تيريزا ماي تقطع إجازتها لتلتقي بماكرون حول "بريكست"

تيريزا ماي تقطع إجازتها لتلتقي بماكرون حول "بريكست"

01 اغسطس 2018
ماي استجابت لدعوة من ماكرون (فرانس برس)
+ الخط -

قررت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، قطع إجازتها الصيفية في إيطاليا، لتتجه إلى فرنسا، استجابة لدعوة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بهدف التباحث في مفاوضات "بريكست"، وإقناعه بخطة "تشيكرز" الخاصة بها.

وستحل ماي ضيفة على ماكرون في منزله الصيفي في جنوبي فرنسا، يوم الجمعة، في محاولة للالتفاف على طريق المفاوضات المسدود بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.

وكانت الدعوة الفرنسية لرئيسة الوزراء البريطانية استجابة لطلب من "داوننغ ستريت". وتقوم الحكومة البريطانية بجولات ضغط مكثفة، ينصب قسم منها على فرنسا، بهدف إقناع القادة الأوروبيين بخطة تشيكرز، ودفعهم إلى تليين موقف الوفد الأوروبي المفاوض الرافض لخطة ماي لـ"بريكست". وكان وزير الأعمال غريغ كلارك قد زار فرنسا، الأسبوع الماضي، ليتبعه وزير المالية، فيليب هاموند، يوم الإثنين، ووزير الخارجية، جيريمي هانت، يوم أمس، ليتجه وزير "بريكست"، دومينيك راب، إليها يوم غد.

ويأتي الاهتمام البريطاني بالدور الفرنسي لكون فرنسا لم ترفض كلياً خطة ماي، رغم أن ماكرون كان قد عبر عن قلقه في الدوائر الخاصة من القدرة على تحقيقها. إلا أن المسؤولين الفرنسيين حذروا من أن ماكرون لن يقبل بأية صفقة تتجاوز المفوضية الأوروبية في بروكسل.

وتتجه ماي للاجتماع بزعماء الاتحاد الأوروبي في سالزبيرغ، نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، بهدف الوصول إلى نوع من التسوية حول "بريكست". ويرى البعض أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مستعدة لدعم بريطانيا للوصول إلى صفقة "بريكست" جيدة، وذلك بعد أن التقت الزعيمتان قبل اجتماع "تشيكرز". إلا أن ماكرون لا يزال متصلباً في موقفه، إذ يرى بريكست "خطأ كبيراً".

وكان وزير الخارجية البريطاني قد حث فرنسا وألمانيا، يوم أمس، على دفع المفوضية الأوروبية إلى "التعقل والبراغماتية" حول خطة "بريكست". وحذّر من أن بروكسل تنتظر بريطانيا أن تتألم أولاً وتتراجع عن موقفها، مشدداً على أن احتمال نهاية المفاوضات من دون اتفاق "يزداد كل يوم".



وقال هانت: "هناك احتمال حقيقي لعدم الاتفاق من غير قصد. الجميع يفترض أن هذا الأمر لن يحدث أبداً. ولكن أعتقد أنه قد يحدث".

كما كان هانت قد حذّر مسبقاً من أن استراتيجية رئيس الوفد الأوروبي، ميشيل بارنييه، في المفاوضات، ستؤدي إلى انهيار الثقة والعلاقات بين بريطانيا والقارة الأوروبية، وهو ما سيكون "خطأ جيواستراتيجياً هائلاً".

وقال، في مقابلة أجراها قبيل سفره إلى فرنسا، مع صحيفة "إيفننغ ستاندارد"، إن "احتمال عدم الاتفاق يزداد كل يوم حتى نرى تغييراً في موقف المفوضية الأوروبية، والتي تعتقد أن كل ما عليها فعله هو الانتظار، وأن بريطانيا ستتراجع أولاً".

وأضاف: "يجب أن ترسل فرنسا وألمانيا رسالة قوية إلى المفوضية أننا نحتاج للتفاوض على نتيجة عقلانية وبراغماتية تحمي الوظائف لدى الجانبين، لأن أي فرصة عمل تضيع في بريطانيا تقابلها وظائف ضائعة في أوروبا أيضاً".

وحذّر هانت من أن عدم الاتفاق سيؤدي إلى كارثة اقتصادية لبريطانيا والاتحاد الأوروبي: "إذا أصبح الأمر أصعب تعقيداً أمام الأعمال الأوروبية، فإن هذا الأمر خطير جداً"، في إشارة إلى تدفق الأموال من حي الأعمال في لندن.

إلا أن محللين يرون أن المفوضية الأوروبية، وبارنييه، إنما يتبعون الأوامر الموجهة إليهم من فرنسا وألمانيا، إضافة إلى بقية زعماء الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن عدم المرونة التي يبديها الوفد المفاوض الأوروبي تعود إلى دول الاتحاد.