"زلة لسان مخزية" لجونسون: ليبيا كـدبي إن أزالت الجثث

"زلة لسان مخزية" لوزير الخارجية البريطاني: ليبيا ستكون كدبي إن أزالت الجثث

04 أكتوبر 2017
جونسون يقدم نفسه بديلاً لماي (جويل صمد/فرانس برس)
+ الخط -

أضاف خطاب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في مؤتمر حزب المحافظين، المزيد من اللغط حول موقفه من البريكست ومنافسته لتيريزا ماي على زعامة الحزب، وزاد من الطين بلة تصريحاته حول مدينة سرت الليبية، إذ قال إنها "يمكن أن تكون دبي جديدة إذا ما تمكنت من إزالة الجثث".

ودفعت تعليقات جونسون، في خطابه الذي ألقاه أمس الثلاثاء أمام المؤتمر الحزبي المنعقد في مدينة مانشستر، حول إمكانية أن تصبح مدينة سرت الليبية وجهة للسياح ورجال الأعمال، مثل مدينة دبي، فور "تنظيفها من الجثث"، استياء عارماً ودعوات من قيادات الحزب لطرده من الحكومة. 

وذكر جونسون في حديثه عن إمكانيات المدينة التي شهدت مقتل معمر القذافي: "هناك مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين، أشخاص رائعون، يريدون الاستثمار في سرت، على الساحل، قرب المكان الذي ألقي فيه القبض على القذافي وإعدامه"، وهو ما جذب الضحكات المحرجة من قبل الحضور. 

وتابع جونسون: "لديهم حقاً تصور رائع لجعل سرت، بالتعاون مع بلدية المدينة، دبي القادمة"، قبل أن يستدرك: "الأمر الوحيد الذي يجب عليهم فعله هو تنظيف المدينة من الجثث، وسيكون الأمر جاهزاً".

واتهم حزب "العمال" جونسون بكونه "قاسيا وعديم الإحساس" في ما يتعلق بالأشخاص الذين قتلوا في معركة استعادة المدينة من أيدي مقاتلي "داعش". 

ووصفت المتحدثة باسم حزب "العمال" للشؤون الخارجية، إيميلي ثورنبيري، تصريحات جونسون بأنها "مخزية"، وتساءلت عما إذا كانت ماي ستتخذ أي إجراء لتوبيخه.

وكانت هايدي ألن أول نائبة عن المحافظين تنادي بعزل جونسون من منصبه على خلفية تصريحاته حول ليبيا. وقالت مساء الثلاثاء، إنه "غير مقبول 100 في المائة من أي شخص، فضلا عن وزير الخارجية. يجب أن يطرد بوريس لهذا السبب. إنه لا يمثل حزبي".

وانضمت إليها سارة ولاستون، النائبة المحافظة، في انتقاد جونسون، مؤكدة أن "النكات التي تحط من قيمة أشخاص حقيقيين قتلوا في ليبيا هي وقاحة حتى لو كانت في مقام كوميدي. إنه أمر مزعج أن أسمع ذلك من وزير خارجيتنا".

ولكن جونسون، وبدلاً من الاعتذار، غرد على تويتر مساء أمس، مهاجماً منتقديه: "من المعيب أن يقوم أشخاص من دون أي فهم أو معرفة بما يجري في ليبيا بمحاولة تسييس الأوضاع المهولة والخطيرة في مدينة سرت".

وتابع: "الحقيقة أن تنظيف المدينة من جثث مقاتلي داعش أمر معقد بسبب تفخيخ هذه الجثث والألغام المنتشرة. وذلك ما وراء لعب بريطانيا دوراً أساسياً في إعادة الإعمار، والسبب وراء زيارتي لليبيا مرتين هذا العام لدعمهم".

وفي سياق آخر، امتدح جونسون صمود تيريزا ماي، مشدداً على ولائه لها، قائلا: "الجميع مدين لصمودها في قيادة بريطانيا إلى الأمام"، مضيفاً أنها ستضمن للبلاد "صفقة بريكست عظيمة". 

وأراد جونسون أيضاً أن يرسم صورة إيجابية لبريطانيا بعد البريكست بقوله إن بريطانيا "تستطيع الفوز بالمستقبل"، واستشهد ببطله الشخصي ونستون تشرشل عندما طالب الحزب بأن يكون "جريئاً" وأن "يطلق العنان لزئير الأسد".

"نستطيع الفوز بالمستقبل، لأننا حزب يؤمن بهذه البلاد، ونؤمن بقدرات الشعب البريطاني.. لسنا أسوداً، ولا ندعي أننا أسود – هذا الدور يلعبه شعب هذه البلاد"، وزاد وزير خارجية بريطانيا: "لكن الأمر يعود لنا الآن.. لنطلق العنان لزئير الأسد". 

لكن التصفيق الحار الذي ناله جونسون من الحضور لا يعكس الواقع بالضرورة، فقد غابت تيريزا ماي عن الخطاب في خطوة تعكس عدم رضاها وثقتها بوزير الخارجية، الذي لا زال يحاول تحدي زعامتها للحزب. 

وحث جونسون الحزب على أن "يكون جريئاً في اغتنام الفرص"، وهو ما رآه البعض دعوة للإطاحة بماي ودعمه للوصول إلى منصبها. 

خطاب الوزير المثير للجدل لم يقلل من التوقعات بأنه يقدم نفسه كبديل لرئيسة الوزراء، خاصة في ضوء تحديه المتواصل لسلطتها في ما يتعلق بالبريكست خلال الأسابيع الماضية، بينما علّق مقربون منه أنه "يحمل السكين وراء ظهره".

وألقى ذلك ظلاله على الجو العام للمؤتمر، حيث شابت النقاشات الجانبية أسئلة حول مستقبل رئيسة الوزراء ونوايا جونسون، وهو ما يضع حملاً ثقيلاً على خطاب ماي المرتقب الأربعاء، وسيحدد ما إذا كان الحزب سيبقيها في منصبها.