الأمن الإسرائيلي يخشى انفجاراً شاملاً في الضفة وغزة

الأمن الإسرائيلي يخشى انفجاراً شاملاً في الضفة وغزة

24 ديسمبر 2017
إسرائيل تخشى اندلاع انتفاضة جديدة (موسى الشاعر/ فرانس برس)
+ الخط -
في الوقت الذي تواصل فيه تل أبيب اتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية لمحاولة احتواء الهبة الجماهيرية الفلسطينية التي تفجرت في أعقاب قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حذر رئيس المخابرات الداخلية الإسرائيلية "الشاباك" نداف أرغمان، من أن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة يمكن أن تنفجر بشكل كبير.

وخلال إفادة قدمها أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي اليوم الأحد، أوضح أرغمان أن إحباط جهازه عددا كبيرا من العمليات يدلل على أن حركة حماس بشكل خاص تحاول طول الوقت تنفيذ عمليات، لا سيما في الضفة الغربية. وأشار أرغمان إلى أن مستقبل الأوضاع الأمنية في قطاع غزة يتوقف على مدى نجاح تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ملمحاً إلى أن فشل الاتفاق سيزيد من فرص انفجار مواجهة جديدة.

وأضاف أن "الشاباك" أحبط هذا العام 400 عملية تم التخطيط لها بالفعل، ضمنها 13 عملية تفجيرية و7 عمليات اختطاف، إلى جانب 1100 عملية كان يمكن أن ينفذها أشخاص بشكل منفرد بدون انتماء إلى إطار تنظيمي. وأضاف أن الفلسطينيين نجحوا خلال العام الجاري في تنفيذ 54 عملية فردية، مقابل 108 عمليات العام الماضي؛ زاعماً أن نجاحات "الشاباك" تمت من خلال توظيف قدرات "السايبر" من إحباط عمليات المقاومة.

من ناحيته قال ، المعلق العسكرية لموقع "وللا"، أمير بوحبوط، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخشى من إمكانية أن يفضي "تحريض" كل من حركة حماس والسلطة الفلسطينية على تنظيم "أيام غضب" احتجاجاً على قرار ترامب إلى تفجر "موجة عنف جديدة". وفي تقرير نشره الموقع اليوم، لفت بوحبوط إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى بشكل خاص من أن تسمح مظاهر الاحتجاج الواسعة بتهيئة الظروف أمام ترجل المزيد من منفذي العمليات الفردية، الذين يحاولون استهداف عناصر جيش الاحتلال أو المستوطنين اليهود.

وحسب موقع "وللا" فقد تمكنت الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015 من تحديد هوية 7 آلاف فلسطيني تنطبق عليهم السمات التي تؤهلهم لتنفيذ عمليات فردية، مشيراً إلى أنه تم استدعاء عدد كبير منهم، وتحذيرهم من مغبة الإقدام على تنفيذ هذه العمليات، في حين تم اعتقال بعضهم.

ويذكر أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ترى في العمليات الفردية تحدياً كبيراً، بسبب صعوبة الحصول على معلومات استخبارية مسبقة بشأنها يمكن أن تسهم في إحباطها قبل وقوعها.

من ناحيته، هاجم المعلق العسكري، ران إيدليست، بشدة ترامب، محذراً من أن قراره الاعتراف بإسرائيل يزيد من فرص اندلاع حرب دينية. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" اليوم، قال إيدليست إن قرار ترامب عزز من فرص إقدام حكومة بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرارات بشأن الصراع مع الفلسطينيين لدواع دينية، متوقعاً أن تقدم الحكومة على اتخاذ سلسلة من القرارات الجديدة بشأن المستوطنات والحرم القدسي الشريف وحائط البراق.

وحمل إيدليست حكومة نتنياهو المسؤولية عن اندلاع أية مواجهة شاملة نتاج قرار ترامب، مشيراً إلى أن القيادة الإسرائيلية هي التي سعت لإقناع الرئيس الأميركي لإصدار قراره بشأن القدس، منوهاً إلى أن ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيك هيلي "صبت الزيت على النار" من خلال إعلانها أن حائط البراق سيظل ضمن سيادة إسرائيل في أية تسوية سياسية للصراع.

وحذر من أن الحرب الدينية التي يمكن أن تندلع في أعقاب قرار ترامب يمكن أن تقود إلى اشتعال جبهة الجنوب مع حركة حماس وجبهة الشمال مع "حزب الله"، بالإضافة إلى تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وداخل إسرائيل.

في هذه الأثناء شرعت الحكومة الإسرائيلية اليوم الأحد بمناقشة مشروع قانون يسمح بإلغاء حقوق الإقامة في القدس المحتلة من فلسطينيين في حال شاركوا في عمليات المقاومة أو "تورطوا" في أنشطة تدلل على عدم ولائهم للدولة. وذكرت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر اليوم أن مشروع القانون يسمح لوزارة الداخلية الإسرائيلية إلغاء حق الإقامة للمقدسيين، الذين ينفذون عمليات مقاومة ضد الاحتلال أو تورطوا في أنشطة تدلل على أنهم "لا يحافظون على الولاء للدولة".

وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع القرار يأتي لتوفير بيئة قانونية تسمح لوزير الداخلية الإسرائيلي، الحاخام أرييه درعي، بطرد أربعة من قادة حركة حماس في القدس الشرقية، أحدهم خالد أبو عرفة، الذي تولي منصب وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية العاشرة وثلاثة يشغلون مقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهم: محمد أبو طير، ومحمد عمران طوطح، وأحمد عطون.

المساهمون