الجيش الحرّ يعود إلى القلمون الغربي

الجيش الحرّ يعود إلى القلمون الغربي

19 فبراير 2015
من اشتباكات سابقة بين الجيش اللبناني و"داعش" (فرانس برس)
+ الخط -

تتوالى العواصف الثلجية على لبنان، وتطال حكماً، المناطق الحدودية الجبلية بين لبنان وسورية. ساهمت هذه العواصف بشكلٍ كبير في تبريد جبهة جرود القلمون الغربي، إن لجهة الصراع الداخلي بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش)، أو لجهة المعارك بين "النصرة" وحزب الله في الأراضي السورية، كذلك الهجمات التي شنها "داعش" على الجيش اللبناني.

وقبل الهدنة التي فرضها الثلج، سعى "داعش" للسيطرة على مختلف مناطق القلمون، ووجّه ضربات قاسية لمجموعات الجيش الحرّ. اضطر مقاتلو الجيش الحرّ، إلى مبايعة "داعش" أو الهروب من المنطقة. وقد سبق أن تعرضوا لضربة قاسية من قبل الأجهزة الأمنية اللبنانيّة التي اعتقلت عدداً من قياداتهم. أمّا "النصرة"، التي خسرت بعض قياداتها لصالح "داعش" فذهبت إلى خيار عقد اتفاق مع هذا التنظيم. لكن قيادات "النصرة" تُدرك جيداً أن هذا الاتفاق لن يعيش طويلاً، والتجارب السابقة تُثبت هذا الأمر. لذلك لا بد لـ"النصرة" من أن تُعدّ نفسها للمعركة المقبلة.

قامت "النصرة" في الأسابيع الماضية باستدعاء أكبر عدد من المقاتلين، من الذين كانت تعتبرهم احتياطيين، وأعادت تسليحهم وتوزيعهم على الجبهات. كما شنّت "النصرة" سلسلة من العمليات على مواقع حزب الله في القلمون بهدف كسب المزيد من التأييد الشعبي، والحجة في وجه "داعش"، خصوصاً أن قيادتها لا تزال ترفض الدخول في معارك مع الجيش اللبناني، وهي تعتبر أن "داعش" استدرجتها لمعركة عرسال في أغسطس/آب من العام الماضي، وأن هذه المعركة لم تكن لصالح أبناء عرسال ولا اللاجئين ولا المقاتلين، بل لصالح حزب الله.

الجديد هو قيام جبهة النصرة منذ نحو أسبوعين، بإعادة بناء العلاقة مع الجيش الحرّ في القلمون، ومساعدته في إعادة بناء قواته وتسليحها وتأمين الحاجات الغذائية لها. ونتيجة لهذا الدعم، عاد أكثر من 150 مقاتلاً من الجيش الحرّ إلى ساحات القتال في جرود القلمون، بعد أن هربوا منها تحت ضربات "داعش". وبحسب معلومات حصلت عليها "العربي الجديد" من مصادر في القلمون، فإن مسؤولي "النصرة" أبلغوا الجيش الحرّ، أن دعمهم هذا ليس مشروطاً بمبايعة أمير "النصرة"، بل إن "المعركة واحدة ضد "داعش" والنظام السوري وحزب الله"، وبالتالي هناك حاجة مشتركة بين الطرفين.

أمّا الجيش اللبناني، فإنه يسعى لتعزيز انتشاره للاستفادة من الدعم العسكري الأميركي الذي حصل عليه أخيراً، والذي تضمّن 26 مليون قذيفة من مختلف الأحجام، و70 مدفعاً من نوع "هاوتزر M198" (توقفت الولايات المتحدة عن تصنيعها عام 1992)، وقيادته في انتظار السلاح الفرنسي الذي يُفترض أن يصل في شهر أبريل/نيسان المقبل، في محاولة لحماية حدود لبنان الشرقية.