"نيويورك تايمز": "سي آي إيه" مولت القاعدة بالخطأ

"نيويورك تايمز": "سي آي إيه" مولت القاعدة بالخطأ

15 مارس 2015
سخرت الأموال الأمريكية لشراء الأسلحة (Getty)
+ الخط -
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عملية مقايضة مالية بين المسؤولين الأفغان ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مكنت من وصول أموال أمريكية إلى خزائن تنظيم القاعدة، قبل اغتيال أسامة بن لادن.

وقائع هذا الحادث تعود إلى العام 2010 حينما توصل المسؤولون الأفغان إلى اتفاق يقضي بتحرير دبلوماسي أفغاني يحتجزه تنظيم القاعدة، مقابل تقديم فدية تصل إلى 5 ملايين من الدولارات، عجز المسؤولون الأمنيون عن جمعها.

وأوردت "نيويورك تايمز" أن المسؤولين لجئوا في البداية إلى صندوق مالي سري كانت وكالة الاستخبارات المركزية تضخ فيه الأموال نقدا شهريا، عبر دفعات كانت تسلم داخل القصر الرئاسي بكابول، وسحبوا منه مليون دولار كانت الحكومة الأفغانية في حاجة إليها لاتمام مبلغ الفدية.

وحسب الصحيفة الأميركية، فإن المليون الدولار الذي قدمته وكالة الاستخبارات المركزية، بالإضافة إلى أربعة ملايين أخرى سلمت للقاعدة بعد مرور بضعة أسابيع، أنعش الخزائن المالية للتنظيم الإرهابي، في الوقت الذي كانت تشن فيه نفس الوكالة ضربات بطائرات بدون طيار حدت من فعالية قيادي التنظيم.

ونقلت الصحيفة فحوى رسالة، أرسلها مباشرة بعد ذلك أحد قيادي التنظيم إلى أسامة بن لان قال فيها إن الله من عليهم بقدر كبير من المال هذا الشهر (حزيران/ يونيو 2010)، موضحا أن تلك الأموال ستسخر لاقتناء الأسلحة ولتسديد ما تتطلبه العمليات الميدانية. بيد أن بن لادن طلب الالتزام بالحذر، مخافة أن يكون الأميركيون قد علموا بأمر الفدية، فقاموا بوضع أشعة أو سموم على الأوراق النقدية، أو هم بصدد تتبع أين ستصرف تلك الأموال.

في المقابل، أوضحت الصحيفة أن مساهمة وكالة الاستخبارات المركزية في عملية تمويل القاعدة لم تكن عملية محبوكة بإتقان لإسقاط رؤوس من التنظيم، مشددة على أن ما حدث يعد نموذجا آخر من النماذج المتعددة لقيام الولايات المتحدة الأميركية، عن طريق الخطأ، بتمويل المقاتلين أنفسهم الذين تحاربهم.

وورد في مقال الصحيفة أنه: "رغم امتناعها عن تقديم الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تختطفهم القاعدة، أو طالبان، أو أخيرا الدولة الإسلامية، فإن الولايات المتحدة الأميركية صرفت مئات الملايير من الدولارات على امتداد العقد الماضي خلال الحرب بالعراق وأفغانستان، وصلت بعضها إلى المقاتلين الأعداء".

كما ذكرت الصحيفة أن وكالة الاستخبارات المركزية واصلت تسليم أكياس مليئة بالنقود، كانت تضم ما بين مئات الآلاف من الدولارات وما يفوق المليون دولار، بالقصر الرئاسي في كل شهر حتى حدود العام المنصرم، بعد تنحي حامد كرزاي. وأكدت أن تلك الأموال كانت تسخر لضمان ولاءات أمراء الحرب، والنواب وعدد من الشخصيات الأفغانية البارزة، وهو ما ساعد كرزاي على الاستمرار في السلطة من دون أية مشاكل.

دلالات

المساهمون