إشارات مصرية لـ"حماس" بسقوط "صفقة القرن" وتحوّلها لهدنة طويلة

إشارات مصرية لـ"حماس" بسقوط "صفقة القرن" وتحوّلها لهدنة طويلة المدى

07 ديسمبر 2019
هنية يبدأ جولة خارجية غداً الأحد (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

كشفت مصادر مصرية مطلعة أنّ حركة "حماس" تلقت إشارات مصرية إلى أنّ ملف "صفقة القرن"، بشكله الذي روّجت له إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أسقط، وتحوّل إلى ما يشبه اتفاقاً حول هدنة طويلة المدى مع الاحتلال؛ وهو ما رحّبت به الحركة التي يرتقب أن يبدأ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية جولة خارجية، غدًا الأحد، بعدما أبلغه رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل بـ"موافقة القاهرة على الجولة"، وفق المصادر نفسها.

وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إن كامل أبلغ هنية ووفد الحركة، الذين التقاهم السبت في اجتماع استمر لنحو 4 ساعات، بعدم ممانعة القاهرة لمطلب الجولة الخارجية بعد رفض استمر لأكثر من عام ونصف العام.

وكشفت المصادر أن هنية سيتوجه إلى إسطنبول في ساعة مبكرة من صباح الأحد، قائلة إن هنية أطلع كامل على كافة التفاصيل الخاصة بالزيارة، والتي من المقرر أن تشمل العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت المصادر إن اللقاء شهد مشاورات موسعة حول ملف الأمن المشترك والسياج الحدودي بين سيناء وقطاع غزة، بالإضافة لملف التهدئة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن هناك تقدما كبيرا شهدته المشاورات بشأن ملف التهدئة، إلا أن هنية لم يقدم ردا حاسما بشأن نقاط وصفتها المصادر بالعالقة، لافتة إلى أن هنية أرجأ تقديم ردّ نهائي بشأن تلك النقاط لحين العودة مجددا للقاهرة عقب الجولة الخارجية، والالتقاء بباقي قيادات الجماعة في الخارج.

وفي سياق متصل، أكدت المصادر إغلاق ملف خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، مؤكدة أن وفد "حماس" تلقى إشارات واضحة في هذا الشأن، خلال اللقاءات الثلاثة التي عقدها وفد الحركة مع قيادات جهاز المخابرات العامة والتي كان آخرها لقاء رئيس الجهاز.

واستطردت المصادر أن "الحديث عن صفقة القرن بشكلها المطروح سابقا انتهى تماما، وأن ما تبقى منها هو تفاهمات وخطوط عامة أقرب لاتفاق محدود، وهو الاتفاق المشار إليه بهدنة طويلة المدى، بخلاف اتفاق آخر بين القاهرة وتل أبيب بشأن تفاهمات أمنية واقتصادية في سيناء".

وأكدت المصادر أن حماس في المجمل أبدت ترحيبا بتصور الهدنة طويلة المدى مع إسرائيل، مشيرة إلى أن مصر بصدد إنهاء مشاورات مع باقي الفصائل في قطاع غزة، التي تعارض ذلك الاتفاق.

وقالت المصادر إن الأيام المقبلة وحتى عودة هنية من الجولة الخارجية، فإن مصر ستوجه الدعوة لعدد من الفصائل الأخرى في قطاع غزة لإنهاء الخلافات المتعلقة بملف التهدئة مع الاحتلال.

وأوضحت المصادر أن هنية من المقرر أن يلتقي شخصيات دولية وإقليمية في تركيا، مشيرة إلى أن هنية سيتوجه بعد ذلك إلى ماليزيا للمشاركة في منتدى كوالالمبور الذي سيُعقد على هامش القمة الإسلامية المقرر عقدها في 18-21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وسيضم قادة ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر.


وكان مصدر مصري رفيع المستوى قد قال في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إن مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة اللواء أحمد عبد الخالق أطلع قيادة حركة الجهاد التي تزور مصر حاليا، على أدلة قاطعة بتعهدات سابقة حصلت عليها مصر من إسرائيل بعدم اغتيال بهاء أبو العطا، قائد سرايا القدس، قبل أن تخلف تل أبيب وعودها للقاهرة وتقدم على تلك الخطوة التي تسببت في تصعيد خطير في القطاع أخيرا.

وأكد المصدر أن "الموقف الذي اتخذته مصر عقب خطوة اغتيال أبو العطا، وممارستها ضغوطا على إسرائيل بالتلويح بالانسحاب من الوساطة، أوقف خطة إسرائيلية كانت تستهدف قيادات أخرى بارزة أخرى بالمكتب السياسي للحركة وكتائب سرايا القدس، الجناح العسكري لها".

وكشف المصدر عن أن القاهرة اتخذت إجراءات تأمينية مشددة تخطت بمراحل كثيرة مثيلاتها خلال زيارات سابقة لوفود حماس والجهاد، وذلك خشية تعرض أيّ من القيادات الفلسطينية لعمليات اغتيال قد تنفذها أي جهة خارجية، لوضع مصر في حرج، مشددة على أن مصر "لم تستبعد من تلك الجهات إسرائيل نفسها، خاصة في ظل وجود آراء وتوجهات مختلفة داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الوقت الراهن"، مؤكدة أنه لأول مرة تستخدم الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين وفدي الحركتين أجهزة تشويش في محيط مقر إقامتهم تخوفا من أي عمليات تفجيرية.

 

المساهمون