مناشير من النظام لأهالي حلب: التهجير أو التهلكة

مناشير من النظام لأهالي حلب: التهجير أو التهلكة

20 أكتوبر 2016
صورة متداولة للمناشير التي ألقتها طائرات النظام
+ الخط -

 

ألقت مروحيات تابعة للنظام السوري، اليوم الخميس، آلاف المنشورات الورقية على مناطق حلب الشرقية، دعت فيها أهالي المدينة للخروج منها عبر المعابر التي أعلن عنها النظامان الروسي والسوري أخيراً. وتضمنت المناشير في إحدى جانبيها صورة للباصات الخضراء تحت مسمى "طريق الخلاص"، وهي الباصات ذاتها التي أقلّت المهجرين السوريين من محيط دمشق إلى إدلب، فيما نشرت على الجانب الآخر صورة جثة كتب إلى جانبها "لا ترمي بنفسك إلى التهلكة"، وهو ما اعتبره أهالي المدينة تهديداً مباشراً من قبل النظام بإبادتهم إن لم يتركوا بيوتهم ويخرجوا.

واحتوت مناشير أخرى على تعليمات لأهالي المدينة للخروج من أحياء حلب الشرقية، خلال أيام 20 و21 و22 من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري وخريطة لـ7 معابر.

ونفى ناشطون من مدينة حلب صحة الأنباء التي تتناقلها وسائل إعلام مقربة من النظام عن بدء خروج المدنيين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب عبر المعابر التي أعلن عنها النظامان الروسي والسوري. وبثوا صوراً ومقاطع مصورة تظهر خلو المعابر وانعدام الحركة في المناطق التي أعلن عنها النظام كمعابر.

أحد أهالي المدينة الذين لم يمتثلوا لإملاءات الطائرات السورية، يعرّف عن نفسه باسم أبو عمر، يقول لـ"العربي الجديد"، ساخراً: "كانوا يرمون علينا القذائف والصواريخ، واليوم يأتون ويقولون لنا اخرجوا ويتوقعون منا أن نخرج". ويضيف: "قتلوا أبناء عمي ووالدي، لن أذهب من هنا إلى القبر، لن نترك لهم حلب".

يدرك أبو عمر كغيره من سكان حلب، أن الهدوء الذي تنعم به مدينته اليوم هو الهدوء الذي يسبق العاصفة، ويقول: "ما بعد الهدنة إلا القصف؛ على الأقل استطعت أن أجمع حطب التدفئة، الشتاء قادم، والليالي باتت باردة جداً، ولا يوجد مازوت للتدفئة، الناس هنا متعبة أنهكها الحصار. نعيش كل يوم بيومه. كلما أشرق علينا صباح جديد نشكر الله".

وكانت عمليات القصف المكثفة التي استهدفت الأحياء الشرقية لمدينة حلب في الآونة الأخيرة تسببت بتدمير جديد في البنية التحتية في المدينة. وأعلنت الإدارة العامة للخدمات في حلب عن خروج 80 في المائة من شبكة المياه في حلب عن الخدمة بسبب استهداف طائرات النظام وروسيا لخطوط المياه بالمدينة وريفها، متوقعة خروج الشبكة بالكامل عن الخدمة مع نهاية الشهر الجاري، وهو ما سينتج عنه حرمان قرابة 200 ألف مدني في حلب المحاصرة من مياه الشرب.