انطلاق أعمال مؤتمر باليرمو الليبي.. ومشاركة حفتر غير مرجحة

انطلاق أعمال مؤتمر باليرمو الليبي.. ومشاركة حفتر غير مرجحة

12 نوفمبر 2018
يرفض حفتر أجندة المؤتمر الإيطالي(Getty)
+ الخط -
تضاربت الأنباء، اليوم الإثنين، بشأن حضور اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمؤتمر باليرمو الذي تنظمه روما لبحث الأزمة الليبية، والذي انطلق منذ وقت قصير. وفيما نقل تقرير صحافي عن رئيس حكومة إيطاليا جوزيبي كونتي توقعه حضور اللواء المتقاعد، أكد مصدر دبلوماسي يعمل في السفارة الليبية بروما عدم حضور الأخير، فيما ذكر مصدر من قوات حفتر لـ"العربي الجديد"، أن حفتر أرسل وفداً عسكرياً يمثله.

ونقل تقرير صحافي، صباح اليوم الإثنين، عن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قوله إنه يتوقع حضور حفتر لمؤتمر باليرمو الذي تنظمه روما لدفع خطة سلام جديدة وضعتها الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار في ليبيا.

وسعى المسؤولون الإيطاليون مطلع الأسبوع، لضمان مشاركة حفتر. وقال محللون إنه إذا حضر حفتر المؤتمر، فإن هذا سيكون أول اجتماع له مع رئيس وزراء "حكومة الوفاق" الليبية فائز السراج منذ لقاء باريس حول ليبيا في مايو/ أيار الماضي.

وقال كونتي أيضاً في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، إن روما وباريس تتشاركان وجهة النظر والأهداف ذاتها بشأن الأزمة الليبية.

في المقابل، أكد دبلوماسي في السفارة الليبية بروما عدم حضور حفتر، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الجانب الإيطالي لم يتوصل حتى الساعة إلى رد رسمي من حفتر بشأن المشاركة من عدمها، لكن الجانب الإيطالي بات متأكداً من أن حفتر لن يشارك على خلفية رفضه أجندات المؤتمر، ومن بينها ضرورة خضوعه لسلطة حكومة الوفاق، وهي السلطة المدنية في البلاد، ومساعي روما للإبقاء على السراج على رأسها، من خلال المؤتمر".

من جهته، أكد مصدر مقرب من قيادة قوات حفتر مغادرة وفد عسكري ممثل للواء الليبي من بنغازي لباليرمو للمشاركة في المؤتمر، الذي بدأت أعماله قبل قليل.

وقال المصدر، في إفادة خاصة بـ"العربي الجديد"، إن الجهود الإيطالية لإقناع حفتر بالعدول عن موقفه من عدم المشاركة في المؤتمر، أسفرت عن موافقة حفتر على إرسال وفد ممثل له مؤلف من ثلاثة ضباط مقربين منه يصلون إلى باليرمو خلال الساعات المقبلة، لافتاً إلى أن مشاركة الوفد الممثل لحفتر ستكون في الشق الأمني، ولن يشارك في مشاورات الجانب السياسي.

وأكد المصدر أن موافقة حفتر جاءت بعد وصول موفد خاص من رئيس الحكومة الإيطالية ليل أمس لبنغازي برسالة خطية موجهة لحفتر، ليوافق حفتر على المشاركة عبر وفد يمثله.

وقال إن "موقف حفتر من المؤتمر غير معروف حتى الآن، لكنه يبدي عدم رضاه عن مساره وأجنداته"، لافتاً إلى أن وفد مجلس النواب التي يترأسه عقيلة صالح ضمّ نواباً موالين لحفتر يشاركون في حوارات الجانب السياسي.

وبحسب المصدر، فإن جلسة اليوم الأول ستناقش مسارين لوضع رؤية حول الحل في ليبيا، هما المسار الأمني والمسار السياسي، مشيراً إلى أن عدم مشاركة وفد حفتر بالمسار السياسي يمثل إشارة لرفضه لأي تقارب مع حكومة الوفاق بطرابلس وتيارات محسوبة على الإسلام السياسي تناوئ مساعيه العسكرية.

وذكر المصدر أن البعثة الأممية بدأت، صباح اليوم، بعقد جلسات منفصلة مع ممثلي الأطراف الليبية الأربعة، قبل أن تجمعهم قاعة واحدة لبحث المسار السياسي، قبل البدء في جلسة أخرى تتضمن نقاشاً موسعاً حول بند الترتيبات الأمنية وإمكانية أن يشمل مناطق ليبية، إضافة للعاصمة طرابلس.

وعلى هامش اللقاءات الليبية، قال المصدر إن ممثلي دول عربية، هي الجزائر وتونس ومصر، سيعقدون لقاءً مع ممثلي دول أوروبية، لمناقشة قضايا الهجرة غير الشرعية وخطر التنظيمات الإرهابية.​

كونتي لم يزر بنغازي

وإثر تداول وسائل إعلام دولية وليبية أنباء عن زيارة رئيس الوزراء الإيطالي، أمس، لمدينة بنغازي، شرق ليبيا، لإقناع حفتر بالالتحاق بالوفود الليبية المشاركة في المؤتمر، نفت الحكومة الإيطالية هذه الأنباء ووزعت، مساء أمس، رسائل نصية عبر الهواتف النقالة للصحافيين الموجودين في باليرمو، تنفي فيها أنباء هذه الزيارة.

وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قد وصل، عصر أمس الأحد، إلى باليرمو على رأس وفد مؤلف من 15 شخصاً، من بينهم ثمانية نواب، بحسب مكتب الإعلام في المجلس. 

من جهته، عقد رئيس المجلس الأعلى الليبي، خالد المشري، الذي كان أول الواصلين من الوفود الليبية إلى باليرمو، لقاءات عدة قبل انطلاق المؤتمر، من بينها لقاؤه مع الممثل الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي أكد له أن المجلس الأعلى كان المتلزم الوحيد بمخرجات لقاء باريس الماضي، وأنه ينبغي على المجتمع الدولي متابعة مخرجات لقاء باليرمو لضمان تنفيذها ومحاسبة المعرقلين.

من جانب آخر، ذكرت البعثة الأممية للدعم في ليبيا، على صفحتها الرسمية على موقع "تويتر"، أن رئيسها غسان سلامة ونائبته ستيفاني وليامز، التقيا أمس، الأحد، رئيس الوفد الأميركي، نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، لمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا، ضمن لقاءات أجرتها البعثة مع الوفود المشاركة في المؤتمر.

إلى ذلك، تبرز عقد كثيرة تواجه المؤتمر غير احتمال غياب حفتر، إذ نقلت وكالة "فرانس برس"، أمس، عن مصدر دبلوماسي إيطالي قوله إنه من "غير المؤكد إصدار بيان ختامي" عن المؤتمر، وتوقعه عدم إعلان أي موعد للاستحقاقات الدستورية في ليبيا، ما يعد أبرز تعبير عن التوقعات المنخفضة من هذا المؤتمر، بالرغم من نجاح روما في إقناع أطراف ليبية بارزة بحضور اللقاء، أبرزها السراج، وعقيلة صالح، وخالد المشري. كما دعت روما شخصيات ليبية بارزة، وعدداً من أعيان القبائل والمجتمع المدني للمشاركة. ويشارك كذلك ممثلون من دول أوروبية ودول عربية.


السراج في صقلية

وكان رئيس المجلس الرئاسي للحكومة، فايز السراج، قد وصل خلال ساعات صباح اليوم، الإثنين، إلى جزيرة صقلية، قادماً من باريس، للمشاركة في أعمال مؤتمر باليرمو.

وبحسب مصدر تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن السراج التقى، أمس الأحد، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش منتدى حول السلام عقد في باريس، وحضره السراج بدعوة من الإليزيه.

وبحسب المكتب الإعلامي للسراج، فإن الأخير عقد لقاءات عدة أخرى في باريس، من بينها لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، ورئيس وزراء الجزائر أحمد أويحيى.