغرب

19 ديسمبر 2019
تبون تسلم منصبه رسمياً (رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -

أبقى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في خطاب ألقاه عقب تأديته لليمين الدستورية، اليوم الخميس، على المقاربة السياسية نفسها لبلاده في العلاقة مع المغرب، ورمى بالكرة في مرمى الرباط في حال قبلت استبعاد ملف النزاع في الصحراء عن أي تطبيع للعلاقات مع الجزائر.


وقال تبون في كلمته "أعلن بوضوح أن مسالة الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار وهي قضية بيد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي"، مضيفاً أن هذه القضية "يجب أن تبقى بعيدة كل البعد عن العلاقات مع الأشقاء".

وأعلن أنه مهتم "ببناء صرح المغرب العربي الكبير والذي سيظل في قمة اهتمامات الدولة الجزائرية، والحفاظ على حسن الجوار والعلاقات الأخوية والتعاون"، مضيفا "لن يرى الأشقاء أبدا ما يسوؤهم أو يعكر صفوهم".

ويتهم المغرب الجزائر بدعم "جبهة البوليساريو"، الساعية للانفصال عن المغرب في الصحراء.

وأبدى تبون خلال حملته الانتخابية تشدّداً واضحاً في موضوع إصلاح العلاقات مع المغرب، مشترطاً تقديم الرباط اعتذاراً رسمياً قبل فتح الحدود المغلقة منذ عام 1994. وأشار إلى أن هذا الشرط طرحته الدولة الجزائرية منذ تلك الفترة، مؤكداً في المقابل أن قضية النزاع في الصحراء لم تكن سبباً في إغلاق الحدود بين البلدين.

وكان تبون قد طالب خلال حملته الانتخابية المغرب بتقديم اعتذار رسمي للجزائر عن طرد الرعايا الجزائريين وفرض التأشيرة في ديسمبر/كانون الأول 1994، ومنح الرعايا الجزائريين مهلة 48 ساعة للمغادرة بعد تفجير فندق أطلس آسني بمدينة مراكش، والذي اتهم فيه المغرب جهاز المخابرات الجزائرية بتدبيره.

وتجمدت العلاقات الجزائرية المغربية عند سقف علاقات دبلوماسية فاترة منذ ذلك التاريخ وظلت الحدود بين البلدين مغلقة منذ عام 1995 حتى اليوم، برغم الدعوات المتعددة من أطراف ونخب مغربية وجزائرية المطالبة بإنهاء هذا الوضع. ويظل النزاع الدائر بين المغرب وجبهة "البوليساريو" الساعية إلى الانفصال، مستخدمة الأسلوب العسكري منذ عام 1975، اللغم الحقيقي الذي يواجه تبون في علاقات الجزائر الخارجية مع أقرب جيرانها.

في سياق آخر، خص تبون ليبيا بجزء من خطابه، وجدد تمسك بلاده بحماية وحدة أراضيها، مؤكدا أن الجزائر يجب أن تكون شريكة في أي مسار لحل الأزمة، على خلفية استبعادها من مؤتمر برلين المقرر لاحقا حول ليبيا.

وقال إن "الجزائر لن تقبل أبدا أن يتم إبعادها عن أي حل في ليبيا"، مضيفاً "نحن معنيون باستقرار ليبيا أحب من أحب وكره من كره". ودعا تبون "جميع الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم التي تحول دون تحقيق وحدة ليبيا التي يجب أن تظل موحدة".

وعبر تبون كذلك عن أمله في حل أزمات عدد من الدول العربية، وقال "نتطلع لنرى الأشقاء في العراق واليمن وسورية وقد تجاوزوا أزماتهم"، وشدد الرئيس الجزائري على أن القضية الفلسطينية "ستظل ثابتا من ثوابت السياسة الخارجية الجزائرية، وسنظل مع الفلسطينيين حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وندعو المجتمع الدولي لدعم حق الشعب الفلسطيني".


وجدد تبون التزام الجزائر بالعمل مع دول الساحل لبناء السلم والأمن في الإقليم، وقال "سنبذل مزيداً من الجهد لأجل تعزيز السلم في المنطقة وتطبيق ميثاق السلم في مالي"، مشيراً إلى أن الجزائر ستواصل سياسة النأي بنفسها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومد يدها لجميع الدول للإسهام في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات.