صحف: روسيا تفرض أجندة أمنية على إسرائيل

صحف: روسيا تفرض أجندة أمنية على إسرائيل

21 أكتوبر 2016
التنسيق بين إسرائيل وروسيا في تراجع(فرانس برس)
+ الخط -
اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، وبالاعتماد على تقرير موسع نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، هذا الأسبوع، أن الانتشار الروسي في سورية، وتوسيع مظلة منظومات الصواريخ (إس 300 وإس 400)، التي تغطي مناطق شاسعة في الشرق الأوسط، ومن ضمنها أراضٍ إسرائيلية من الشمال وحتى النقب في الجنوب؛ تفرض على إسرائيل دون جهد كبير، أجندات سياسية وفق المنظور الروسي، وواقعاً أمنياً جديداً يحرمها من حرية الحركة ومن تفوقها الجوي إقليمياً للمرة الأولى، منذ أن قصفت قواعد الصواريخ السورية في البقاع اللبناني خلال الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982.

ورأى هرئيل أن القيود التي يفرضها الانتشار الصاروخي الروسي في سورية، لا تقتصر على البعد العسكري فقط، بل تطاول أيضاً البعد السياسي، معتبراً أن التقارب بين الطرفين الذي توج باتفاقية تنسيق وآلية مشتركة لتفادي معارك جوية في الأجواء السورية، وما تبع ذلك من عقد أربع لقاءات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، هو عملياً تحرك مفروض على نتنياهو وعلى إسرائيل في ظل الواقع الاستراتيجي الجديد، ما اضطر إسرائيل للتسليم به من اللحظة التي قررت فيها روسيا البقاء في الساحة الخلفية لتل أبيب.

ومع أن هرئيل يرى أن التحركات الروسية وسبل اتخاذ القرارات لا تزال غامضة ومستعصية على الخصوم في الغرب، إلا أنه يقر بأن التحرك الروسي ينطلق من دافعين أساسيين، الأول هو كسر العزلة المفروضة على موسكو بفعل ملف أوكرانيا، ولفت الأنظار إلى الملف السوري والصراع في الشرق الأوسط، أما الدافع الثاني فهو تكريس روسيا كلاعب دولي في المنطقة، يمسك بعض مفاتيح الحل.

وكشف في سياق تحليله، عن دراسة خاصة نشرتها المجلة الرسمية لكلية الأمن القومي "عشتنوت" أعدها الباحث من أصل روسي، ديما أدوسكي، والذي يؤكد الدافعين الرئيسيين اللذين أشار إليهما هرئيل، مضيفاً أن التحرك الروسي المذكور في سورية، منذ سبتمبر/أيلول من العام الماضي يأتي كجزء من استراتيجية بعيدة المدى لروسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.

وأضاف أدومسكي إلى العوامل المحركة لروسيا، الخوف من تمدد خطر التنظيمات الجهادية إلى داخل الأراضي الروسية نفسها حيث يعيش نحو 20 مليون مسلم، لا سيما في ظل وصول آلاف المقاتلين إلى سورية من القفقاز.

ورأى أن إسرائيل وخلافاً لروسيا، بعد عام من التدخل الروسي في سورية، فإنه ليس بمقدورها (أي إسرائيل) أن تتسلح بشيء من التفاؤل الذي يمكن لموسكو أن تتيحه لنفسها، وذلك بسبب ما تمكن "حزب الله" من اكتسابه من قتاله إلى جانب النظام في سورية، وتحت العقيدة القتالية الروسية التي انكشفت للحزب.

وفي هذا السياق، اعتبر أدومسكي أن "حزب الله" انكشف على عقائد قتالية وطرق وأساليب لوجيستية في القتال ترفع كثيراً من قدراته القتالية، خاصة في مجال تفعيل القوات الخاصة وتمكنه مستقبلاً من مراكمة إنجازات هجومية، في حال اندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

بدوره، ذكر موقع "ولاه"، في تقرير نشر صباح الجمعة، أن التنسيق بين إسرائيل وروسيا في تراجع، وأن وصول حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنسوف" إلى مياه المتوسط في الأيام المقبلة، لمساعدة قوات النظام السوري يهدد النشاط السري لسلاحي الجو والبحرية الإسرائيليين بشكل عام في المنطقة.

ونقل الموقع عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، تقديره بأن وجود حاملة الطائرات الروسية في مياه المتوسط سيفرض قيوداً وعراقيل، أمام النشاط السري للجيش بأذرعه المختلفة، قبالة الشواطئ السورية واللبنانية.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن حاملة الطائرات الروسية ستصل إلى المنطقة خلال أسبوع، وسيمس وصولها بتفعيل واستخدام الطائرات من دون طيار، واستخدام المروحيات العسكرية في البحر، خاصة أنها ستصل وبرفقتها زوارق وسفن حربية إلى جانب شبكات رادار وإنذار متطورة ستساهم في كشف تحركات الجيش الإسرائيلي في مياه المتوسط. كما أن الحاملة الروسية للطائرات ستسير دوريات جوية وبحرية في مياه المتوسط وقبالة سورية ولبنان، مما سيجعل حركة القطع الإسرائيلية في المنطقة مكشوفة كلياً.

ووفقاً للموقع العبري، يصل طول حاملة الطائرات الروسية "أدميرال كوزنسوف" إلى 300 متر، أما عرضها فهو 70 متراً، وقادرة على حمل عشرات المقاتلات الجوية والمروحيات، ويعمل على متنها نحو 2000 عنصر.