أمير قطر: القمع لا يوقف تطلعات الشعوب

أمير قطر: القمع لا يوقف تطلعات الشعوب

24 سبتمبر 2019
أمير قطر أكد أن الحوار سبيل لحل الأزمة الخليجية(Getty)
+ الخط -
جدد أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الثلاثاء، الدعوة إلى إنشاء نظام أمن إقليمي يحفظ لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج استقرارها، مندداً بالحصار الجائر الذي تتعرض له بلاده، مشدداً على أن "الحوار غير المشروط" ورفع الحصار هما السبيل لإنهاء الأزمة. وانتقد أمير قطر عجز الشرعية الدولة عن حماية الفلسطينيين، وحمل مجلس الأمن الدولي مسؤولية الفشل في وقف إراقة دماء السوريين من قبل النظام وحلفائه. وأكد أن القمع لا يوقف تطلعات الشعوب. وشدد على أن القضاء على الإرهاب يتطلب اعتماد نهج شمولي يتضمن معالجة جذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جنباً إلى جنب مع العمل الأمني والعسكري.  

وقال أمير قطر، في كلمته: "إن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الخليج تجعل من تحقيق الاستقرار فيها حاجة إقليمية ودولية، ونحن نؤكد على موقفنا الثابت بتجنيب المنطقة المخاطر بحل الخلافات بالحوار المنطلق من المصالح المشتركة واحترام سيادة دولها". وأضاف "سبق أن أشرت إلى ضرورة العمل على إنشاء نظام أمن إقليمي يحفظ لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج خاصة أمنها واستقرارها". 

وتطرق آل ثاني إلى حصار قطر قائلاً "يستمر الحصار الجائر غير المشروع وغير المبرر الذي فرضته بعض الدول على دولة قطر، وكان مجلس التعاون الخليجي ثاني ضحاياه، إذ شله وأفقده دوره". وأكد ثقته بأن "الرأي العام الخليجي والعربي والعالمي سيدرك عاجلا الأهداف الكامنة من الحملة الدعائية على دولة قطر والمدفوعة بنزعات الهيمنة وفرض الوصاية والسيطرة على مقدرات الدول الأخرى". وشدد على أن "الحوار غير المشروط القائم على الاحترام المتبادل ورفع الحصار الجائر، هو السبيل لإنهاء هذه الأزمة".

وفي الملف الفلسطيني، رأى أمير قطر أن "استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والعربية عموما، والممارسات غير المشروعة المترتبة على ذلك، ولا سيما توسيع الاستيطان وتهويد مدينة القدس، والحصار الخانق والجائر لقطاع غزة، وتكثيف الاستيطان في هضبة الجولان السورية المحتلة وتغيير طبيعتها، كلها أمور تجري بتحد علني للأمم المتحدة وقراراتها حتى أصبحت إسرائيل تعتبر أجواء دول المنطقة مباحة لها. إلـى متى ستظل الشرعية الدولية عاجزة لا تجد من يفرض احترامها حين يتعلق الأمر بفلسطين؟".

وفي الشأن السوري، اعتبر آل ثاني أن "مأساة الشعب السوري أصبحت فضيحة كبرى وعارا على الإنسانية. وإن ما يزيد هذه الكارثة الإنسانية خطورة هو غياب رؤية واضحة لحلها مع استمرار أعمال القتال والتدمير والتشريد وتجاهلها دوليا". وأشار إلى أن "المسؤولية الأساسية عن الإخفاق في فرض الحل السياسي تعود أساسا إلى عجز مجلس الأمن عن حماية المدنيين واتخاذ القرار اللازم لوقف إراقة الدماء واستمرار تعنت النظام السوري، ورفضه لكافة المبادرات الإقليمية والدولية". 

وفي ما يتعلق باليمن، أكد أمير قطر حرص بلاده على وحدة اليمن وسلامة أراضيه وسيادته وضرورة استكمال العملية السياسية. كذلك حذر من خطورة التطورات في ليبيا والتي "تنذر بمخاطر على وحدتها الوطنية واستقرارها".

وشدد آل ثاني على أن "تطورات العام الأخير في أكثر من دولة في منطقتنا أثبتت أن القمع والجرائم ضد الإنسانية التي حاول مرتكبوها عبثا سد مجرى التاريخ، لم توقف تطلع الشعوب إلى العدالة والكرامة الإنسانية وتطلع الشباب العربي إلى مستقبل أفضل. كما ثبت أن الإصلاح التدريجي هو الطريق الأوثق للتغيير في الدول ذات المجتمعات المركبة في إقليم معقد بحد ذاته". وأثنى على "الخطوات والاتفاقات التي تمت بين الأطراف السودانية"، داعياً الإدارة الأميركية إلى شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وفي ما يتعلق بالإرهاب، رأى أمير قطر أن "مركب الإرهاب والتطرف العنيف أصبح خطرا داهما يهدد العالم بأسره. وإن القضاء على الإرهاب يتطلب اعتماد نهج شمولي يتضمن معالجة جذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جنبا إلى جنب مع العمل الأمني والعسكري". وأشار إلى أن "ثمة حاجة سياسية وأخلاقية إلى تجاوز حصر الإرهاب بالأفراد والجماعات والتعامل أيضا مع جرائم الدول ضد المدنيين العزل بوصفها إرهاب دولة، وليس ما يجري في سورية وفلسطين وليبيا عنا ببعيد". كذلك شدد على ضرورة "التمييز بين الإرهاب ومقاومة الاحتلال".