سلسلة غارات جوية لمليشيا حفتر على مصراتة

سلسلة غارات جوية لمليشيا حفتر على مصراتة لوقوفها ضد هجوم طرابلس

18 اغسطس 2019
مصراتة وقفت ضد هجوم حفتر على طرابلس (Getty)
+ الخط -

شنت مقاتلات تابعة لمليشيا اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، مساء أمس السبت، سلسلة غارات جوية على مدينة مصراتهة، شرق العاصمة طرابلس.

وأوضحت القيادة العامة لمليشيا حفتر، في منشور لها اليوم الأحد، بأنها نفذت 11 غارة جوية، استهدفت قطاعات الدفاع الجوي بمقر الكلية الجوية بالمدينة.
وفيما لم يحدد بيان مليشيا حفتر المواقع التي استهدفت بالغارات، نقلت وسائل إعلام موالية لحفتر عن المتحدث الرسمي باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، أن الغارات استهدفت منشآت داخل مقر الكلية تستخدم لإطلاق طائرات مسيرة عن بعد، مشيرا إلى أنه يتم حشد قوات حفتر على مشارف المدينة استعدادا لاستردادها، ومتهماً حكومة الوفاق بدعم فصائل قوة حماية الجنوب.
وأوضح المسماري أن الغارات دمرت أيضاً "غرفة تحكم ومرسلات لتشغيل هذه الطائرات بالإضافة إلى مخازن للصواريخ التي تستخدمها الطائرات المسيرة".
ووجهت قيادة حفتر منشوراً إثر انتهاء غاراتها الجوية، صباح اليوم الأحد، لأهالي مدينة مصراتة أكدت فيه عدم رغبتها في استهداف المدينة.
وقالت في منشورها إن "وقوف المدينة ضد عمليات تحرير طرابلس من سيطرة قوات حكومة الوفاق جعلها هدفاً مشروعاً للسلاح الجوي لحفتر".
وفي محاولة مليشيا حفتر التأثير على موقف المدينة من حربه على طرابلس، لوحت بإمكانية وقف الغارات الجوية، في حال التزام سكان المدينة الحياد وعدم التدخل أو تقديم دعم لقوات حكومة الوفاق.
وكان مصدر حكومي رفيع المستوى أكد لــ"العربي الجديد"، أمس السبت، بدء مساع مصرية للضغط على قيادات مصراتة العسكرية من أجل القبول بالتفاوض مع حفتر لإنهاء القتال جنوب طرابلس.


ويقول المحلل السياسي الليبي، سعيد الجواشي، إن هجوم حفتر الجوي الشرس على مصراتة مساء أمس يأتي في سياق تحييد قوة مصراتة التي تشكل العقبة الأولى أمام سيطرة حفتر على طرابلس.

وأوضح الجواشي لــ"العربي الجديد" أن "منشور حفتر واضح ويأتي في سياق مساعيه المدعومة من مصر حالياً"، مشيراً إلى أنه اعتراف ضمني واضح بقوة المدينة وعدم إمكانية اقتحام طرابلس في ظل وجود قواتها في جبهة القتال".

ويرى الجواشي أن القصف الجوي العنيف جاء رداً على خسارة حفتر لمدينة مزرق جنوب البلاد التي تمكنت فيها فصائل مسلحة من طرد مقاتلي حفتر من المدينة.

وأعلنت قوة حماية الجنوب الموالية للجيش بقيادة حكومة الوفاق سيطرتها، مساء أمس السبت، بشكل كامل على مرزق، جنوب البلاد، وطرد مسلحين موالين لحفتر كانوا يسيطرون عليها طيلة الأشهر الماضية.

وجاءت سيطرة قوة حماية الجنوب بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 90 مدنيا، بحسب بيان للبعثة الاممية يوم الجمعة الماضية، وتهجير أكثر من 1200 مدنيا من بيوتهم بالمدينة.

ويرى الجواشي أن حفتر بات يقاتل في الخطوط الخلفية، بعيداً عن محاور القتال جنوب طرابلس التي باتت تشهد هدوءاً منذ أيام، معتبراً أن لجوء حفتر للهجومات الجوية في مناطق بعيدة عن طرابلس مثل مصراتة وزارة مؤشر على خسارته للمعركة التي اتسعت رقعتها لتصل إلى فقد أجزاء جديدة مثل مدينة مرزق جنوب البلاد.​