ناشطة ديمقراطية بارزة تغيب عن اجتماع بشأن الروهينغا

ناشطة ديمقراطية بارزة تغيب عن اجتماع بشأن الروهينغا

26 مايو 2015
مأساة مسلمي ميانمار بدأت مع الإصلاحات الديمقراطية (الأناضول)
+ الخط -
يعقد اجتماع دولي بشأن محنة مسلمي الروهينغا المضطهدين في ميانمار، يضم شخصيات عالمية بارزة، منها ثلاثة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام، طالبوا العالم بالانتباه إلى هذه المأساة التي تتكشف فصولها، يوماً بعد يوم، لكن زميلتهم الفائزة بالجائزة والمطالبة بالديمقراطية، أونغ سان سو تشي، لن تكون بينهم، إذ لم توجه لها الدعوة.

وخلال خضوعها للإقامة الجبرية في منزلها لمدة 15 عاماً، حظيت سو تشي بالإعجاب في أنحاء العالم لخطاباتها النارية وانتقادها اللاذع للنظام العسكري الذي حكم ميانمار، أو بورما، في ذلك الوقت.

وتقول سو تشي، البالغة من العمر 69 عاماً، إنها سياسية وإنها لم تسع البتة إلى أن تكون مدافعة عن حقوق الإنسان. ويشير منتقدون إلى أنها تختار معاركها بعناية، لأسباب من بينها طموحاتها الرئاسية.

وفي بلد يسكنه 50 مليون نسمة، أغلبهم بوذيون، ويوجد فيه عداء كبير لنحو 1.3 مليون من مسلمي الروهينغا، آثرت سو تشي التزام الصمت، حتى في الوقت الذي كان فيه العالم يتابع برعب كيف طفت جثث أكثر من 3500 من الروهينغا ومهاجرين من بنغلاديش على شواطئ ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، هذا الشهر، بعد أن أنهكهم الجوع والجفاف.

وسيضم التجمع الدولي اليوم، في معهد نوبل في أوسلو بالنرويج بيانات مصورة من فائزين بجائزة نوبل للسلام، كديزموند توتو، وخوسيه رامس هورتا، ومايرد ماغواير.

وستتحدث، أيضاً، شخصيات أخرى مثل جورج سوروس، الذي يقوم بأعمال خيرية والذي فر من المجر إبان احتلال النازي، ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق، كييل ماغني بونديفيك.

وسيركزون على الإجراءات الملموسة لإنهاء اضطهاد الروهينغا المستمر، منذ عقود، والحاجة للمجاهرة بمعارضة ذلك.

اقرأ أيضاً: آلاف الروهينغا يواجهون الموت فراراً من الموت

وقال توتو الذي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 1984 لمعارضته نظام الفصل العنصري الوحشي في جنوب أفريقيا في بيانه المصور "إذا كنت محايداً في مواقف الظلم، فقد اخترت جانب الظالم. إذا وضع فيل قدمه على ذيل فأر، وأنت تقول إنك محايد، فلن يقدر الفأر حيادك".

وكان انتقال ميانمار من الديكتاتورية إلى الديمقراطية انتقالاً صعباً، فعلى الرغم من النشوة المبكرة بشأن الإصلاحات السياسية التي يُروَّج لها كثيراً، فإن حرية التعبير المصاحبة كان لها جانبها المظلم، حيث كشفت عن استياء عميق الجذور حيال أقلية الروهينغا التي يتسم أفرادها ببشرتهم الداكنة.

ومع تأجيج الرهبان البوذيين الغضب، بدأ الغوغاء الذين يحملون المناجل في الخروج إلى الشوارع في 2012، ليقتلوا المئات ويجبروا 140 ألفا آخرين على اللجوء إلى مخيمات اعتقال مكتظة. ولم يحصلوا على قدر يذكر من خدمات التعليم والرعاية الصحية المناسبة، ولم يستطيعوا كذلك التنقل بحرية وكانوا يدفعون رشى كبيرة إذا ما أرادوا المرور عبر حواجز الشرطة، وحتى في الحالات الطارئة.

وتصر الحكومة على أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش المجاورة وترفض منحهم الجنسية، مضيفة بذلك إلى حالة اليأس والإحباط التي أطلقت شرارة نزوح لقرابة 100 ألف من الروهينغا في السنوات الثلاث الماضية. وترفض السلطات تعريفهم "بالروهينغا"، وتستخدم اسم "البنغال" بدلاً من ذلك، كما تتجنب سو تشي استخدام المصطلح وتشير إليهم عامة "بالمسلمين".



اقرأ أيضاً: أوباما يحث على دعم الحقوق المدنية والسياسية لمسلمي الروهينغيا