دعوة السبسي إلى السيسي لزيارة تونس تثير الانقسام

دعوة السبسي إلى السيسي لزيارة تونس تثير الانقسام

13 نوفمبر 2017
السيسي استقبل السبسي بالقاهرة في 2015 (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أمس الأحد، في العاصمة المصرية القاهرة، عن توجيه دعوة ثانية موجهة من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لزيارة تونس، بعد حوالى سنة على توجيه دعوة أولى قابلتها انتقادات من قبل عدد من الأحزاب والجمعيات.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، غداة زيارته لتونس، استعداد السيسي لزيارتها، مشيراً إلى أنّ الزيارة المرتقبة ستكون قريبة، "تلبية لدعوة نظيره التونسي الذي تربطه به علاقات أخوة وصداقة متينة"، بحسب قوله، من دون تحديد موعدها.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، وجّه السبسي دعوته الأولى إلى السيسي، والذي يبدو أنّه عدل عن زيارة تونس آنذاك، بسبب موجة رفض غير مسبوقة عبّرت عنها عدة أحزاب ومنظمات، قادت احتجاجات في الشارع، تنديداً بما سمته "تطبيعاً مع نظام انقلابي وديكتاتوي".

وأكد الهاشمي الحامدي، رئيس حزب "تيار المحبة"، أنّ "تونس الديمقراطية لا تريد استقبال من انقلب على الشرعية الانتخابية في مصر دون وجه حق"، مشدّداً على أنّ تحرّكات حزبه الاحتجاجية ستتواصل إلى أن تعدل رئاسة الجمهورية عن دعوة الرئيس المصري".

وأعربت قيادات في "حركة النهضة" عن استيائها من دعوة السيسي لزيارة تونس، مذكّرة بأنّه المسؤول الأول عن مجموعة جرائم ضد أبناء بلده، وإبادة أبرياء في ميدان "رابعة العدوية" عام 2013، عدا عن سجن مناضلين وصحافيين ومدونيين معارضين دون وجه حق.

وفي الوقت عينه، أكدت بعض قيادات "حركة النهضة" أنّ السياسة الخارجية من اختصاص الرئيس وحده، مؤكدة الالتزام بخياراته في هذا المجال.

واختار السيسي تأجيل زيارته لتونس إلى حين استقرار الأوضاع، فاسحاً المجال أمام نظيره السبسي لتعبيد الطريق أمام زيارته، على غرار الحفاوة التي أبداها للرئيس التونسي لدى استقباله في القاهرة، منذ سنتين.

وقال النائب عن "حركة النهضة" محمد بن سالم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الموقف من زيارة السيسي إلى تونس لم يتغيّر، فقدومه غير مرحّب به في بلد الديمقراطية ومنارة الربيع العربي".

وحذّر بن سالم من أنّ "الزيارة ستفرّق التونسيين، والتخوّف قائم من تبعاتها"، موضحاً أنّ "هذا الموقف لا يُعتبر تدخلاً في صلاحيات رئيس البلاد، والنهج الدبلوماسي الذي يختص في رسمه، ولكنّه يأتي في إطار التعليق على السياسة العامة".


ويبدو أنّ السبسي حريص على استقبال السيسي في تونس، الأمر الذي دفعه إلى تجديد الدعوة لزيارتها، حيث يعوّل على التنسيق مع القاهرة، والتعاطي معها بالمثل في التحركات الدبلوماسية، على الرغم من كونها منافساً لتونس في عدة ملفات.

من جهته، رأى النائب عن حزب "نداء تونس" محمد بن صوف، المتحدّث باسم مكتب البرلمان التونسي، أنّ "زيارة السيسي لتونس من شأنها أن تُساهم في التأسيس لمرحلة جديدة من التعاون المثمر، وتُمكّن من تعميق التشاور حول المسائل والملفات الإقليمية التي تشغل البلدين، على غرار الأزمة الليبية".

واعتبر بن صوف أنّ "المواقف الرافضة لقدوم السيسي مواقف منفردة، ولا تمثّل أطرافاً رسمية، وهذا طبيعي في بلد ديمقراطي مكفولة فيه حرية التعبير والرأي"، بحسب قوله.

وشدّد على أنّ "السبسي هو المسؤول الأول عن السياسة الخارجية، وقائد الدبلوماسية الرسمية لتونس، وهو من يختص بمساعدة رئيس الحكومة ووزير الخارجية في إعلان مواقف البلاد الخارجية وتمثيلها على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية".