لهذا لم تدعُ ألمانيا تونس إلى مؤتمر برلين

لهذا لم توجّه ألمانيا دعوة لتونس إلى مؤتمر برلين

07 يناير 2020
سعيد يشدّد على ضرورة إيجاد حل للأزمة الليبية(فرانس برس)
+ الخط -
يتساءل متابعون تونسيون للشأن السياسي عن عدم توجيه دعوة رسمية من ألمانيا إلى الرئيس التونسي قيس سعيد للمشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، على غرار الدعوة التي وُجهت للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، يوم الاثنين. 

وأجرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محادثات مع الرئيس التونسي، مساء الاثنين، حول مستجدات الملف الليبي إقليميا ودوليا من دون أن توجه إليه دعوة للمشاركة في مؤتمر برلين.
وقالت مصادر خاصة من رئاسة الجمهورية التونسية، لـ"العربي الجديد"، إن المستشارة الألمانية لم توجه دعوة إلى الرئيس التونسي لحضور مؤتمر برلين، وذلك احتراما لقراره الذي سبق وأن أعلم به وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إبان زيارته لتونس، وذكّر به أيضا خلال زيارة رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، والمتمثل في رفض المشاركة في هذا المؤتمر طالما سيُعقد في ظل غياب الاطراف الليبية.
وأوضحت المصادر أن موقف الرئيس التونسي القاضي بعدم المشاركة في أي مؤتمر دولي حول ليبيا غير خاف على الطرف الألماني، حيث صرّح به سعيد علنا في أكثر من مناسبة. وبالتالي، فقد احترمت المستشارة الألمانية ذلك، واقتصر الحديث على استعراض مسار التحضيرات وتطورات الملف الليبي وتوجيه الدعوة للزيارة فقط. 


 

وأورد بيان الرئاسة التونسية أن فحوى المكالمة تمثّل في التأكيد على "الدعوة إلى زيارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، إضافة إلى استعراض التحضيرات لمؤتمر برلين حول الوضع في ليبيا". واتفق الطرفان، وفق ما ورد في البيان، على مواصلة المشاورات حول هذا الملف ومتابعة تطوراته، من دون أن تشارك تونس في مؤتمر برلين الذي ترفضه، لعدم إشراك الليبيين فيه. 

يُذكر أن الرئاسة التونسية أشارت، خلال اللقاءات التي أجريت حول النزاع في ليبيا وأفق الحل في المنطقة مع مسؤولين ليبيين وإقليميين، إلى اشتراطها تمثيل السلطات الليبية ذات الشرعية الدولية في المؤتمرات والمبادرات حول ليبيا. واعتبرت أن الحلول التي تُصاغ من دون تمثيل الليبيين تعد عديمة الجدوى، رغم مطالبات دولية لألمانيا بتوسيع قائمة المدعوين إلى المشاركة في مؤتمر برلين لتشمل دول الجوار، بما فيها تونس والجزائر.
وفي ذات السياق، ذكر بلاغ الرئاسة التونسية أن سعيد شدّد على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة الليبية وإشراك كل الأطراف المعنية، بما في ذلك تونس.
وأكد الرئيس التونسي ضرورة التمسك بالشرعية الدولية خلال المشاورات حول هذا الملف، واتفق الطرفان على مواصلة التشاور بخصوص الوضع في ليبيا، وتحديدًا من سيمثل البلدين في هذه المشاورات المستمرة.
وتطرقت المحادثة أيضا إلى مبادرة السلام التي أطلقها الرئيس التونسي قيس سعيد في تونس، بجمع عدد من رؤساء القبائل والمجالس الاجتماعية لبحث سبل المصالحة، ووضع مشروع دستور للمرحلة القادمة في ليبيا.
وشملت المكالمة أيضا، تجديد توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس التونسي قيس سعيد لزيارة ألمانيا، في إطار تعزيز التعاون والصداقة بين البلدين. وكان الرئيس التونسي قد صرح، خلال حملته الانتخابية، أنه سيتجه إلى الشقيقة الجزائر في أول زيارة رسمية له خارج البلاد، ويبدو أن الدعوة الألمانية لن تلبى على غرار سابقاتها الموجهة من دول أخرى إلى حين أداء سعيد زيارته للجزائر.
وفي لقاء عقب المكالمة جمع سعيد برئيس البرلمان راشد الغنوشي، قال الغنوشي إنه تم تداول الوضع الليبي وانعكاساته على الوضع التونسي. وأضاف أن الرئيس التونسي كان قد عبّر خلال هذا اللقاء عن تمسّكه بالشرعية الدولية في ليبيا، وضرورة أن يكون الحل نابعاً من إرادة الليبيين.
وفي ذات السياق، أدانت تونس، عبر بيان صدر ليلة الاثنين عن وزارة الخارجية، القصف الذي استهدف تلاميذ ضباط في الكلية العسكرية جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وأبدت الخارجية استنكارها لاستمرار الاستهداف العشوائي للمدنيين الأبرياء وللمنشآت المدنية، واصفة ذلك بـ"التهديد الخطير للأمن والاستقرار في هذا البلد الشقيق والمنطقة بأسرها". 
وشددت الخارجية التونسية على أن الاستمرار في اللجوء إلى التصعيد العسكري سيؤدي إلى تفاقم الأزمة وتعقيدها وتقويض جهود استئناف العملية السياسية. كما دعت في هذا الصدد كافة الاطراف الليبية والإقليمية والدولية إلى العمل على الوقف الفوري للعمليات العسكرية واحترام الشرعية الدولية ومخرجات الاتفاق السياسي الليبي والعودة إلى المفاوضات.