الجزائر تلغي خطة لإرسال بعثة دبلوماسية إلى طرابلس

الجزائر تلغي خطة لإرسال بعثة دبلوماسية إلى طرابلس

03 سبتمبر 2018
إلغاء البعثة بسبب "عدم توفر الظروف الأمنية" (Getty)
+ الخط -
قررت الحكومة الجزائرية مجددا تأجيل إرسال فريق دبلوماسي مصغر إلى ليبيا كخطوة تمهيدية لإعادة فتح مقر السفارة الجزائرية في طرابلس المغلقة منذ عام 2016.

وقال مصدر دبلوماسي جزائري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إن الخارجية الجزائرية ألغت خطة لإرسال فريق دبلوماسي إلى طرابلس في الوقت الحالي، بسبب عدم توفر الظروف الأمنية وانعدام الاستقرار، بسبب توتر الأوضاع في العاصمة الليبية طرابلس.

وذكر المصدر أن "الحكومة كانت تفكر في إرسال مرحلي لدبلوماسيين إلى طرابلس في غضون شهر أكتوبر/ تشرين الأوَّل المقبل، لكن التوتر الأخير الحاصل في طرابلس دفع إلى إلغاء الخطة حفاظا على أمن وسلامة الدبلوماسيين"، مشيرا إلى أن "التقديرات السياسية

والأمنية لا تتيح إرسال دبلوماسيين في الوقت الحالي، فيما تمكن مواصلة مساعي تقريب وجهات النظر بين الليبيين لتحقيق المصالحة الوطنية كحل لإعادة الاستقرار في هذا البلد".

والأسبوع الماضي، دانت الخارجية الجزائرية الاشتباكات التي تجري في العاصمة الليبية، ودعت مختلف الأطراف الليبية إلى وقف الاقتتال الداخلي الذي يزيد من متاعب الشعب الليبي ومعاناته، إضافة إلى مشاكله المعيشية.

ومنذ فترة، كانت الحكومة الجزائرية تتوقع تمرد أطراف داخل ليبيا بدفع من قوى إقليمية على حساب التوافقات السياسية والخطوات التي تستعد الأمم المتحدة لتنفيذها. 

وفي مايو/ أيار الماضي، دعا وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في العاصمة المالية بماكو، الأمم المتحدة إلى "بذل جهود إضافية لحث الأطراف الليبية على حل الأزمة السياسية، والتزامها بتنفيذ مخطط عمله وورقة الطريق التي رسمها الممثل الخاص للأمين العام الأممي، غسان سلامة، والتي كانت تتوجه لإجراء انتخابات".

وكانت الجزائر، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية مسؤولة، "العربي الجديد" في يوليو/ تموز الماضي، تستعد لإعادة فتح تمثيليتها الدبلوماسية في ليبيا، و"إرسال فريق مصغر يعمل على تأمين المصالح الجزائرية والتنسيق السياسي المباشر مع الحكومة الليبية، بشأن المجهود الجزائري للمساعدة في تنفيذ خطوات عملية لإعادة الاستقرار إلى ليبيا"، بعد اتمام ترتيبات أمنية تخص تأمين محيط السفارة الجزائرية في طرابلس، والاتفاق مع حكومة الوفاق التي يقودها رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، على الجوانب الأمنية.



وأوفدت الحكومة الجزائرية قبل ذلك فريقا تقنيا متخصصا في أمن المنشآت الدبلوماسية لمعاينة بناية السفارة الجزائرية، والإشراف على وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لاستقبال الفريق الديبلوماسي الجزائري الذي سيعمل في السفارة، واستكمال عمليات ترميم ضرورية لبناية التمثيلية الدبلوماسية التي تقع في وسط طرابلس"، والتي تضررت بسبب تفجير بسيارة مفخخة استهدف بوابة السفارة في 17 يناير/ كانون الثاني 2015، ما أدى إلى إصابة شخصين من حرس أمن السفارات.

ووفقا لتفاهم سابق تم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال اجتماع جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الذي كان يزور الجزائر، مع رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، جرى الاتفاق على "إرسال لجنة تعاون مشتركة تعقد هذه السنة بعد آخر اجتماع للجنة المشتركة جرى في ديسمبر/ كانون الأول 2010 بين حكومتي البلدين، ويمكن أن تعقد في حدود شهر ديسمبر المقبل".