النظام يقايض الرقة على منح "حكم ذاتي" للكرد بسورية

النظام يقايض الرقة على منح "حكم ذاتي" للكرد شمالي سورية

29 أكتوبر 2017
النظام يريد استعادة الرقة (بولنت كيليش/ فرانس برس)
+ الخط -


كشف مصدر مقرّب من "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) لـ"العربي الجديد" عن موافقة النظام السوري على منح الكرد حكماً ذاتياً شمالي سورية، مقابل تسليمه مدينة الرقة والمناطق ذات الأغلبية العربية.

وأوضح المصدر، والذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن المحادثات بدأت في مدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سورية، عندما زار نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ورئيس مكتب الأمن الوطني التابع للنظام السوري، علي مملوك، المدينة في 19 أكتوبر / تشرين الأول من الشهر الجاري.

وأضاف أن مملوك التقى قياديين في حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" الذي يشكّل العمود الفقري في "قسد" من أجل حضور مؤتمر حميميم، والذي دعت إليه موسكو، وسيعقد في القاعدة الجوية التي تسيطر عليها في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

كذلك أشار إلى أن "المفاوضات ما زالت جارية حول شكل الحكم الذي سيتم تشكيله في المنطقة، فالحزب يطالب بفيدرالية واعتراف رسمي من قبل النظام، بينما يعرض الأخير حكماً ذاتياً مستقلاً".

وتعتبر الفيدرالية مرحلة متقدمة من الحكم الذاتي، وتركّز على سيادة المنطقة، بينما يُعنى الحكم الذاتي بالإدارة والتنظيم وتطبيق القوانين.

وكان مسؤولون في النظام قد أشاروا في وقت سابق إلى أنّ قوات النظام ستدخل الرقة، وتعيدها إلى تبعية الدولة السورية.

وأوضح المصدر ذاته أنّ "التوقيع على الاتفاق سيكون في القاعدة الجوية الروسية، بمطار حميميم، متوقعاً أن يتم ذلك خلال مؤتمر المعارضة الذي تدعو له موسكو". ولفت إلى أنّ "الحزب يحضّر لإعلان الفدرالية شمالي سورية، بعيد انتهاء المعارك مع تنظيم "داعش" في محافظة دير الزور، ورسم الحدود بين مناطقه ومناطق النظام".

وكان وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، قد قال في تصريحات صحافية سابقة إن "إقامة نظام إدارة ذاتية للأكراد في سورية أمر قابل للتفاوض والحوار، في حال إنشائها في إطار حدود الدولة".

وأجرت الإدارة الذاتية الكردية أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي انتخابات محلية في مناطق سيطرتها، شمالي سورية، تمهيداً لإعلان فيدرالية هناك، وسط مقاطعة من "المجلس الوطني الكردي".

ويشكل الكرد ما نسبته ثمانية بالمائة من الشعب السوري، يتوزّعون على عدّة محافظات، بينما يغلب العرب والآشوريون والتركمان على المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، شمالي سورية.