واشنطن تزيد الضغوط على مادورو وتعينّ مبعوثاً لـ"إعادة الديمقراطية"

واشنطن تزيد الضغوط على مادورو وتعينّ مبعوثاً لـ"إعادة الديمقراطية"

25 يناير 2019
أميركا طلبت عقد جلسة لمجلس الأمن السبت (فرانس برس)
+ الخط -

في حين تتزايد الضغوط الأميركية للدفع نحو اعتراف دولي برئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو، الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، ورفض دعوة الرئيس نيكولاس مادورو للحوار، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تعيين مبعوث من أجل "إعادة الديمقراطية" في فنزويلا.

وجدد في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة التأكيد أن واشنطن تعترف فقط بالرئيس الدستوري لفنزويلا وليس بمادورو، وأنها ستبحث في توفير الدعم اللازم لغوايدو حتى يتمكن من إدارة بلاده.

كذلك أشار إلى تعيين إليوت أبرامز مبعوثاً من أجل إعادة الديمقراطية في فنزويلا، مضيفاً "أن على الشعب اتخاذ الخطوات للتخلّص من النظام الدكتاتوري".

ولفت إلى أن الدبلوماسيين الأميركيين في فنزويلا باقون، ونتخذ خطوات لتوفير الحماية لهم، موضحاً أنه تم استدعاء غير الأساسيين منهم.

يُذكر أن أبرامز دبلوماسي ومحامٍ أميركي، عمل في عدّة مناصب سياسية خلال فترة كل من رونالد ريغان وجورج بوش الابن. اتهم بإخفاء معلومات عن الكونغرس في ما يتعلق بفضيحة إيران-كونترا خلال فترة خدمته مع رونالد ريغان، لكن تمّ العفو عنه من قبل بوش. 

وفي السياق، قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إنّ "الوزير بومبيو سيحضّ أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي يوم السبت، على دعم السلم والأمن الدوليين بالاعتراف بغوايدو رئيساً دستورياً مؤقتاً لفنزويلا، والدعوة إلى دعم الحكومة الانتقالية في سعيها لاستعادة الديموقراطية وحكم القانون".

وكان مادورو قد أكد في مؤتمر صحافي أن حكومته كانت حريصة باستمرار على وجود "قناة للحوار مع المعارضة، تحت أي ظروف كانت"، مبدياً استعداده للقاء غوايدو "اليوم وغداً (..) وفي كل وقت مستعد للذهاب… وإذا كانت هناك حاجة للقاء هذا الرجل في الساعة الثالثة فجراً سأذهب، وفي حال وجوب الحضور عارياً سأحضر، أنا مستعد للحوار".

وقال مادورو "يريدون أن يقدموا صورتنا كأننا ضد الولايات المتحدة.. وأنا لست ضدها، أنا ضد الإمبريالية، وهذا شيء مختلف، والإمبريالية لا بد أن تنتهي".

وأعرب عن تعاطفه مع الشعب الأميركي، مشيرًا إلى أن قطع العلاقات ليس معه بل "مع حكومة الرئيس دونالد ترامب"، ولفت إلى أن بلاده ستحافظ على العلاقات الاقتصادية مع الولايات المتحدة وستواصل بيع نفطها هناك.

من جهته، أكد زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو أنه لن يشارك في "حوار شكلي" مع مادورو. وقال "عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلاً من ذلك إجراء حوار شكلي".

وأضاف "أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام، أنه لا أحد هنا مستعد لإجراء حوار شكلي".


وعود مسبقة من بنس

في غضون ذلك، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي رفيع المستوى (لم تسمه) أن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أعرب لغوايدو، بشكل مسبق، عن تأييد الولايات المتحدة الكامل له، وأضافت أن "بنس أخبر غوايدو أن الإدارة الأميركية ستعترف به حال إعلان نفسه رئيسًا للبلاد، استنادًا للمادة الدستورية التي تجيز له ذلك".

وذكرت الصحيفة أن "الخطة التي جرى العمل عليها خلال الأسابيع الأخيرة بين عدد من المسؤولين الأميركيين وغوايدو وفريقه، وصلت ذروتها الأخيرة مع المكالمة الهاتفية".

وأشارت إلى أنه "بعد إعلان غوايدو نفسه رئيسًا لفنزويلا بفترة قصيرة جدًا، أعلن ترامب، ونائبه بنس، وبومبيو، الاعتراف الرسمي به".

وانضمت دول رئيسية في المنطقة، بينها البرازيل والأرجنتين وكولومبيا وكندا، إلى اعتراف واشنطن بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا. لكن لم تؤيد أيّ من الدول الأخرى التي تملك حق الفيتو في مجلس الأمن خطوته رسمياً.

وكانت بريطانيا وفرنسا قد وصفتا إعادة انتخاب مادورو العام الماضي بأنها غير شرعية، لكنهما لم تصلا إلى حد الاعتراف الرسمي بغوايدو، المهندس البالغ من العمر 35 عاماً.

ووصف وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت غوايدو بأنّه "الشخص المناسب الذي سيقود فنزويلا إلى الأمام".

روسيا تتمسك بدعم مادورو

في المقابل، تتمسّك روسيا والصين بمادورو، إذ دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة السياسة الأميركية "التدميرية" في فنزويلا. 

وقال لافروف، خلال مؤتمر صحافي في الرباط مع نظيره المغربي ناصر بوريطة: "في رأيي السياسة الأميركية في فنزويلا والعديد من الدول الأخرى تدميرية".

وقال المندوب الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن موسكو ستعارض توجه الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي للاعتراف بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.

من جهتها، أكّدت بكين، الدائن الرئيسي لفنزويلا، رفضها التدخل الخارجي في الشأن الفنزويلي.

ودعت الخارجية الصينية جميع الأطراف المعنية إلى "احترام اختيار الشعب الفنزويلي"، وأعربت عن معارضتها التهديدات بالتدخل العسكري.

وأشارت إلى أن "الشعب الفنزويلي وحده من يجب أن يختار ويقرر شؤون فنزويلا".


(وكالات, العربي الجديد)