الانتخابات المصرية: قائمة النظام تطيح بشفيق وتربك الأحزاب

الانتخابات المصرية: قائمة النظام تطيح بشفيق وتربك الأحزاب

12 سبتمبر 2015
يتخوّف السيسي من أغلبية تعيقه عن تنفيذ أهدافه (الأناضول)
+ الخط -

أدى إعلان الأسماء النهائية لقائمة "في حب مصر"، لخوض انتخابات مجلس النواب المقبل المقرر إجراء أولى مراحلها في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، إلى أزمات كبيرة وارتباك داخل بعض الأحزاب. إذ أظهرت قائمة الأسماء النهائية، عدم اختيار أي مرشح من تحالف "الجبهة المصرية"، الذي يقوده رئيس حزب "الحركة الوطنية"، أحمد شفيق.

وتمثّلت الخلافات حول حصص الأحزاب المنضمة للقائمة، إذ تقلّص عدد مقاعد حزب "المصريين الأحرار" من 11 مقعداً في القائمة إلى 6 فقط، فيما حصل حزب "الوفد" على 7 مقاعد.

ونجح القائمون على قائمة "في حب مصر"، المعروفة بأنها تمثّل النظام الحالي، برئاسة عبد الفتاح السيسي، ومدعومة من الأجهزة الأمنية في مصر، في إحداث ارتباك مقصود داخل بعض الأحزاب والتحالفات. وحاولت القائمة تجميع مختلف القوى السياسية والأحزاب فيها، من أجل تشكيل أغلبية في مجلس النواب تدعم السيسي ولا تقف بوجهه وتسحب الصلاحيات من يده.

وبموجب التعديلات التي أُدخلت على الدستور المصري، عقب الانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي، فإن مجلس النواب له صلاحيات واسعة، تتعلق باختبار الحكومة وسحب الثقة منها، وتوجيه اتهام للرئيس بالخيانة بعد موافقة أغلبية الأعضاء. ويتخوّف السيسي من تشكيل أغلبية داخل مجلس النواب، تعيقه عن تنفيذ أهدافه، وممارسة دور تشريعي ورقابي صارم، وهو ما ينذر بأزمة بين الطرفين. ودعا السيسي أكثر من مرة لتشكيل قائمة موحّدة، لدعمها خلال انتخابات مجلس النواب، في محاولة لتوحيد كل القوى والأحزاب السياسية.

ولم تتوقف قائمة "في حب مصر" عن إطلاق الوعود للأحزاب بتخصيص عدد من المقاعد لها، ولكن في الإعلان النهائي، فوجئ الجميع بمخالفة تلك الاتفاقيات.

كما ظهرت أزمة أخرى، داخل الأحزاب، كانت وراء الاتهامات الموجّهة من الأعضاء للقيادات، وهي عدد المقاعد الكبير التي حصل عليها حزب "مستقبل وطن" الناشئ والتي تُقدّر بـ13 مقعداً، الذي يرأسه محمد بدران، وهو أصغر سناً من أن يترشح للانتخابات.

وتقول مصادر سياسية مطلعة، طلبت عدم ذكر اسمها، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك تعمداً من القائمة بتجاهل أحزاب "الجبهة المصرية"، بعد الاتفاق على انضمامها للقائمة، لإحداث ارتباك داخلي في صفوف أحزاب "الجبهة" والتأثير عليها في الاستعدادات للانتخابات.

وتضيف المصادر أن قائمة النظام انتظرت حتى آخر لحظة للإعلان عن أسماء المرشحين، حتى يفشل من تم استثناؤهم في ترتيب أوضاعهم الداخلية استعداداً للانتخابات، بعدما ظنوا أنهم سيكونون داخل القائمة، مشيرة إلى أن من دخل القائمة ولو بمقعد واحد فإنه بذلك نال رضا السيسي، ولكن الخارج عنها يُعدّ بأنه تم توجيه تهديد له وغير مرضي عنه، وهو ما سينعكس بشكل كبير على العلاقة في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضاً: مصر: "جبهة" أحمد شفيق تواجه العزل قبل الانتخابات

وتفجّرت الخلافات داخل حزب "المصريين الأحرار"، بسبب تقليص عدد مقاعده، وهو ما يعتبره مراقبون رسالة إلى مموّل الحزب رجل الأعمال نجيب ساويرس، بعدم رضا النظام عنه، خصوصاً مع توتر العلاقة مع السيسي. كما أسفر إعلان الأسماء النهائية للمرشحين على قائمة "في حب مصر"، عن خلافات داخلية في الحزب، بعد التنصّل من التعهدات بالدفع بـ11 مرشحاً منه على القائمة.

وشكّل عدم اختيار أي ممثل لـ"الجبهة المصرية" في القائمة المدعومة من النظام، مفاجأة لأحزاب "الجبهة"، بعدما تم تجاوز الخلافات بين قائمة النظام وتحالف شفيق خلال الأيام القليلة الماضية، وعودة أحزاب "الجبهة" مرة أخرى إلى الانضمام لـ"في حب مصر".

وتكشف مصادر في حزب "الحركة الوطنية"، عن غضب شديد داخل تحالف "الجبهة المصرية"، لعدم اختيار مرشحين للتحالف في قائمة "في حب مصر"، على الرغم من تجاوز الخلافات والقبول بعدد مقاعد قليل.

وتقول المصادر، لـ"العربي الجديد"، إن ضغوطاً مارستها جهات في الدولة لعودة "الجبهة" إلى قائمة النظام، فضلاً عن اتصالات بشفيق نفسه في الإمارات، ولكن الموقف كان هو الاستبعاد النهائي. وتضيف أن القائمة كانت تظن أنها بهذا الموقف تربك حسابات التحالف، ولكن هذا لن يحدث، نظراً لاستمرار ترتيب المرشحين والأوضاع خلال فترة المشاورات، وكأنها فشلت.

وتشير إلى "تخوّف السيسي من "الجبهة المصرية" بشكل كبير، من دون مبرر واضح، ولكن يبدو أن الموقف من شفيق والتخوّف منه لأنه يتمتع بشعبية أكثر منه، ومدعوم من رجال الأعمال وله كلمة عليهم، وهو ما يخشاه النظام الحالي"، وفقاً للمصادر، التي تشدد على استكمال القوائم النهائية للانتخابات، فضلاً عن وجود اتجاه للدخول في تحالف انتخابي مع تيار "الاستقلال" وقائمة "بلادي".

حديث المصادر، أكدته تصريحات قيادات حزب "الحركة الوطنية"، منهم صفوت النحاس، حول التنسيق مع عدد من القوائم الأخرى، فضلاً عن التنسيق على مقاعد الفردي، وتقديم أوراق الترشح خلال أيام. وقال النحاس إن أغلب أمناء المحافظات والقيادات، كانوا يرفضون الاندماج مع قائمة "في حب مصر"، ولكن التفضيل كان لتشكيل تحالف انتخابي موسّع يضم الأحزاب الوطنية.

ويقول خبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية، لـ"العربي الجديد"، إن قائمة "في حب مصر"، انتهت من أسماء مرشحيها، وهم في أغلبهم غير معروفين إعلامياً أو شعبياً. ويضيف أن أبرز الأسماء كانت في القاهرة والجيزة، أما باقي الأسماء فغير معروفين، متسائلاً: "لماذا تم اختار هؤلاء الأشخاص وعلى أي أساس؟". ويلفت إلى أن القائمة تضم عدداً كبيراً من الأقباط، وعدداً قليلاً من الشباب باستثناء محمود بدر، وهو ما يؤكد أن القائمة صنيعة الدولة، لعدم اهتمامها بالشباب.

ويشير إلى أن اختيار مرشحين من حزب "مستقبل وطن"، أثار علامة استفهام كبيرة داخل القائمة، إذ إنه أكثر الأحزاب الحاصلة على عدد مقاعد، بنحو 14 مقعداً. ويشدد الخبير السياسي، على أن النظام الحالي يدعم قائمة "في حب مصر" بقوة، وخصوصاً أن اختيار الأسماء تم بعد تدخّل جهات أمنية واستخباراتية، وما أحيطت به عملية اختيار الأسماء من سرية تامة.

اقرأ أيضاً: مصر: القائمة الانتخابية للسيسي تفجّر تحالف شفيق