دائرة السيسي تبحث عن مرشح شكلي لانتخابات رئاسية

دائرة السيسي تبحث عن مرشح شكلي لانتخابات رئاسية

01 مايو 2017
تعهّد السيسي عدم تزوير الانتخابات الرئاسية (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -
أفاد مصدران مصريان، أحدهما حكومي والآخر برلماني ينتمي لأكثرية "دعم مصر" النيابية، بأن الدائرة الاستخباراتية – الرقابية الخاصة بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تفاضل بين بدائل عدة للتعامل مع الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ومن ضمنها الدفع بأحد السياسيين لتأدية دور المرشح الشكلي في الانتخابات، لإضفاء الشرعية عليها، وذلك في حالة وجود ضغوط دولية على النظام لإجراء الانتخابات. في هذا السياق، تحدث السيسي مساء الثلاثاء الماضي، عن حرصه على إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، مشيراً إلى أنه "لن يزوّر الانتخابات للبقاء في السلطة". وأقسم 3 مرات على أنه غير متمسك بالرئاسة، وأنه على استعداد لمغادرة منصبه إذا تبيّن أن الشعب المصري لا يرغب في بقائه، داعياً بأن يولي الله من يكون على يديه إصلاح البلد.

وأضاف المصدران أن "الخيار المفضل للسيسي حتى الآن هو عدم إجراء الانتخابات في الأصل، خصوصاً في ظلّ سوء الأوضاع الأمنية في شمال سيناء، وضعف الموارد المالية، وعدم وجود جهات مانحة أو ممولة للانتخابات سواء أجنبية أو عربية. بالتالي فالخيار الأول هو إجراء استفتاء سريع لتعديل عدد من مواد الدستور من بينها ما يضمن إطالة فترة الرئاسة الواحدة لتصبح 6 سنوات أو أكثر بدلاً من 4 سنوات، خصوصاً أنه لا يوجد ما يحظر ذلك في الدستور".

أما الخيار الثاني فهو فتح باب الترشيح للانتخابات بمعايير نزاهة وشفافية متدنية لإجبار المنافسين المحتملين للسيسي على مقاطعة الانتخابات، وبالتالي تحويلها إلى استفتاء بحكم الدستور، وأداة تنفيذ هذا الخيار تبدأ بطريقة اختيار أعضاء مفوضية الانتخابات المقرر إنشاؤها هذا العام، وذلك من خلال زيادة العناصر الحكومية والموالية للنظام فيها، أو إلغاء الإشراف القضائي على الانتخابات، أو استمراره مع إسناد القرارات المؤثرة للمفوضية التنفيذية وليس للقضاة.

أما الخيار الثالث والذي بدأت دائرة السيسي التفكير فيه مؤخراً فهو إجراء الانتخابات بمعايير متدنية، وإقناع شخصية عامة أو أكثر لمنافسته ظاهرياً، وهو نفس الدور الذي أداه حمدين صباحي في انتخابات الرئاسة 2014. ولفت المصدران إلى أن "صباحي ما زال المرشح الأول لتأدية هذا الدور مجدداً".

وأكد المصدران أن "هناك تعليمات صدرت من عباس كامل مدير مكتب السيسي لوسائل الإعلام، لإبراز إجراء الانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الأخرى في دول أوروبا في ظل حالة الطوارئ، تمهيداً لإجراء استفتاء تعديل الدستور (وفقاً للخيار الأول) أو انتخابات الرئاسة (وفق الخيارين الثاني والثالث) في ظل حالة الطوارئ أيضاً، التي يبدو أنها لن تقتصر على المدة الأولى التي أعلنها السيسي في أعقاب حادثي تفجير كنيستين بطنطا والإسكندرية، وهي 3 أشهر، خصوصاً أن مجلس النواب لن يعارض تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر أخرى، ثم تجديد إعلانها تباعاً كما يحدث في شمال شرق سيناء".

وعن الظروف التي قد تدفع النظام لخيار الانتخابات، ذكر المصدر الحكومي أن "المسألة كلها تتعلق بالضغوط الغربية، وبصفة خاصة من الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "السيسي لم يتلق حتى الآن ملاحظات بشأن الانتخابات الرئاسية من الولايات المتحدة أو ألمانيا أو بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي، لكن هذه الملاحظات متوقعة في الفترة المقبلة، في ظل ضيق الوقت أمام تشكيل مفوضية الانتخابات وبدء إجرائها".

مع العلم أن حديث السيسي عن الانتخابات جاء خلال حضوره أولى جلسات مؤتمر الشباب في الإسماعيلية، والذي تنظمه الرئاسة المصرية دورياً بحضور شباب إعلاميين مشاركين في "البرنامج الرئاسي لإعداد القادة" الذي يسعى السيسي من خلاله لتخريج قيادات إدارية وتنفيذية شابة تابعة لنظامه.

وهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها السيسي صراحة عن انتخابات رئاسية مقبلة، علماً بأنها جاءت في معرض إجابته على سؤال لم تُعرف هوية صاحبه حمل عبارة "ماذا تفعل لو خسرت الانتخابات المقبلة؟" وهو ما تهكّم عليه السيسي في البداية، ثم أدلى بتصريحاته.

المساهمون